غالي العطواني
عقد "منتدى أعلام الأدب"، أحد تشكيلات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، السبت الماضي، جلسة تحت عنوان "د. صلاح خالص.. الإنسان والمناضل والأكاديمي"، هادفاً منها الى تسليط الضوء على المنجزين الثقافي والفكري للباحث الراحل د. صلاح خالص، وعلى مسيرته النضالية.
حضر الجلسة التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، جمع من الأدباء والمثقفين والإعلاميين، فيما أدارها د. رياض الناصري، الذي ذكر في مستهل تقديمه أن الراحل صلاح خالص، كان قد أمضى حياته في تقديم المآثر النضالية وإشاعة الفكر العلمي التقدمي.
وكان أول المسهمين في الجلسة الباحث د. عدنان العوادي، الذي قرأ ورقة بعنوان "استاذي د. صلاح خالص وحديث عن محنة الثقافة"، قال فيها أن الراحل "كان قد مضى به العمر حافلا بالمكابدة والمعاناة، وأرهقته اغلال السجن، وتناءت به غربة المنفى سنين، وكان يسعى وراءه المخبر والرقيب، ورغم ذلك ظلت له تلك القسمات الرائقة الوادعة والقامة المطمئنة، والمظهر السمح البهي، كأنه يأبى أن تنال منه المحن والأزمات".
بعد ذلك تحدث أستاذ الأدب الأندلسي في الجامعة المستنصرية د. محمود شاكر، عن الراحل، متطرقا إلى مؤلفاته الأدبية، ودراساته في فضاء الأدب الأندلسي.
وأكد أن الكثيرين من النقاد والمستشرقين لم يتفقوا على صنف الجنس الادبي الاندلسي "فمنهم من يقول انه ادب عربي وآخر يقول انه غربي. لكن د. صلاح خالص كان حاضراً في إيقاف هذه الإشارات والتداعيات حين كتب ثلاثة مؤلفات عن الادب الاندلسي في اشبيلية، وكان المؤلف الأول عام 1957 والثاني عام 1958 والثالث عام 1965".
وأضاف د. شاكر أن الكتب الثلاثة المشار إليها، تتخصص في الأدب الأندلسي أبان القرن الخامس، على اعتبار ان هذا القرن شهد وجود خليط من الشعوب والطوائف في بلاد الأندلس، وتحديدا أشبيلية "وبذلك تجاوز الراحل جميع الدراسات الأدبية الكلاسيكية التي كتبت حول الأدب الأندلسي، فأصبحت مؤلفاته مصادر للكثير من الدراسات والأطروحات الجامعية".
وساهم في الجلسة أيضا الكاتب والإعلامي رضا الظاهر، الذي قدم ورقة حول منجز الراحل د. صلاح خالص، أشار فيها إلى "هذا البصري - الأندلسي، موسوعي المعرفة والثقافة"، مضيفا أن الراحل قدم إسهامات جليلة في الثقافة الوطنية والنضال الوطني الديمقراطي.
وتطرق الظاهر إلى مرحلة دراسة الراحل للأدب الاندلسي في جامعة السوربون الفرنسية، وإلى عمله مدرسا في كلية الآداب، فضلا عن مؤلفاته وبحوثه ودراساته، ومشاركته في تأسيس اتحاد الادباء العراقيين بعد ثورة 14 تموز عام 1958 مع الشاعر الجواهري الكبير، ونخبة من المثقفين والأدباء.
كذلك تناول دور الراحل في تحرير مجلة "الاديب العراقي"، وإدارته دائرة البعثات، فضلا عن مغادرته العراق وعمله أستاذا في الاتحاد السوفيتي، ثم عودته إلى بلده والتدريس في كلية الآداب وصولا الى إصداره مجلة بعنوان "الثقافة" وترأسه تحريرها، مؤكدا أن د. خالص من جيل ظهر فيه العديد من الأعلام الرواد، أمثال مهدي المخزومي وعلي جواد الطاهر ومصطفى جواد وحسين أمين وعلي الوردي وفيصل السامر وصفاء الحافظ.
وتطرق الظاهر الى دور المحتفى به في إصدار مجلة "الثقافة الجديدة". كما تحدث عن الظروف التي ولدت فيها المجلة، في تشرين الثاني عام 1953، وذلك من خلال تعاون الحزب الشيوعي العراقي مع شخصيات ثقافية ووطنية بارزة.
وتخللت الجلسة مداخلات وشهادات عن مسيرة الراحل شارك فيها عدد من الأدباء والمثقفين الحاضرين، بضمنهم الناقد فاضل ثامر، ود. علي حداد، ود. خليل إبراهيم.
وفي الختام قدمت ألواح الجواهري التقديرية، إلى د. عدنان العوادي ود. محمود شاكر والكاتب والإعلامي رضا الظاهر، تقديرا لإسهاماتهم في الجلسة.

عرض مقالات: