في الرابع عشر من تموز اليوم الصيفي البديع ، توافد جمع غفير من بنات وأبناء الجالية العراقية في برلين ومدن أخرى، تلبية لدعوة مجموعة من النوادي والملتقيات الثقافية العراقية الناشطة على الساحة الالمانية ، للاحتفال بالذكرى 61 لانبثاق ثورة 14 تموز المجيدة وتأسيس الجمهورية العراقية ، وبعد ان اكتضت القاعة وأزدانت بالجمهور الفرِح ، بدأ الحفل بعزف النشيد الوطني ، تلاها عزف منفرد على العود للفنان الشاب زين العابدين إبراهيم .

ثم أعتليا المنصة عريفتا الحفل الآنِسَتان "رؤى" و"مريم" مرحبتين بالحضور الكريم متمنيتين لهم أمسية سعيدة ومبهجة ، تلاها كلمة المنظمات بهذه المناسبة والتي جاء فيها

"  لقد كانت ثورة 14 تموز ـ يوليو 1958 ثورة تحرر وطني بإمتياز، حققت في فترة قياسية الكثير مما كان الشعب العراقي يطمح اليه في التحرر والانعتاق من ربقة الاستعمار وتوابعه من الرجعيين  والاقطاع ، وواجهت الثورة الفتية ومنذ أندلاعها  العديد من المؤامرات  من قبل القوى التي تضررت من منجزاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي انحازت للفئات الكادحة والمسحوقة من أبناء الشعب . وتعرضت أيضا للضغوط الخارجية من قبل الامبريالية العالمية وشركاتها الاحتكارية ،الى أن تم الاجهاز عليها  في انقلاب 8 شباط الاسود 1963 الذي قاده حزب البعث وقوى اليمين والرجعية بمباركة القوى الاستعمارية الطامعة بخيرات بلادنا "

كما جاء فيها  "  تمر اليوم الذكرى الحادية والستين للثورة المجيدة و بلادنا ما تزال تعاني من وطأة التدخلات الاجنبية من قبل الولايات المتحدة وايران وحلفائهما وجعلها ساحة للصراع والحروب المدمرة، كما أن تناحرات الساسة المتنفذين وصراعات كتلهم على مواقع النفوذ والسلطة،  جعل الشعب يدفع غاليا فاتورة هذه الصراعات العبثية والمدمرة، وهو ما أضاع على عراقنا الكثير من فرص التطور والتقدم، وأبقاه في عداد الدول المتخلفة في ميادين اقتصادية واجتماعية وتقنية وعلمية كثيرة، لقد أصبح التغيير ضرورة ملحة لاتقبل التأجيل، وعلى القوى الديمقراطية والمدنية والعلمانية أن تتراصف وتوحد جهودها من أجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية الموسومة بالعدالة الاجتماعية ، ودحر قوى المحاصصة الطائفية والعرقية والارهاب والفساد والمليشيات المسلحة التي أوصلت بلادنا الى حافة الانهيار.  
ان ذكرى ثورة 14 تموز تنتصب امامنا حية بكل دروسها، وأهمها انها اعتمدت على الشعب ومنه استمدت قوتها، بعربه وكرده وسائر قومياته، وكل قواه السياسية ومنظماته الشعبية والمهنية، في وحدة كفاحية مثلتها "جبهة الاتحاد الوطني" وبالتعاون والتنسيق مع الضباط الاحرار.
ان يوما مثل هذا اليوم لن ينسى، ويبقى حيا دائما في مسيرة شعبنا !

تحيا ذكرى ثورة 14 تموز 1958 والمجد والخلود لشهداءها الابرار."

وعٌرض على الشاشة " النشيد الوطني المقترح لقصيدة الجواهري " سلامٌ على هضباتِ العراقُ ...وشطيّه والجُرف والمنحنى " ، وأغنية "سلام على دار السلام" للفنانة "لطيفة" وعازف العود المبدع "نصير شمه" وأنشودة "اين حقي" لاقت استحسان الجمهور، وعرض ايضا شريط من الصور والبوسترات حول المناسبة .وألقى الشاعر علي سلمان القادم من بغداد بعضا من قصائده الوطنية الجميلة التي الهبت حماس الحضور. 

أبتدأ بعدها الحفل الفني الذي شهد تسابق العديد من الفنانين المبدعين الشباب والمخضرمين وهم " الفنان المبدع جاسم مراد وبمرافقة الفنان ابو حمزة، والفنان الشاب محمد موزان ، وعازف الايقاع المبدع صباح عزيز، والفنان نجيب ياسر، والفنان سعد الطويل والفنان عمر الشلال"   للمشاركة بهذه المناسبة المجيدة بأغانيهم الجميلة والمتنوعة التي الهبت الحضور واسعدتهم صغارا وكبارا ، رقصوا وغنوا وتفاعلوا مع بعض وبأجواء عراقية حميمية أنصهرت فيها وتآلفت كل الالوان العراقية الزاهية .

وبعد أنتهاء الحفل الفني قدم الزميل عصام الياسري وبأسم المنظمات الشكر والامتنان لكل الاخوات والاخوة من الفنانين والزملاء والاخوة المتبرعين بالاكلات العراقية اللذيذة وكل الذين ساهموا بأنجاح هذا الحفل الباهر، ، ووزعت عليهم شهادات شكر وتقدير .

وفي الختام أنفض الجمع الجميل على أمل اللقاء في أمسية سعيدة مبهجة قادمة قريبا .