عائدة فرج
ضيّف بيت المسرح في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، الأسبوع الماضي، المخرج المسرحي إبراهيم حنون، الذي تحدث في جلسة عنوانها "المسرح التعبيري وتطبيقاته في المسرح العراقي.. مسرحية (أمكنة إسماعيل) أنموذجا".
حضر الجلسة التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد وسط بغداد، عدد كبير من الأدباء والفنانين والمثقفين ومحبي المسرح. فيما أدارتها د. سافرة ناجي، التي قدمت لمحة أكاديمية عن "المسرح التعبيري"، موضحة أن المسرح العراقي اتخذ اتجاهات متعددة لمحاكاة إشكالية الواقع، ومن هذه الاتجاهات الاتجاه التعبيري الذي شق طريقه إلى الفضاء المسرحي في العراق من خلال الدرس الأكاديمي.
وتطرقت مديرة الجلسة إلى تجارب مختلفة في هذا المضمار، منها تجربة المسرحي الرائد د. سامي عبد الحميد في تقديمه مسرحية "القرد كثيف الشعر" للكاتب الأمريكي يوجين أونيل، مضيفة أن عروض المسرح التعبيري توالت بعدها، حيث قدم د. عقيل مهدي عام 1990عملا مسرحيا بعنوان "الغوريلا"، من خلال المزج بين الدرس الأكاديمي والاحتراف.
وتابعت، انه بعد التغيير عام 2003، ظهر المسرح التعبيري في العراق بشكل احترافي، من خلال قراءته قراءة عراقية تطبيقية، وتجسيده كتابة وإخراجا، موضحة أن الكاتب هوشنك وزيري، كان قد كتب نصوصا مسرحية تعبيرية، منها عملاه "استيلاء" و"أمكنة إسماعيل"، اللذان أخرجهما الفنان إبراهيم حنون، وجرى عرضهما مطلع العام الجاري على خشبة المسرح الوطني في بغداد.
بعد ذلك دعت د. سافرة الضيف ليتحدث عن تجربته المسرحية، وإنجازاته في مجال الإخراج المسرحي منذ تسعينيات القرن الماضي، وما قدمه من تجارب مسرحية ترك فيها بصمته الشخصية، مثل أعمال "الموت والعذراء"، "استيلاء" و"حروب"، التي عرضت في مهرجانات دولية ونالت إعجاب النقاد والاختصاصيين.
وأشار حنون في حديثه إلى ان المسرح يمثل طموح طفولته، موضحا أن الفنان يجب أن يكون مخلصاً لطموحه ومشروعه "كون التخلي عن ذلك كالتخلي عن الذات".
وتابع، انه لا يزال يسعى إلى تحقيق المزيد من الطموحات، والبحث في الكثير من القضايا التي تخص عمله، موضحا أن "آخر تجربة مسرحية لي كانت مع كاتبي المفضل هوشنك وزيري، الذي تتقارب كتاباته مع مشروعي المسرحي".
وتطرق حنون إلى واقع دائرة السينما والمسرح، على اعتباره يعمل مديرا للفرقة الوطنية للتمثيل التابعة إلى الدائرة، متمنيا أن يكون هناك تخصيص مالي لأعمال الفرقة.
وشهدت الجلسة مداخلات حول موضوعها وتجربة الضيف، أسهم فيها العديد من الحاضرين، بضمنهم د. عقيل مهدي ود. سعد عزيز عبد الصاحب والقاص عبد السادة جبار ود. جبار خماط ود. جبار محيبس والفنان مهدي سميسم، فضلا عن د. محمد حسين آل ياسين الذي ذكر في مداخلته ان "المسرح التعبيري ليس شعبيا، بل هو نوعي (مثقف)، والنوع هذا يمتلك مسحة من غموض لا يمكن ان يعيها الا الجمهور المثقف".
وفي الختام سلم الناقد فاضل ثامر لوح الجواهري إلى المخرج المسرحي إبراهيم حنون.

عرض مقالات: