عبد الحسين ناصر السماوي
اختتمت في مدينة السماوة، مساء أول أمس السبت، فعاليات "مهرجان أيام اوروك الثقافية"، بحفل غنائي أحياه عشرة مطربين من داخل العراق وخارجه، وذلك على حدائق إحدى المتنزهات العامة في مركز المدينة، وبحضور رسمي وجماهيري واسع.
المهرجان الذي حمل اسم الفنان الراحل د. ناجي كاشي، والذي أقيم بالتعاون بين وزارة الثقافة واتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وجمعية الفنانين التشكيليين، وبدعم مباشر من محافظ المثنى، انطلق صباح الخميس الماضي على "قاعة الصداقة" وسط المدينة.
واستهل حفل الافتتاح بالنشيد الوطني، اعقبته أنشودة المهرجان التي كتبها الشاعر صفاء الدفاعي ولحنها الفنان جمال السماوي.
بعد ذلك ألقى محافظ المثنى أحمد منفي، كلمة أشاد فيها بجهود اللجنة التحضيرية للمهرجان "التي عملت من أجل رفع اسم المثنى عاليا من خلال إقامتها هذا الكرنفال".
وكانت لممثل وزير الثقافة كلمة نقل فيها تحيات الوزير، متمنيا نجاح المهرجان "بما يتناسب واسم محافظة المثنى الحضاري والتاريخي الكبير".
الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، الشاعر إبراهيم الخياط، ألقى كلمة في حفل الافتتاح حيّا فيها الحضور "وأنتم في دوحة أوروك أول مدينة في التاريخ.. وأنتم في حومة اختراع الكتابة والعجلة والقيثارة.. وأنتم في حضرة ملحمة كلكامش.. وأنتم تحت قوس "نقرة السلمان" الذي اشتهر بنزلائه المثقفين الكثر".
وأضاف قائلا للجمهور: " ننبيكم بأننا نفتخر بعقد هذا المهرجان النوعي الكبير في السماوة السامية التي هي جديرة به وتستحقه"، متابعا قوله أن "اتحادنا حريص بالتعاون مع وزارة الثقافة على إقامة المهرجانات في مدائن العراق وقصباته كافة".
مدير المهرجان الفنان جمال عبد العزيز السماوي، ألقى كلمة قال فيها: "تنطلق فعاليات أيام أوروك الثقافية وهي محملة برسائل الحب والجمال والسلام والإبداع، نبعثها الى كل العراقيين والعالم، لنؤكد ان العراقيين أهل سلم وثقافة وابداع ووعي".
وتضمنت فعاليات اليوم الأول من المهرجان، معزوفات موسيقية أداها أربع عازفات من الفرقة السيمفونية العراقية.
ثم جاء دور الشعر. فاعتلى المنصة الشاعر الكبير يحيى السماوي وألقى باقة من قصائده التي صفق لها الجمهور بحرارة، تلاه الشاعر الكبير ناظم السماوي بإلقاء مجموعة من قصائده التي ألهبت أحاسيس المستمعين.
الفعالية التالية كانت للدار العراقية للأزياء، التي قدمت عروض أزياء تاريخية تعكس حضارة أوروك. لتعتلي المسرح بعدها "فرقة ناحية بصية"، وتؤدي لوحة فلكلورية بدوية راقصة على وقع الدفوف و"الهوسات" الحماسية.
هذا وشهد عصر اليوم الأول من المهرجان، افتتاح معرض تشكيلي شخصي للفنان سامي مشاري، احتضنه "بيت التراث السماوي" الكائن وسط المدينة.
اليوم الثاني من المهرجان، الجمعة، شهد فعاليات مختلفة أدبية وفنية، كانت بينها عروض أفلام احتضنتها أروقة "قاعة أوروك" في كلية الطب بجامعة المثنى. وفي ختام المهرجان، أول أمس السبت، ألقي بيان ختامي دعا إلى الاهتمام بالمشهد الثقافي، وتقديم الدعم المالي والمعنوي لمختلف الحقول الإبداعية، الفنية والأدبية، لما لذلك من أهمية كبيرة في إظهار الوجه الحضاري للبلد.
هذا والتقى مراسل "طريق الشعب"، في سياق المهرجان، بمحافظ المثنى أحمد منفي، الذي ذكر أن المهرجان جاء بعد جهود استمرت أكثر من شهر في التحضير والدراسة، مضيفا أن هذا المهرجان هو الأول من نوعه في المحافظة، لما شهده من حضور كبير لمبدعي العراق.
وطالب المحافظ في حديثه لـ "طريق الشعب"، وزارة الثقافة بدعم هذا النوع من المهرجانات التي تحتضن المبدعين، وتعزز تواصلهم الاجتماعي والفكري والثقافي.