غالي العطواني
عقد الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، الثلاثاء الماضي، جلسة نقاشٍ حول واقع الدراما التلفزيونية العراقية، وتحديدا ما عرض من مسلسلات خلال شهر رمضان الفائت.

حضر الجلسة التي عقدت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد وسط بغداد، جمع من المثقفين والأدباء والإعلاميين والمشتغلين في ميدان الدراما والمسرح.
رئيس الملتقى د. صالح الصحن، أدار الجلسة وافتتحها مشيرا إلى أن آراءً كثيرة طرحت حول ما عرض من دراما عراقية خلال شهر رمضان الماضي، وان التعليقات بهذا الصدد تداخلت، بين من يطرح رأيا وهو ليس من ذوي الاختصاص، والآخر الذي يطرح رأيا أكاديميا.
أول المتحدثين في الجلسة كان الفنان حافظ عارف، الذي أشار إلى أن الدراما التلفزيونية العراقية أصبحت "للأسف" سوقا للبيع والشراء يهدف من خلاله البعض إلى الحصول على منافع شخصية، مضيفا أن الدراما العراقية في السابق، كان العاملون فيها أشبه بخلية نحل، وكان الكل يعمل ضمن مجال تخصصه، وكانت هناك لجان رقابية اختصاصية تدرس النص الدرامي وتحدد مدى كفاءته وصلاحيته للتقديم.
واستدرك في قوله "لكن اليوم لا توجد رقابة على النص الدرامي، الأمر الذي سمح بعرض أعمال ذات مستوى هابط".
فيما رأى الكاتب والفنان سمير النشمي في مداخلة له، أن تلك العروض الدرامية كتبت على عجالة، الأمر الذي أدى إلى ضعف مستواها.
وتطرق النشمي إلى مسلسل "الفندق" الذي عرض على قناة "الشرقية" خلال أيام رمضان الفائت، لافتا إلى انه كتب على عجالة، ما تسبب في ظهور شخصيات طارئة أثناء العمل، كشخصية "حفيد هتلر" التي جسدها الفنان عزيز كريم.
ثم تحدث عن مسلسل "العرضحالجي" الذي عرض على قناة "أم بي سي عراق"، مشيرا إلى انه، هو الآخر، كتب على عجالة، وظهر فيه ممثلون يقفون أمام الكاميرا لأول مرة.
الفنان الشاب المغترب محمد البياتي، قدم مداخلة في الجلسة عرج فيها على مسلسل "هوى بغداد" الذي عرض في رمضان على قناة "الشرقية"، موضحا أن "هذا المسلسل لا يمت بصلة إلى الدراما العراقية، ولا للفن الدرامي".
وتساءل: "أين نقابة الفنانين مما عرض من أعمال هابطة؟ أين لجان رقابة النصوص؟ أين المخرجون العراقيون المبدعون؟ أين كتاب السيناريو الأكفاء!؟".
من جانبه ذكر الكاتب والمخرج صباح رحيمة، في مداخلة له، أن مشكلة الدراما العراقية تتعلق بقضية الرقابة "وإلا كيف يسمح لهذه الأعمال الهابطة بالعرض"، منتقدا إدارات القنوات التلفزيونية التي عرضت تلك الأعمال.
وتحدث في الجلسة أيضا الناقد صباح شاكر، الذي أوضح أن الدراما العراقية تعاني مشكلة عدم صناعة جيل فني، مؤكدا أن الدراما الهادفة تصنع أجيالا فنية متقدمة.
إلى ذلك ذكر الشاعر والإعلامي عدنان الفضلي في مداخلة قدمها، أن "منظومة الوعي الزائف هي التي أوصلت الدراما العراقية إلى هذه المرحلة البائسة. فقد صار المخرج دكتاتورا، والممثل والمتلقي هما الضحية!"، مؤكدا الحاجة إلى لجان رقابية، ثقافية وأدبية وفنية، تطلع على الأعمال قبل تقديمها، وتحدد مدى صلاحيتها للعرض أو النشر.
وكان آخر المتحدثين في الجلسة الأديب علي شبيب، الذي بيّن أن الدراما حينما تكون خاضعة لسلطة المال ستكون أعمالها هابطة "وهذا ما حصل اليوم في العديد من الأعمال الدرامية العراقية".
وفي الختام دعا الجميع إلى تأسيس رابطة لكتاب الدراما، الهدف منها الوقوف على مشكلات واقع الدراما العراقية، والسعي إلى تقديم أعمال درامية رصينة.

عرض مقالات: