في بداية العشرة ايّام الأخيرة وردتنا برقيات عبر اجهزة اتصالنا اضافة الى اخبار تناقلتها قيادات قوى البيشمركة و الانصار .  . بأن القوات الحكومية المهاجمة صارت بقيادة آمر  الفيلق الفريق طالع الدوري من مقره في سري ره ش/ مصيف صلاح الدين، و ان العمليات الحكومية صارت تُدار من القصر الجمهوري في بغداد ، اضافة الى وصول فوجي مغاوير لتعزيز القوات الحكومية .  .  و فعلاً منذ ذاك تصاعدت كثافة الهجوم علينا بمختلف الأسلحة و الوسائل التي مرّ ذكرُها !! و صار لزاماً علينا ان نعيد تنظيم قوانا و مواقعها و الالتزام بأعلى درجات اليقضة و الحذر و تعزيز الحراسات في المواقع و نقاط التجمع لتكون ساعتين لكل نصير بدل ساعة واحدة، و يشارك في الزيادة تلك الجميع دون استثناء .  .

و في الوقت الذي كنت ازور فيه المواقع الامامية لانصارنا الشجعان كمسؤول حزبي للفوج، وجدتهم بمعنوياتهم العالية و بابتساماتهم التي لاتُنسى، و هم على قمم بنباو الخالية من الماء، كنت ازورهم كالعادة في فوجنا، لتحيتهم و للتوضيحات المتبادلة الضرورية لتحسين الاستعدادات لجميعنا، و لضبط التسلح و العتاد و للتأكد من دوام وصول الماء اليهم من ينبوع في الاسفل في مكان المقر الخفيف للفوج قرب كهف "كروش" ، و الذي كان ينظّم نقله النصيران النشيطان نبيل و  المهندس ابو شهلة اللذان كانا يؤديان المهمات الادارية في مقر الفوج، و ينقله مساعدون في قربة عسكرية كبيرة على حيوان (اضافة لنقل الطعام اليهم ان تطلب الامر في اوقات واجباتهم الدورية تلك) .  .

كانت القربة تلك من غنائم عملية انصارية بطلة قبل ايّام لأنصار سرية كويسنجاق بقيادة آمر السرية الشجاع محمد حلاق، حين هاجموا تجمّع القوات الخاصة بعملية استباقية جريئة اجبروا فيها افراد التجمع على الهروب، تاركين جرحاهم و اسلحتهم و مدفع هاون 81 النمساوي و عتادهم الكثير و الاغذية المحفوظة، اضافة الى ناقلة عسكرية مرسيدس و جيب قيادة صالحتين للاستعمال، نقلوا بها الغنائم و الاسرى .  . و كانت عملية صعّدت معنويات كل البيشمركةالانصار لكل القوى هناك، و في كل المواقع اثر اذاعتها من اذاعات كل قوى البيشمركة  .  .

في زيارة التفقد تلك في قمم بنباو فاجأتنا، مروحية عسكرية من نوع البعوضة كانت تطير بعلو منخفض تماماً، قدمت من اسفل جبل بنباو !!  الى فوق رؤوسنا بعلو منخفض غير معقول، كانت تطير بموازاة و على طول ارتفاع الحائط الصخري للجبل تحتنا كخفة البعوضة .  . بادرناها على الفور باطلاق الرصاص عليها بكل الاسلحة التي بيدنا، و بادر نصير جرئ من س. شوان (لا اتذكر اسمه الان للاسف)، بادر في موقع آخر امامنا بالتصويب الدقيق عليها بعد صبر و بقامة مرفوعة، من ار بي جي كان يحمله، فاصابها !! وسط صيحاتنا " اصيبت !! اصيبت !! "  .  . ففرّت المروحية بعيداً عنّا و هي تترنح و الدخان يترك ذيلاً خلفها، عرفنا بعدئذ انها سقطت في اطراف معسكر كومسبان .

لقد واجه انصارنا تصعيد السلطة لهجومها، باتفاق الجميع على تصعيد عملياتنا الانصارية الاستباقية للرد على مخططها، و سارت الأمور على مبادرات و تجارب و شجاعة آمري و كوادر السرايا الانصارية و كل الوحدات على اسس : اضعاف تقدم العدو، ضرب قواته من الخلف، تفادي تحويل المعارك الى حرب جبهوية خاسرة بين ثلاثمئة نصير و بيشمركة و من الاهالي المدنيين، باسلحتهم الخفيفة و الساندة و بعتاد محدود، و بين جيش جرار بمختلف صنوفه و دروعه و انواع الصواريخ و القوة الجوية الكثيفة، جيش وصل تعداد افراده الى اكثر من 60 الف وفق البرقيات التي كانت تصلنا .  . البقاء في حالة حركة مستمرة و الحفاظ على النفس و عدم تقديم خسائر .  .   

من جهة اخرى صعّدت سرية خوشناوتي من عمليات مفارزها في شقلاوة و و صلت بعملياتها الى اطراف مصيف صلاح الدين حيث مقر قيادة عمليات الحكومة كما مرّ، و صعّدت مفارز سرايا فوج اربيل (س. برانتي، س. قره جوغ، س. سهل اربيل) (*) من عمليات مفارزها على مؤخرة القوات الحكومية من جهة سهل كويسنجاق، محافظة على تواجد مفارزها في ساحاتها الاصلية في مناطق سهل اربيل و حول مدينة اربيل .  . في وقت ازدادت فيه التحاقات الشباب الى صفوفها من كل القوميات و الاديان، ممن جاءوا مع العوائل التي كانت تزداد عددا و تحشداً لدعم البيشمركةالانصار، كما مرّ ذكره.

و في الوقت الذي استطاعت فيه سرية برانتي بقيادة آمرها الجرئ ابو احرار، التي استطاعت مهاجمة المركز العسكري لتوليد الطاقة الكهربائية لمعسكر كومسبان المجاور لمصيف صلاح الدين ودمّرت و حرقت اهم مفاصله و اسكتته عن العمل و قطعت الكهرباء عن ذلك المعسكر الذي لعب دوراً شرساً في مهاجمة دولي سماقولي بصواريخه و راجماته، و حققت انتصاراً كاسحاً على وحدات الجاش المكلفة بحمايته مُنزلة بها خسائر كبيرة بالارواح و المعدات، و كان ذلك نقطة تحوّل هامة في عدد من وحدات الجاش التي ارسلت سرّاً الى الانصار استعدادها للدعم و المساعدة و برهنت على ذلك عملياً فيما بعد .  . وكانت بداية انكسار الطوق الذي حاولت فيه قوات الدكتاتورية تضييقه لإبادة وجود البيشمركةالانصار في دولي سماقولي.

في ذلك الوقت استلمت رسالة عبر الجهاز افادت باصابة النصير البطل " شيرو " اصابة خطيرة و ان حياته مهددة بالخطر .  . في وقت كان فيه النصير البطل " شيرو " من اهالي قرية " شيخ شيروان " الواقعة في جبل " باواجي " ، المقاتل البارز في سرية برانتي، قد لعب دوراً بطولياً في التقدم نحو مركز الطاقة العسكري اعلاه، عبر انواع الصدامات التي انزل بها هو و مجموعته خسائر كبيرة بقوات الدكتاتورية و صار المثل الكبير لتحقيق الانتصار، كما سيأتي . (يتبع)

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

1 / 6 / 2019

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) و هي سرايا الشهداء : بيشرو، آرام ، عباس.

عرض مقالات: