غالي العطواني
عقد الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق سوية مع الجمعية العراقية لدعم الثقافة، الأربعاء الماضي، جلسة استذكار للأديب الشهيد قاسم عبد الأمير عجام، في مناسبة الذكرى الـ 15 لجريمة اغتياله على أيدي الظلاميين.

جلسة الاستذكار التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس، حضرها السكرتير السابق للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق حميد مجيد موسى، والسكرتير السابق للحزب الشيوعي الكردستاني الرفيق كمال شاكر، ونائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق مفيد الجزائري، إلى جانب جمع من المثقفين والأدباء والإعلاميين.
وتضمنت الجلسة مداخلات وشهادات حول سيرة الشهيد عجام، ومسيرته الثقافية المعرفية التنويرية، وقد أدارها د. أحمد مهدي الزبيدي رئيس تحرير مجلة "الاديب العراقي" التي يصدرها الاتحاد.
وكان أول المتحدثين في الجلسة رئيس الاتحاد الباحث ناجح المعموري، الذي ساهم في تقديم مداخلة حول سيرة الشهيد عجام الثقافية والمعرفية والتنويرية، مبينا انه تعرف إلى الشهيد بداية ستينيات القرن الماضي حين جاء وافدا من مدينة المسيب لغرض الدراسة في المرحلة المتوسطة.
وتابع قائلا أن عجام مثقف عضوي، يضع نفسه وجها لوجه أمام أي صراع فكري، طبقيا كان أم ثقافيا، وهو يذهب بشكل مباشر إلى الحقائق. وتطرق إلى عمل الشهيد في جريدة "طريق الشعب" أبان سبعينيات القرن الماضي، وإلى كتاباته المعرفية التنويرية والنقدية.
بعد ذلك قرأ شاعر الحلة المعروف، موفق محمد، قصيدة رثاء بحق الشهيد، عنوانها "واقاسماه".
ثم قرأ الباحث أحمد الناجي كلمة في ذكرى الشهيد، أشار فيها إلى وقوع اختيار القتلة عليه "وهو الإنسان المثقل بمحنة العراق، والمثقف المتمايز الذي تبدى بوضوح دوره الاجتماعي والتزامه الوطني بموازاة إبداعه الأدبي والفكري"، متابعا القول: ان استهدافه جاء بالتزامن مع اختياره مديرا لدائرة الشؤون الثقافية في وزارة الثقافية، فكان الرجل المناسب في المكان المناسب".
وقال الناجي ان الشهيد "شخصية تملكت حضورا واسعا بين الناس" فمؤكداً أن يغدو هدفا لأعداء التغيير، أولئك العابثين بأمن الوطن في زمن ضج بالصخب وتضبب بالأدخنة، في تلك الأجواء خطط قساة القلوب أصحاب الرهانات الواهمة بطريقة احترافية لإسكات قلبه النابض، وفي لحظة نحس نجحوا في مسعاهم".
بعدها قرأ الإعلامي د. فلاح حسن الخطاط، كلمة بالنيابة عن عائلة الشهيد، كتبها شقيقه علي عبد الأمير عجام. قوه ان الراحل "لم يعلمنا حب الأرض، لكنه فعل ذلك بقوة حين زاوج بمهارة بين حكمة التربة حيث تخصصه العلمي وحذاقة النقد الأدبي والفني"، متابعا القول: "ظل الراحل فكرة مشعة بقيم الحياة ونتاجها من الأفكار والأعمال الخلاقة. كان مهندسا زراعيا ناجحا ورجل علوم مختبرية دقيقة، مثلما كان إداريا ممتازا".
واختتمت الجلسة بكلمة ألقاها الرفيق مفيد الجزائري باسم الجمعية العراقية لدعم الثقافة (ننشرها في عدد قادم).

عرض مقالات: