مزهر بن مدلول
تحت شعار ((وطن حر وشعب سعيد))، ووسط اجواء من الفرح والبهجة، أحيت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني في الدنمارك حفلا سياسيا وفنيا مهيبا بمناسبة الذكرى الـ 85 لميلاد حزبنا المجيد، وذلك عصر يوم الاحد الرابع عشر من نيسان 2019 في العاصمة كوبنهاكن.
حضر الاحتفال ممثلو القوى والاحزاب السياسية العراقية، وممثلو الاحزاب الشقيقة والصديقة العربية والدانماركية وعدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني، كما حضره اعضاء السلك الدبلوماسي العراقي، بالاضافة الى عدد غير قليل من صديقات واصدقاء الحزب من ابناء الجالية العراقية والعربية الذين توافدوا الى قاعة الاحتفال المزدانة باللافتات والشعارات والبوسترات الممجدة للذكرى الـ 85 والمعبرة عن حب الشيوعيين لشعبهم وبلدهم.
أُبتدأ الحفل بأغنية ((يا شمس يا كمر يا ورود..))، حيث بادر مجموعة من الاطفال والصبايا بالتوجه الى المسرح وهم يحملون الشموع والاعلام ويرددون كلمات الاغنية، بينما كانت الشاشة تعرض فلما عن الحراك الجماهيري ومعالم العراق ومدنه الذي اعده الرفيق يونس بولص متي بالمناسبة. وما ان انتهت الاغنية، حتى عُزف النشيد الوطني فوقف الحضور احتراما له، ثم اعتلى المنصة عرفاء الحفل الرفاق همسة طارق وغسان يلدو ونيزك مرحبين بالحضور باللغتين العربية والكردية ومذكرين بالتاريخ النضالي لحزبنا ومواقفه الشجاعة وتضحياته الكبيرة وما قدمه من كوكبة من الشهداء في سبيل الشعب والوطن داعين الحضور الى الوقوف دقيقة صمت على ارواحهم الطاهرة وعلى ارواح جميع شهداء العراق.
بعد ذلك كانت الكلمة مشتركة لمنظمتي الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكوردستاني في الدنمارك والتي القاها الرفيق علي حسين، عبّر في بدايتها عن شكر الشيوعيين لجميع الاخوات والاخوة الذين لبوا الدعوة لحضور هذا الاحتفال الذي يُقام على شرف الذكرى الخامسة والثمانين لميلاد حزبنا، وتطرق الى التضحيات الجسيمة التي قدمها الحزب على مدى تاريخه دفاعا عن حقوق الشعب وكرامة الوطن، وركز في كلمته على الدور الكبير والمهم الذي يلعبه الشيوعيون العراقيون اليوم من اجل ان يتخلص بلدنا من ازمته الراهنة التي استنزفت جلّ طاقاته، وجاء في الكلمة تأكيدها كذلك على مواصلة الحزب كفاحه في سبيل تحقيق مشروع الدولة المدنية الديمقراطية باعتبارها الضمان الوحيد في بناء الوطن وتحقيق حرية الشعب واستقراره، داعيا الى استنهاض الهمم من اجل تحقيق اوسع تحالف ديمقراطي لانجاز هذه المهمة. كما اكد الرفيق علي على تضامن الحزب الكبير مع نضال الشعوب اينما كانت في حقها في الحرية وتقرير المصير، واعلن عن دعم حزبنا اللامحدود للشعب الفلسطيني في سبيل تحرير ارضه وعودته الى دياره ومع الشعب السوري في مواجهة الارهاب والهمجية وتضامنه مع الشعبين الجزائري والسوداني من اجل الانتقال الى النظام الديمقراطي العادل الذي يضمن لهما الحرية والعيش الكريم.
ثم صعد الى المنصة الرفيق بوريس اندريسن ليلقي كلمة الحزب الشيوعي في الدنمارك (KPID) والتي حيا فيها الذكرى الخامسة والثمانين لتأسيس حزبنا، مؤكدا على تضامن الحزب مع ابناء الشعب العراقي في تحقيق تطلعاته ومع حزبنا في كفاحه الطويل من اجل وطن حر وشعب سعيد.
امّا كلمة تيار الديمقراطيين العراقيين في الدنمارك التي القاها عضو هيئة التنسيق ((رفيق مراد))، فقد اثنت على دور الحزب الشيوعي العراقي في دعمه المستمر لجميع القوى المدنية والمجتمعية الناهضة والتي تؤمن وتكافح من اجل اقامة الدولة المدنية الديمقراطية، ودعا في كلمته الى المزيد من تلاحم القوى الخيرة التي تؤمن بنظام سياسي عادل يساوي بين جميع المواطنين بعيدا عن التمييز والاقصاء في مواجهة الازمات المعقدة التي يمر بها بلدنا.
ثم توالت كلمات القوى والاحزاب العراقية والعربية: فقد شارك كل من ( الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وحزب الشعب الفلسطيني والحزب الشيوعي السوري الموحد والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين) وجميعهم اشادوا بنضالات حزبنا وتضحياته وعلاقاته التاريخية والكفاحية مع قوى التحرر الوطني في الاقليم والعالم.
كما وصلت الى قاعة الاحتفال برقيات تهنئة من: ((رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين ورابطة المرأة العراقية والجمعية الثقافية المندائية والجبهة البحرينية)) والتي حيّت وهنأت حزبنا الشيوعي العراقي بذكرى تأسيسه الـ 85.
وفي هذه المناسبة العزيزة، فأن الحزب، وانطلاقا من اعتزازه العالي بالرواد الذين افنوا سنوات عمرهم في النضال ومازالوا يقدمون ما باستطاعتهم، فقد اقدم على تكريمهم بمداليات خاصة بالذكرى تقديرا لكفاحهم المستمر والطويل، وقامت الرفيقة ام فنار باستقبال الرفيقات والرفاق المكرمين وهم ((جاسم الحلوائي (ابو شروق) وصادق محمد (ابو سعيد) ولطيف حسن (ابو واثق) ونعيم جبار الزهيري (ابو واثق) وفكتوريا يلدا (ام عصام).
كما منحت المنظمتان شهادة تقدير لصفحة ((الناس الالكترونية)) لمواكبتها المستمرة لجميع فعاليات ونشاطات الحزب وفي مختلف المجالات، كما منحت شهادة تقدير لمطبعة الصديق هاشم مطر لما قدمته من خدمات كثيرة في مجال طبع ما تحتاجه المنظمة من بوسترات وشعارات ومستلزمات اخرى، ومنحت ايضا شهادة تقدير الى فرقة بابل اعتزازا بجهودها وتواصلها المستمر، كما وزعت رسائل شكر وشهادات تقدير لمجموعة من الرفيقات والرفاق والصديقات والاصدقاء الذين كان لهم دورا مميزا في ميادين النشاط المتنوعة.
وتخللت الحفل مجموعة من الفعاليات الفنية المتنوعة، حيث كانت مساهمة ممتعة للشاعر خلدون جاويد بمجموعة من قصائده الجميلة، وبعدها شاركت فرقة بابل بقيادة الفنان سعد الاعظمي بباقة رائعة من اغاني الحزب والاغاني الوطنية والتراثية، كما قدم الفنان ريبوار مرادي مجموعة من الاغاني الكوردية.
وبعد استراحة قصيرة تناول فيها الضيوف المعجنات والكيك والمشروبات الغازية، عادوا ليستمتعوا بقصائد الشاعر الشعبي كامل الركابي الذي جاء من السويد ليشاركنا الاحتفال ويقدم ما لديه من الكلمات والصور الشعرية الرائعة، كما شارك ايضا ببعض القصائد الشاعر المبدع هاتف بشبوش.
وكان للفنان اشور المهنا مساهمة جميلة في تقديم مجموعة من الاغاني الوطنية والفلكلورية العراقية التي امتعت جمهور الحاضرين.
وختم عريف الحفل الاحتفال قائلا: ان الشيوعيين العراقيين وفي ذكرى ميلاد حزبهم المجيد، ليعاهدوا ابناء شعبهم على مواصلة الكفاح ورفع الصوت عاليا مهما كانت الظروف صعبة ومهما كلفهم النضال من تضحيات من اجل انهاء نظام المحاصصة وبناء نظام جديد يقوم على اساس المواطنة واحترام حقوق الانسان. سيبقى الشيوعيون رافعين راية الحياة، امناء على مصالح الفقراء واوفياء لحرية العراق واستقلاله، وستظل لاءات الحزب (لا للفقر، لا للطائفية، لا للمحاصصة، لا للفاسدين) ترن مثل كوابيس مزعجة في مسامع الذين يزدادون كل يوم غوصا في مستنقع الفساد والكراهية. هذا وانتهى الاحتفال بالنشيد الاممي.