صلاح العمران

ضيّفت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة البصرة، يوم الخميس 28 آذار الماضي، عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق د. علي مهدي، الذي قدم محاضرة بعنوان "التجديد الفكري في حياة الحزب الشيوعي العراقي"، بحضور جمع من الشيوعيين والناشطين والمهتمين في الشأن السياسي.

المحاضرة التي أدارها الرفيق مقداد مسعود، ابتدأها د. مهدي مهنئا الحاضرين في مناسبة حلول الذكرى 85 لميلاد الحزب، مؤكدا في معرض محاضرته، ان "تأسيس الحزب جاء ثمرة تطور نضال الشعب العراقي وحركته الوطنية والديمقراطية. فكان حزب الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين من شغيلة اليد والفكر".

وأضاف قائلا ان الحزب الشيوعي العراقي استرشد بالفكر الماركسي وبالدروس الاشتراكية عامة، وانه في بداية تأسيسه حمل اسم "لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار"، التي من روادها عاصم فليح، مهدي هاشم، قاسم حسن، حسن الكرباسي، يوسف سلمان، نوري روفائيل وغيرهم، لافتا إلى ان الحزب أجرى الكثير من التجديدات الفكرية في مجرى حياته النضالية "حيث فتح نقاشا خصبا، بعيدا عن الجمود العقائدي والركود والبيروقراطية، حول الكثير من المقولات والمفاهيم التي تعرض بعضها الى التغيير والتحريف، وقسم منها تجاوزه الزمن".

وتابع قوله انه "في مجال الهوية الفكرية،  تبنى حزبنا مفهوم الفكر الماركسي في مؤتمراته الأخيرة بدل الماركسية اللينينة كتعريف بهوية الحزب الفكرية. وهو التعبير الافضل والأدق علميا وواقعيا،  والذي لا يبخس دور كل من تبنى الماركسية ومنهجها الجدلي"، مضيفا القول ان "الحزب يستوحي في منهجه كل القيم التقدمية للشعوب، حتى من ارث حضارة وادي الرافدين والحضارة العربية الاسلامية وسائر الحضارات الانسانية".

وأشار د. مهدي إلى انه "كان هناك تجديد في الطبقات والشرائح التي يمثلها الحزب، والتي يعبر عنها في تبنيه القضايا السياسية. ففي ظل تبعية النظام الاقتصادي للمراكز الرأسمالية العالمية والثورة العلمية التكنولوجية والتطور الهائل لوسائل الاتصال، حدث تقلص في عدد العمال الصناعيين لحساب العاملين بالأجر ومن ذوي المؤهلات العلمية. فاصبح الحزب يمثل مصالح العمال والفلاحين والمثقفين وشغيلة اليد والفكر وكل الطبقات التي لا تتعارض مصالحها مع العمال"، مؤكدا ان "للحزب تجديدا في مجال تجاوز بعض المفاهيم الخاصة بمرحلة الانتقال الى الاشتراكية وقيادة حزب الطبقة العاملة. ففي المؤتمر الخامس عام 1993 والمؤتمرات اللاحقة، تبنى الحزب موضوع التداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الحرة النزيهة وقيام الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية".

وذكر المحاضر ان "الحزب جرب في نضاله الطويل اشكالا ووسائل نضالية متعددة، وانه في كل مرة يراعي طبيعة الوضع السياسي على المستويين العالمي والداخلي، وموازين القوى ومدى استعداد الجماهير. وقد واجه الحزب مواقف معارضة من بعض الاشقاء جراء هذه المتبنيات، فكان هاجسه هو دراسة الواقع الملموس بإمعان والانطلاق منه، وهنا تجلت قدرته التجديدية التي حظيت باحترام وتقدير شعبنا".

وفي سياق المحاضرة قدم عدد من الحاضرين مداخلات أغنت موضوعها، من بينهم جمعة الزيني سكرتير اللجنة المحلية للحزب في محافظة البصرة وعضو مجلس المحافظة، وجاسم هلال، مخير العلوان، خالد خضير الصالحي، باسم محمد حسين، قاسم حنون ومنى مسعود.

وفي الختام قدم الرفيق جمعة الزيني، لوح تقدير إلى الرفيق د.علي مهدي.

عرض مقالات: