اكتمل بدر اعوامها التسعين فاحتفلنا بفرح غامر يوم الثلاثاء المصادف 19-03-2019 بعيد ميلاد رفيقتنا الغالية الدكتورة سعاد خيري الكاتبة والمناضلة الشيوعية زوجة الرفيق الراحل القيادي الشيوعي المخضرم  زكي خيري ، بحضور جمع من الرفاق وكذلك الصديقات من رابطة المرأة العراقية وجمعية المرأة في ستوكهولم ، وقد غمرها الجميع بمشاعر الحب والتقدير مطوقة بباقات الورد ، معبرين لها عن اعتزازهم بمواقفها الوطنية والاممية بدعم نضال شعبنا العراقي والشعب الفلسطيني وكل الشعوب المناضلة من اجل الحرية والتقدم والسلام ، وكانت كعادتها محور الحفل فقد اطربتنا بصوتها وهي تغني للحب ، للوطن ، للحزب والبصرة .

في دعوتها للحفل فتحت باب شقتها المتواضعة للجميع ، فكتبت ابنتها وداد زكي على صفحتها في الفيسبوك " اهلًا بكم يوم الثلاثاء ١٩ آذار في دار سعاد خيري: المناضلة الوطنية والشيوعية العراقية سعاد خيري تحتفل بعامها التسعين و كلها تفاؤل بمستقبل أفضل لكل البشرية. فخلافا لأغلب الشيوخ في العالم الذين اعتادوا ان يكرروا ان كل شيء بالسابق أفضل هي واثقة بان التطور العلمي وارادة الناس لحياة أفضل لابد ان تنتصر . عشر سنين قضتها في سجون الملكية التابعة للاستعمار بعد حكمها بعشرين سنة وهي لم تتم ١٩ من العمر لتخرج في سن ٢٩ ثم ٤٠ يوما من التعذيب في زمن صدام احد أدوات الاستعمار الجديد و سنين في المنافي و اشتراكها بمختلف انواع الاحتجاج من مظاهرات و اعتصامات و إضرابات عن الطعام دفاعا عن الشعب العراقي و الفلسطيني و كل شعوب العالم و زيارات للعراق للاشتراك مع الشباب في المظاهرات ضد الاحتلال و الحكومات التابعة لم يقلل من تفاؤلها و فرحا بكل انتصار مهما كان محليا او صغيرا . "

لابد من الاشارة الى موقفها البطولي المتميز والمشرف ، فقد ساهمت بالتظاهرات عام 1947 المنددة بالتقسيم والاحتلال الصهيوني لفلسطين وكذلك بوثبة كانون 1948 ، فحكم عليها بالمؤبد وضغطت عليها الحكومة الملكية العميلة لبريطانيا والصهونية ، بأن تهاجر مع الآخرين لفلسطين وتسقط عنها الجنسية أو تبقى في السجن وتتخلى عن يهوديتها وتعتنق الديانة الاسلامية ، ففضلت البقاء في وطنها الحبيب ، كما اعلنت الاضراب عن الطعام عام  2002 في مدينة ستوكهولم وامام البرلمان السويدي منددة بالمجازر بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، وترفض وليومنا هذا كل الضغوطات المستمرة عليها من الكيان الصهيوني واهلها للهجرة الى تل ابيب ، وهي ترفض أيضا التطبيع مع الكيان الصهيوني وتؤكد على حق الشعب الشعب الفلسطيني ببناء دولته الوطنية المستقلة .

المناضلة د . سعاد خيري كاتبة متميزة فقد ألفت ثمانية كتب وأعدت أثنين آخرين ولها المئات من المقالات والدراسات المنشورة ، وكنت التقيها مع ابنتها بمسيرة الاول من أيار كل عام والمناسبات والنشاطات الاخرى ، فتتملكني الدهشة والاعتزاز بها ، فرغم تقدمها في السن تصر على المشاركة متحدية آلامها والظروف المناخية .

في حفلها الجميل غمرتنا بحبها وحديثها العذب عن اهمية اللحمة والاهتمام بالشباب املنا ومستقبلنا وبدونهم لاسبيل لتحقيق اهدافنا .

التهاني القلبية لك رفيقتنا الغالية مع اجمل الامنيات بالصحة والسعادة والعمر المديد وتسعين وردة و قبلة على خديك .

20 اذار 2019

عرض مقالات: