غالي العطواني
أقامت جمعية المهندسين العراقية في بغداد، الاثنين الماضي، جلسة استذكار لفنان الشعب الراحل فؤاد سالم، حملت عنوان "من يغني للوطن والناس لا يغيبه الموت".
حضر جانباً من الجلسة التي التأمت في مقر الجمعية بساحة الأندلس، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، وجانباً آخر نائب السكرتير الرفيق مفيد الجزائري، إلى جانب جمع من المثقفين والناشطين والإعلاميين من محبي الراحل. فيما أدارتها الفنانة التشكيلية بشرى سميسم.
وتحدث في الجلسة عدد من مواكبي مسيرة الراحل، والمهتمين بنتاجاته الغنائية، كان أولهم الباحث والأكاديمي حيدر شاكر، الذي ألقى ضوءاً على جوانب من سيرة فنان الشعب، أحد رواد الأغنية السبعينية، مشيرا إلى ان اسمه الحقيقي فالح حسن جاسم آل بريج، وهو من مواليد عام 1945 في مدينة البصرة.
وأضاف قائلا ان الراحل عاش فترة طويلة من حياته في الريف، ما هيأ له تعلم الأطوار الغنائية الريفية وإجادتها، موضحا انه بدأ الغناء عام 1963 متأثراً بالمطرب الرائد ناظم الغزالي، وان اول ظهور له أمام الجمهور كان في اوبريت "بيادر خير"، الذي أنتجه "نادي الفنون" في البصرة، بداية سبعينيات القرن الماضي، بإمكانات متواضعة، وكان من إخراج الفنان قصي البصري.
وتابع القول ان الفقيد شارك بعدها في أوبريت "المطرقة"، وظهر أول مرة على شاشة التلفزيون عام 1968، في برنامج عنوانه "وجهاً لوجه"، مشيرا إلى ان الفنان عازف القانون سالم حسين، كان قد تبنى فؤاد في بادئ الأمر، ولحن له أغنية "يسوار الذهب"، التي كتبها الشاعر جودت التميمي.
ولفت شاكر الى ان الراحل درس في معهد الفنون الجميلة، وهناك تأثر بأساتذته، من بينهم الفنانان سلمان شكر وغانم حداد.
وكان المتحدث الثاني في الجلسة الشاعر الكبير ناظم السماوي، الذي تطرق إلى مسيرته الإبداعية مع الراحل، وإلى الأغنيات التي كتبها له، مثل "مو بدينه" و"حجيك مطر صيف" و"حبينا ضيّ الكمر"، مشيدا بمسيرتَيْ الراحل الفنية والسياسية، ومعتبرا إياه "مناضلا كبيرا ضد النظام الدكتاتوري المخلوع".
وساهم في الجلسة أيضا صديق فنان الشعب، الصحفي زيدان الربيعي، الذي قرأ رسالة بعثها الفنان قحطان العطار من مغتربه، وذكر فيها انه كان قد التقى الراحل في الكويت، مشيدا بخلقه الرفيع "وهو الشيوعي الذي لم يلن إطلاقا أمام دكتاتورية أزلام البعث المقبور، بالرغم من تعرضه إلى المضايقات".
وكانت للرفيق مفيد الجزائري مداخلة ذكر فيها ان "فنان الشعب فؤاد سالم كرّس نفسه لخدمة الوطن والناس، ليس من خلال الأغنية فقط، بل انه كان مناضلا حقيقيا في سبيل مبادئه في عهد النظام الأسود المخلوع"، مضيفا انه في العام 1998 حلّ الراحل في اقليم كردستان، قادما من سوريا، وأحيا العديد من الحفلات الغنائية، كانت واحدة منها على بعد حوالي 500 متر من مواقع الجيش العراقي السابق في منطقة قضاء كفري بمحافظة السليمانية.
كذلك تحدث الرفيق رائد فهمي، في مداخلة له، عن مسيرة الراحل فنيا وسياسيا، مشيرا إلى انه شيوعي نقي، لم يهادن على قضيته الوطنية "لذلك هو عصي على النسيان".
وتخللت الجلسة كلمات وشهادات في ذكرى الفقيد، ساهم فيها كل من وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي، والناقد سامر المشعل، والمخرج التلفزيوني جمال محمد.
وفي سياق الجلسة أدى الفنانون كريم الرسام وغادة واصف وسمير الغانم وطلال علي، باقة من أغنيات الراحل.
وفي الختام وزع رئيس الجمعية فالح كاظم، شهادات تقدير على الشاعر ناظم السماوي والفنانة بشرى سميسم والباحث حيدر شاكر والصحفي زيدان الربيعي، تثمينا لمساهمتهم في الجلسة.

عرض مقالات: