طارق حسين
ضيّفت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة بابل، صباح الجمعة الماضية، الرفيق صادق النداوي الذي قدم محاضرة بعنوان "وثبة كانون الثاني 1948.. أسبابها ومآثرها ونتائجها"، في مناسبة الذكرى 71 لانطلاق شرارة الوثبة.
المحاضرة التي التأمت على "قاعة آذار" في مقر اللجنة المحلية وسط مدينة الحلة، والتي استمع إليها جمع من الشيوعيين وأصدقائهم، أدارها الرفيق عبد السيد عبد المهدي، الذي قدم سيرة المحاضر الضيف، وذكر انه انخرط في تنظيمات الحزب منذ ستينيات القرن الماضي، وتعرض خلال مسيرته الحزبية إلى الاعتقالات في سجون النظام البعثي المباد.
وأضاف قائلا ان النداوي تخرج عام 1970 في معهد إعداد المعلمين، وعين معلما بعد تخرجه، لكنه، ونظرا لانتمائه للحزب الشيوعي، ولمعارضته سياسة النظام المقبور، نقل من وزارة التربية والتعليم، إلى العديد من الوزارات.
بعد ذلك استهل الضيف محاضرته بالقول انه "نحتفل اليوم بالذكرى 71 لوثبة كانون المجيدة، التي ما زالت خالدة في ذاكرة العراقيين بمآثرها البطولية التي سطرها اولئك الابطال الميامين، بصمودهم وتحديهم وتضحياتهم من اجل المبادئ السامية وفي سبيل التحرر والتقدم"، مستدركا القول "لنستلهم منهم الدروس والعبر في نضالنا اللاحق، من أجل تحقيق طموحات شعبنا في العيش الرغيد والعدالة والمساواة".
واستعرض النداوي أبرز أسباب انطلاق الوثبة، والتي تمثلت في انتشار الفساد والرشاوى في مؤسسات الدولة، وتدهور الاوضاع المعيشية للمواطنين، إلى جانب العنف المفرط الذي مارسته السلطة ضد المتظاهرين، والذي وصل حد القتل، كما حدث في تظاهرة 28 نيسان 1946 التي نظمتها "رابطة مكافحة الصهيونية" بدعوة من الحزب الشيوعي العراقي، وبالتنسيق مع حزب التحرير، والتي راح ضحيتها المناضل الشيوعي شاؤول طويق وعدد من الجرحى.
وتطرق المحاضر إلى نتائج الوثبة، ومن أهمها تنامي الوعي السياسي الوطني واتساع قاعدة الفكر التحرري، موضحا ان الحزب الشيوعي العراقي لعب دورا كبيرا في الوثبة، إلى جانب الاحزاب الوطنية الاخرى المناهضة للنظام الملكي - وليد الاستعمار البريطاني.
وانتهى النداوي إلى ان نتائج الوثبة، أسفرت في ما بعد عن انطلاق ثورة 14 تموز 1958.
وفي سياق المحاضرة قدم عدد من الحاضرين مداخلات حول وقائع الوثبة ونتائجها، بضمنهم الرفاق هادي عبس، ميثم جهاد، أم نصار، اسماعيل محمد السلمان، محمد الزهيري وطارق حسين.

عرض مقالات: