طه رشيد
احتفت دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، صباح الخميس الماضي، بسيدة المقام العراقي الفنانة فريدة محمد علي، في مناسبة عودتها إلى وطنها الأم.
جاء ذلك في حفل غنائي بهيج، أحيته الفنانة المحتفى بها، وحضره وزير الثقافة د. عبد الأمير الحمداني، ووكيل الوزارة فوزي الاتروشي، إلى جانب جمع غفير من الفنانين والإعلاميين والعائلات المحبة للغناء البغدادي الاصيل.
الحفل الذي أقيم على قاعة الشهيد عثمان العبيدي (الرباط سابقا) وسط بغداد، أدارته الإعلامية عطارد، التي قدمت نبذة عن الفنانة المحتفى بها، مشيرة إلى انها احبت الغناء العراقي الرصين، وتعلقت به، ودرست المقامات العراقية وطرق أدائها أكاديميا، في معهد الدراسات الموسيقية ببغداد.
واضافت قائلة ان "الفنانة فريدة عملت معلمة لمادة المقام العراقي بين عامي 1990 و1997، ثم شقت طريقها الفني ليصل صوتها إلى بقاع العالم. وقد أطلقت عليها ألقاب عديدة. فبعد (سيدة المقام العراقي) لقبها الكنديون بـ (قيثارة دجلة)".
بعد ذلك ألقى معاون مدير عام دائرة الفنون الموسيقية، الإعلامي عماد جاسم، كلمة رحب فيها بالمحتفى بها والحاضرين، وقال "نتمنى أن يكون هذا الاحتفاء خطوة باتجاه ترسيخ النهج الذي اتخذه وزير الثقافة، برعاية المبدعين وإنهاء اي نوع من القطيعة مع منتجي الثقافة في اي مكان"، مشددا على أهمية دعم القطاع الثقافي، وزيادة تخصيصاته المالية، وإعادة بناء القاعات والمسارح المهدمة والمهملة، ومد جسور التعاون بين التشكيلات المختلفة، المعنية بالثقافة.
وفي سياق الحفل شاهد الحاضرون فيلما يوثق جانبا من المسيرة الفنية للفنانة المحتفى بها. وهو من إنتاج دائرة الفنون الموسيقية.
بعدها سلم وزير الثقافة د. عبد الأمير الحمداني، الفنانة فريدة لوح إبداع باسم دائرة الفنون الموسيقية، وألقى اثناء ذلك كلمة رحب فيها بالمحتفى بها، وبوجودها "الذي سيكون في خدمة الثقافة في هذه الدائرة العريقة"، مشيرا إلى ان الوزارة تقف إلى جانب الفنون الرصينة الجادة، وانها "ستدعم دائرة الفنون الموسيقية، وترعاها. فالموسيقى تشكل ملمحا من ملامح حضارة العراق العريقة".
وتابع قائلا ان الموسيقى كانت، منذ قرون طويلة، تمثل جزءا من حياة المجتمع العراقي اليومية، وتدخل في تراتيل الناس وصلواتهم.
إلى ذلك قدم الإعلامي حيدر شاكر، بحثا موجزا عن المقام العراقي بشكل عام، والفنانة فريدة بشكل خاص، قال فيه ان "فريدة اهتمت اكاديميا بالمقام، وادته بقدراتها الفذة، لتتميز عن فنانات الجيل الأول، على اعتبار انها ربطت حياتها الفنية بالمقام العراقي".
وازدان الحفل بفقرات غنائية – موسيقية. إذ اعتلت الفنانة المحتفى بها المسرح، وأدت على أنغام الفرقة الموسيقية التابعة للدائرة، بقيادة المايسترو علي خصاف، نشيدا بعنوان "لبيك يا عراق"، من كلمات جاسم سيف الدين وألحان محمد كمر، أعقبته بغناء قصيدة للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، يقول فيها "لي قمر في الرصافة.. لي سمك في الفرات ودجلة.. ولي قارئ في الجنوب.. ولي حجر الشمس في نينوى..".
ثم أدت باقة من البستات البغدادية التي أطربت الجمهور، وأثارت تصفيقه طويلا.
وشارك في الحفل الغنائي كل من المطرب الشاب عمار العربي وقارئ المقام نمير كاظم والفنانة غادة واصف، الذين أدوا جملة من الأغنيات الأصيلة.
واختتمت "فرقة الإنشاد"، الحفل بأغنية "يا خشوف".

عرض مقالات: