ضيّف "المنتدى الثقافي الفكري" في مدينة الكاظمية، السبت الماضي، الكاتب رضا الظاهر في أمسية عن "الاصلاح والتغيير"، حضرها جمع من المثقفين والناشطين والمهتمين في الشأن السياسي.
في بداية الأمسية، التي أقيمت في مقر الحزب الشيوعي العراقي في الكاظمية، قدمت السيدة نسرين حسين، التي أدارت الأمسية، نبذة عن الكاتب رضا الظاهر، مشيرة الى محطات أساسية في سيرة حياته.
وبدأ الكاتب الظاهر حديثه عن "الاصلاح والتغيير" انطلاقاً من آخر التطورات السياسية، وعلى وجه التحديد مغزى تعثر تشكيل الحكومة وخضوعه للمساومات والصفقات المالية، حسب ما كشف عنه متحدثون ووسائل اعلامية.
وأشار الظاهر الى وجود مشروعين متضادين للاصلاح، الأول يسعى الى الخلاص من نهج المحاصصة الذي يقف وراء أزمة البلاد العميقة المستعصية، والثاني هو النهج التحاصصي ذاته، الذي أثبت فشله، وأدخل البلاد في نفق مظلم، وهو يبذل كل مساعيه، وبكل السبل، لعرقلة عملية الاصلاح.
وشخّص الكاتب حقيقة أن تحالف "سائرون" يُعَوّل عليه كثيراً في تحقيق برنامج الإصلاح، مشيراً الى أهمية الرؤية الواضحة لمسار التطورات في البلاد، ومدى قدرة الحكومة الجديدة على تنفيذ برنامج الاصلاح.
وإذ أكد الظاهر أهمية تحالف "سائرون"، وأوضح المهمات الجديدة التي تقع على عاتقه، أضاء احتمالات الاختلاف في التحالف، وهو ما استدعى من أطرافه تأكيد الاستقلال السياسي والفكري والتنظيمي.
وقدم الكاتب تفاصيل في محاور: شعبية شعار الاصلاح والتغيير، وما هو الاصلاح والتغيير الذي ننشد؟ وسمات النزعة الاصلاحية وعلاقتها بالصراع الاجتماعي، واحتدام الصراع ومواقف القوى المعرقلة للاصلاح.
وفي سياق حديثه عن الحراك السياسي والاجتماعي أكد أهمية تفعيل دور التيار الديمقراطي والقوى المدنية، منبهاً الى ضرورة مراعاة المزاج الشعبي المتطلع، خصوصاً بعد الانتخابات، الى تلبية المطالب الأساسية للناس، ومقدراً بروز مشاعر احباط عند قطاعات جماهيرية واسعة، جراء استمرار تعقيدات الوضع السياسي، وتفاقم الأزمات، والاخفاق في تلبية مطالب الناس العاجلة.
وأوضح الظاهر أن مشاعر الاحباط هذه مرشحة للاتساع ما لم يجر اتخاذ خطوات ملموسة، جريئة وواضحة، توجه رسائل تطمئن المواطنين، وتعيد ثقتهم المفقودة بالحكومة وبمجلس النواب وبالقوى السياسية المتنفذة.
واختتم الكاتب رضا الظاهر حديثه عن "الاصلاح والتغيير" بالقول إن الحراك، شأن الصراع، صيرورة، ولا يمكن التنبؤ بكل تجلياته، غير أنه من البديهي أنه كلما ازداد الحراك تأثيراً، وبالتالي تهديداً لامتيازات القوى المتضررة من الاصلاح الحقيقي، ازداد الصراع احتداماً، وازدادت قوى الاعاقة استقتالاً.
وأوضح ان الطريق نحو الاصلاح طريق شاق ومعقد ومركب، ولا بد، بالتالي، من رؤية واضحة للوضع القائم وآفاقه، وارادة عمل حقيقية لاخراج البلاد من أزمتها، والسير على طريق الاصلاح والتغيير.
وقد أسهم عدد من الحاضرين في تقديم مداخلات أضاءت جوانب مختلفة من عملية الاصلاح والتغيير، وعلى النحو الذي أضفى حيوية على الأجواء الايجابية والروح التضامنية التي سادت الأمسية.