عبد الحميد مصطفى
لفت الانظار في مهرجان "طريق الشعب" في يومه الثاني شاب في العشرينات من العمر يتجول في ارجاء الموقع مرتديا بدلة غريبة المظهر .. كأنها من قماش، لكنها ليست كذلك. وفوق ذلك تبصر فيها شيئا هنا وآخر هناك من "طريق الشعب" ذاتها.
وعندما تقترب وتنظر الى البدلة عن كثب، تكتشف انها حقا ليست من قماش، بل من ورق .. ومن ورق "طريق الشعب بالذات. بدلة كاملة خيطت من نسخ مختلفة من الجريدة، ومعها قبعة!
تابعت الشاب ببدلته الفريدة، واقتربت منه لأسأله عن الامر، ومن أي محافظة جاء؟ قال انه قدم من محافظة بابل ليشارك رفاقه واخوانه حضور المهرجان .. واضاف موضحا: هناك فكرة طالما راودتني ورغبت في تنفيذها، ان ارتدي مع مجموعة من الشباب الآخرين ازياء شعبنا العراقي المنوعة، من شمال البلد الى جنوبه، لنجسد مشاعر الأخوة الصادقة وروح الوطنية والتآلف التي تجمعنا.
وحين لم نتمكن من تحقيق هذه الرغبة، قررت من جانبي ان اقدم صحيفتنا الوطنية "طريق الشعب" بهذه الصورة، ان أعرضها لجمهورنا وللعالم كما هي، الجريدة صاحبة الكلمة الصادقة، والأمينة في نقل الخبر على حقيقته دون تشويه، وان اطالب الاعلام العراقي بمحاكاتها في وقوفها وانحيازها للشعب. ثم اقترب مني اكثر وقال: لو تمعنت في هذه البدلة لرأيت انني حرصت على ترتيب المقالات بشكل يعجبك، وليس اعتباطاً.
وكان على حق.
ويبقى ان اذكر ان اسم هذا الشاب الحلي هو حيدر القبطان.