عبد الواحد الورد
في بلد مثل العراق، لديه ثاني اكبر احتياطي للنفط في العالم، يصبح من الصعب على المراقب للعملية التربوية ان يصدق، انه حتى اليوم مازالت في نواحيه وقصباته النائية، مدارس مبنية من الطين والقصب، تحتوي مقاعد دراسية قديمة ومحطمة، يجلس فوقها عشرات التلاميذ من كلا الجنسين، فيما لا يعلم احد اين تودع مليارات الدولارات التي تخصص لدعم التعليم في الموازنة كل عام.
وفي بداية كل عام دراسي جديد يتوجه ملايين الطلبة من انحاء العراق نحو المقاعد الدراسية، ليبدأ فصل جديد من المشاكل والارهاصات والمعوقات التي لا تنتهي.

نتائج متقدمة

معاون مدير عام تربية كربلاء، عباس حمزة المسعودي، قال لـ"طريق الشعب" ان "الفساد مفردة لغوية لا نطيق سماعها وتؤذينا كثيرا، كونها تمس اخلاق الشخص وسيرته وسمعته وكوننا عرب ومسلمين علينا التحلي باخلاقنا، وعلى كل المسؤولين في قطاع التربية والتعليم نبذ هذا السلوك"، مبينا ان "ظاهرة الفساد تفشت نتيجة للحروب والاحتلال وسوء استخدام السلطة، وعدم وضع الانسان الكفوء في المكان المناسب، ولا يوجد اي شكل من اشكال الفساد داخل العملية التربوية في المحافظة، كون المديرية من الدوائر المتميزة على مستوى العراق، وحصلت على نتائج متقدمة في هذا المجال، في جميع المراحل الدراسية"، حسب قوله.
واضاف، ان "المحافظة بحاجة الى ما يقارب 400 مدرسة لفك الازدواج وتخفيف الزخم، وسبب هذا النقص يعود الى زمن النظام السابق، كون المحافظة غير مشمولة بالتنمية والخطة الخماسية في ذلك الوقت، لقلة عدد المدارس حينها، حيث كانت تعتبر كربلاء من اقل المحافظات بالكثافة السكانية واعداد المدارس، ولم تبن اي مدرسة منذ العام 003 2 حتى الآن، والسبب هو التقشف والحرب على الارهاب، كما ان كربلاء من اكثر المحافظات التي تعاني من الهجرة الداخلية، لوجود العتبات المقدسة، وتعتبر محافظة جاذبة للسياحة والسكن والعمل".

تخفيف من الزخم

وحول مستقبل العلاقة بين التعليم الاهلي والتعليم الحكومي ومشكلة التنسيق بينهما، ذكر المسعودي، انه "يتمنى ان يأخذ التعليم الاهلي دوره الكامل في العملية التربوية، وأفضل ان يكون مستوى وشكل البناء موحدا، ومشابها للنماذج المدرسية الحكومية، ولا انكر ان المدارس الاهلية خففت من الزخم الحاصل في اعداد الطلاب في المدارس الحكومية، لكن يجب ان يكون هناك تعاونا مهنيا بين الكوادر التدريسية الحكومية والمؤسسات التعليمية الاهلية".
وتابع، انه "يوجد في المديرية قسم خاص بمحو الامية يباشر عمله، وفتحنا مدارس لهذا الغرض، في جميع اقضية ونواحي المحافظة، ونحث المشمولين بالبرنامج ان يواصلوا عملهم وينتظموا في الدوام، لاننا نصرف مبالغ طائلة من اجل استمرار القضاء على الجهل"، مستدركا بان "العلم نور والجهل ظلام"، وموضحا انه "لا يؤيد الازدواج في العمل التربوي، وحل هذا الازدواج هو رصد مبالغ اكثر من المعتاد للوزارة لمعالجته وبناء مدارس جديدة".

ظاهرة غير مخيفة

وأكمل، انه "حاليا تعتبر المناهج الدراسية من صنف المناهج المتطورة عالميا، وجيدة جدا، وتتلاءم مع الانفجار المعرفي في سياق التطور العالمي".
وحول ظاهرة تسرب التلاميذ والطلاب من المدارس، قال المسعودي انه "لدينا بحوث من اصحاب الشهادات العلمية العليا في المديرية حول معالجة هذه الظاهرة، وفي محافظتنا وضمن المسموح به، هي ظاهرة غير مخيفة ولم تصبح عائق، وهناك حالات قليلة، وعلاجها في منظور التربية يأتي عن طريق توحيد ادارات المدارس والارشاد التربوي".
ولفت الى انه "توجد مدارس قديمة بحاجة الى هدم وبناء من جديد، وكما قلت فان الظروف الحالية لا تسمح بذلك، يجب التعاون مع دائرة الصحة والبلدية لمتابعة الواقع البيئي المتردي"، مبينا انه "في كربلاء لا توجد مدارس طينية بل توجد مدارس من الكرفانات، والسبب هو قلة المدارس المستوفية للشروط، وعدم اكمال المشاريع من قبل الجهات المختصة، وايضا قلة التخصيصات المالية، بسبب الظرف الراهن، ونأمل ان يزداد التخصيص في الميزانية الجديدة".

دورات مجانية

وفيما يخص الدروس الخصوصية، بين ان "قلة اعداد المدارس وازدياد اعداد الطلبة بالتأكيد لها سلبيات على المستوى العلمي للطلبة والتلاميذ، وبعد ارتفاع المستوى المعاشي للعوائل بعد العام 2003، بدأ اولياء الامور السعي لتعليم ابنائهم عن طريق التدريس الخاص، للحصول على اعلى النتائج،علما بان المديرية تقوم سنويا وحتى اثناء العطلة بفتح دورات مجانية من كوادرها المتعاونة ولجميع المراحل، لمساعدة من لا يستطيع دفع اجور التدريس الخصوصي". وعن التعليم الالكتروني في مدارس المحافظة ذكر المعاون، ان "العراق عامة يحتاج الى مستلزمات ومبالغ باهظة والوضع الحالي لا يسمح بذلك، وهناك بعض المبادرات لتطبيقه مستقبلا".
وانهى بان "الارشاد التربوي ذو اولوية في تطوير التعليم وجاري العمل به في كل المدارس، في التعليم الثانوي خاصة، وللمرشدين دور كبير في مساعدة ادارات المدارس، من خلال وضع الاساليب المتطورة في حل مشاكل الطلبة".

عرض مقالات: