معن كدوم

أقامت منظمة الحزب الشيوعي في بريطانيا يوم 16-2-2018 في كنسية ريفر كورت في همرسمث غرب لندن، وسط حضور جماهيري، أمسية خطابية وشعرية وفنية ومعرضا لصور الشهداء الشيوعيين زينت بها القاعة، بمناسبة يوم  الشهيد الشيوعي العراقي،  بعد الوقوف دقيقة حداد على ارواح شهداء الحزب والحركة الوطنية العراقية، بدأ الحفل الاعلامي والشاعر فلاح هاشم بالكلمات التالية .. (منذ  سبعة عقود اعتلى قادة الحزب الشيوعي العراقي الخالدون المشانق بشجاعة، مؤمنين بمبادئهم السامية مضحين بأرواحهم من أجل شعبهم و وطنهم .. و خلال هذه الحقبة الزمنية الضاجة بالاحداث لحقت بهم أفواج من المناضلين غير هيابين من الموت ، حالمين بوطن حر مستقل القرار، ينعم أبناؤه بنسق حياة تليق بتاريخه و ثرواته البشرية و المادية .. مواجهين شتى أنواع السلطات الغاشمة و العميلة و الدموية في سبيل تحقيق هذه الأهداف الوطنية الأنسانية. و لكن الهجمة كانت دائما شرسة تمثل ذروة الصراع بين قوى الخير و الشر . )

وبعد ان تحدث عن النظام السابق وسقوطه في 2003  اضاف (و للأسف .. كانت النتيجة مرة أخرى أن تمسك بزمام الأمور قوى لا حظ لها من التنفس خارج نسق المحاصصة الطائفية و الأثنية، ليبدأ مسلسل الخراب الذي لا يمكن أن يستشري بهذا الشكل إن لم يكن منظماً و مبرمجاً . فنشأت عن ذلك حاضنة فساد لا مثيل لصلافتها و خيانتها لأحلام الشعب و الوطن.  و شاع نهب الأموال و فرط بالكثير من الحقوق السيادية كما تم زرع الفتنة و  الفرقة بين صفوف الناس من اجل خلق بؤر توتر تقود الى الهيمنة.)

وختم كلمته بالامل (يبقى الطريق أمام الشهداء الأحياء وعراً لا تحفه الورود . لكن ثقتنا بشعبنا و الخيرين من أبنائه تجعلنا نؤمن : بأن طريق الحق لن يكون موحشاً لقلة السالكين.)

بعدها استمع الحضور الى كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا ، التي القاها الرفيق معن كدوم سكرتير المنظمة، بدأها  (نجتمع اليوم لنستذكر مأثرة الرابع عشر من شباط عام 1949، يوم الشهيد الشيوعي العراقي ، يوم اعتلى قادتنا الاماجد، مؤسس الحزب فهد، ورفيقاه صارم وحازم، اعواد المشانق دفاعاً عن الشعب والوطن وعن المثل والمبادئ النبيلة، مفتتحين طريق النضال المفعم بالتضحيات، الذي سارت عليه من بعدهم قوافل غيرُ منقطعة من حاملي شعلة الحزب. الشعلة ذاتها التي أراد لها الطغاة أن تنطفئ في ذلك اليوم، والتي سعى إلى إخمادها من بعدهم مغتصبو ثورة تموز المجيدة في شباط أسودَ ثانٍ عام ١٩٦٣، ومرة اخرى غداة الانقلاب الثاني سنة 1968.. ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، لم يحصد الجلادون وكل من حملوا راية العداء للشيوعية وللحزب الشيوعي، غير الازدراء والاحتقار ولعنة الشعب، فيما ظل حزب الشيوعيين نخلة فارعة باسقة، وحقيقة ساطعة من حقائق العراق).

و اضاف (ومن كل ذلك نستمد العزم والتصميم، رغم المصاعب والاوضاع المعقدة، على مواصلة العطاء لإعلاء شأن الحزب وتعظيم دوره وتمتين صلته بالجماهير، بما يؤهله لخوض الانتخابات القريبة بنجاح، وبما يمكنه من السير مع سائر القوى الوطنية والمدنية الديمقراطية، على طريق الاصلاح والتغيير، وللخلاص من داعش والارهاب تماما، ومحاربة الطائفية السياسية والمحاصصة والفساد، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية .. دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية )

وختم كلامه (ختاماً نقول لشهداء حزبنا: اننا على طريقكم ماضون ..

مجدا لكم.. لنهر الدم والدموع الذي روى تراب بلادنا

الاجلال والاكبار لشهداء الحزب الشيوعي العراقي وشهداء الحركة الوطنية

والتقدير والإكبار لعوائلهم وتضحياتها الكبيرة  )

والقيت في الحفل كلمة رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في بريطانيا، والتي القاها الرفيق هاشم علي ، وقال (إن ما اقترفه الجلادون، وحرموا به الحزب من قيادته المجربة، انقلب لاحقاً الى الضد تماماً، إذ تحوّل الرابع عشر من شباط الى نبراس ينير الطريق للمناضلين من أجل غد أفضل، لا مكان فيه لاستغلال الإنسان من قبل أخيه الإنسان، وفي سبيل بناء مجتمع متقدم يسوده التكافؤ، ويتمتع ابناؤه وبناته بالعدالة الكاملة…)

واضاف (إن إحياء هذه المناسبة الموجعة لا يعني شجب وإدانة الجرائم الشنعاء التي ارتكبها الطغاة وحسب، بل ولاستلهام مأثرة قادة حزبنا ورفيقاته ورفاقه وتساميهم شهداء خالدين، وللإقتداء بأمثولتهم النادرة في التفاني والإقدام والثبات على مبادئ قيم الانسانية، وفي الانحياز المطلق الى الشعب بعماله وفلاحيه وكل كادحيه وعامة شغيلة اليد والفكر. )

هذا وكانت قصص الشهداء الابطال الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل ان تبقى راية الحزب عالية خفاقة حاضرة في الاحتفائية ، حيث تحدثت الرفيقة احلام السعدي عن الشهيدة ثائرة بطرس والرفيق فؤاد حسن تحدث عن الشهداء فريال ومصدق احمد الاسدي ، والرفيق قتيبة الجنابي تحدث عن والده الشهيد داود الجنابي، والرفيق عادل حبة تحدث عن سلام عادل والشهيد ابراهيم الحكاك . وقد اجمعت قصصهم على بسالتهم وشجاعتهم في مواجهة الموت وان اختلفت طريقة استشهادهم  .

وكان للعود حضور ايضا، حيث عزف كل من الصديق السوري باسل الصالح ، الذي شاركنا هذا اليوم بحاسيسه الفنية من خلال مقطوعة موسيقية حزينة من تاليفه ، والرفيق هاشم درب بمقطوعة عراقية بالمناسبة .

بعد ذلك نقلنا عريف الحفل الى جو الشعر حيث القى الشاعر فلاح هاشم قصيدة بعنوان

مـعـراج الـشـــهيد ، جاء في مقطع منها :-

كان معـراجُـك للحـلم بهـياً

في ســماءٍ طازجهْ

وشــذا روحك يدري ما يريد ْ

أيها الصـاعـدُ من جـيكورَ حتى

بشــت آشــانَ على حبل الوريـد ْ

وحـدك الرائي

وعـميانُ النوايا لوثـوا حـتى الهـواءْ

وثـبـة الجهـل انكـفاءْ

ضـحكة ُالذل بكاءْ

لهـبة ُ الجـورانطـفاءْ

مالذي نفعل ُ قـل لي

في زمان تـنهـشُ الردة فيه والعـماءْ ؟

مالذي نـقـرأ في ليل المـتاه

لم يعد للعـشــق معـنى

وافـتـقـدنا

قـبلة الحـب صـلاة ً للشــفاه

هـبـط الكحلُ على الخدِّ ،

وغارت في قلوب البابليات ِآه

هذا وقد تخلل الحفل ،عرض سلايدات على شاشة كبيرة صور الرفيقات والرفاق الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية والعدالة وحقوق الأنسان، واغنية مصورة عن قطار الموت لفؤاد سالم .

ثم تم عرض فيلم عن الشهداء في محطات مختلفة من نضالات الحزب ، للاعلامية السورية دانيا رشيد التي وثقت لنا الفلم من مواد مقتبسة للمخرج قتيبة الجنابي .

وقبل ختام الحفل، اعلن الحضور من شيوعيين و اصدقائهم التضامن مع الحزب الشيوعي السوداني وطالبوا باطلاق سراح الرفيق سكرتير الحزب واعضاء اللجنة المركزية وجميع الوطنين السودانيين

وفي اليوم التالي 16شباط  قام رفاق وأصدقاء الحزب بوضع اكليل من الزهور على اضرحة الرفاق و الاصدقاء في مقبرة كرين فورد وفاء وحبا لهم ولمسيرتهم النضالية في سبيل وطن حر وشعب سعيد .