قامة اخرى من قاماتنا الثقافية والاعلامية، ومن شخصياتنا الوطنية ووجوه كفاحنا المدني الديمقراطي، غادرتنا يوم امس، وودعناها حزانى دامعين.
جمعة الحلفي، الصحفي والشاعر الشعبي المعروف، المناضل ضد الدكتاتورية واستبدادها وقمعها، وفي سبيل عراق الناس والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .. ابو زينه الصديق المخلص، والرفيق الذي بقي امينا وفيا لحزبه الشيوعي، رغم انه لم يعد منذ سنين ينتظم في صفوفه، فقدناه .. وكبيرة هي خسارتنا بفقدانه.
حين نعود الى حياة فقيدنا جمعة، ونتأملها بعقودها السبعة، من مبتداها في صريفةٍ خلف السدة، حتى المنتهى في مدينة الطب، نقول عفو الخاطر:
يالحياة العراقي من رحلة عذاب!
يالها من سِفر بؤس وحرمان وتشريد وامتهان .. لا ينتهي!
وحين نرجع الى ابي زينة القلب والعقل والضمير والموقف، ابي زينة الثبات والتحمل والصبر على الاذى، نقول بملء الفم:
ياللعراقي من مبدع واهب، يا له من مكافح لاجل الحق والحقيقة .. وصانع للحياة متشبث بها، يا له من ثائر ثابت يأبى الخنوع !
لقد غادرنا جمعة، لكنه لا ولن يغيب عنا، وعن مجالسنا وحواراتنا في الثقافة والسياسة والاعلام، وكل ما يشغل البال في حياتنا اليومية الراهنة، وما اكثره!
سيبقى حاضرا معنا ونحن نسعى لتحقيق ما سعى هو نفسه لتحقيقه، من حياة حرة كريمة للعراقيين في دولة مدنية ديمقراطية، في وطن عزيز ينعم بالعدل ويتطور ويزدهر ، ومن عيش يليق بالبشر ويحفظ انسانيتهم ويُعليها.
سنبقى اوفياء لأبي زينة، لفكره وإرثه، وما ارسى وترك لنا اعلاميا وثقافيا ونضاليا، ولأمثولته في حب الوطن والناس والعمل من اجل خيرهم.
------------
*كلمة الحزب الشيوعي العراقي في حفل تأبين الفقيد جمعة الحلفي، الذي اقيم امس السبت على قاعة بيتنا الثقافي في بغداد، القاها الرفيق مفيد الجزائري.