طريق الشعب
أقام مكتب أمانة شؤون الثقافة الكردية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الخميس الماضي في مدينة السليمانية، الملتقى 32 في ذكرى رحيل الفنان الكردي شمال صائب.

الملتقى الذي احتضنته قاعة "فندق تايتانيك" وسط مدينة السليمانية، حضره جمع من الأدباء والمثقفين والفنانين والصحفيين، يتقدمه الأمين العام لاتحاد الأدباء العراقيين الشاعر إبراهيم الخياط ونائبه الأول الباحث حسين الجاف، ومدير عام دار الثقافة والنشر الكردية أوات حسن أمين.
وألقى الأمين العام لاتحاد الأدباء كلمة جاء فيها: "اليوم نستعيد ألق الفنان الملتزم والمنحاز لقضايا شعبه ووطنه، نستعيد قرين فكتور جارا والشيخ إمام وجعفر حسن، نستعيده فناناً مبدعاً خلاقاً ليس في عصره فحسب، إذْ ما زال رونقه وتأثيره للآن لأنه صاحب بصمة واضحة، بل هو مدرسة غنائية في الفن الكردي. ونرى كيف أن (هَر ليلي.. هاوار ليلي) مثلاً تطرب الجنّ والإنس والطير والماء، ونرى أيضا كيف أن (هَي بردة) تتحول من طقطوقة كردية الى أغنية شرق أوسطية تطرب الجوارح والجراح. وتتوالى الأغاني وقد كثرن وما تفنى الأغاريد".
وتابع الشاعر الخياط في كلمته قائلا ان الراحل "كان مناضلاً في حياته الإبداعية كلها، في ما يكتب وفي ما يدوزن وفي ما يصدح به. فقد دخل معهد الفنون الجميلة قسم الموسيقى عام ١٩٤٧ في بغداد، ومن يتصور أن فتى مراهقا يقتحم العاصمة ليدخل معهدها عهدذاك وسط ألف قيل وقيل وقيل، وبعد ثورة ١٤ تموز يصبح مدرسا في متوسطة الاعظمية ببغداد. وبسبب ضعف حالته المالية يضطر الى بيع آلة عوده ولمرات عديدة"، مشيرا إلى انه "ومع الفن الذي قطف عالية ثماره فقد نال درجة الماجستير في حقل التاريخ ليكون أستاذا جامعيا هائل التأثير فكرا وعلما على باقات من المناهج ومن الأجيال.. وبعد هذا فمن الحيف أن نحصر كبيرنا شمال في مدينة أو بقعة وهو الناهل من ينابيع كردستان الرقراقة الثائرة، وهو الناظم والكاتب والصداح العابر لحدود اللغة والقومية والبلد".
وكانت لمدير عام دار الثقافة والنشر الكردية أوات حسن أمين، والنائب الأول لاتحاد الأدباء حسين الجاف، كلمتان في الملتقى، أشادا فيهما بالفنان الراحل شمال صائب، وما قدمه من إبداع فني عبر تاريخه الطويل.
فيما قدم التدريسي في معهد الفنون الجميلة في السليمانية عادل محمد كريم، محاضرة عن المنجز الفني للراحل، أكد فيها ان صائب كان يعد الموسيقى لغة لكل من يمتلك الإحساس وان "الموسيقى كانت بالنسبة له ليس فقط من إبداع الإنسان، بل هي موجودة في الطبيعة كصوت خرير الماء".
وشدد كريم في كلمته على أهمية اعتبار الفنان الراحل أحدى الظواهر الفنية في الغناء الكردي الحديث، فضلاً عن كونه كاتباً وصحفياً ومذيعاً جيداً، وله العديد من المقالات في الصحف الكردية والعربية الصادرة في العراق.