صلاح العمران
عقد "ملتقى جيكور" الثقافي في محافظة البصرة، الثلاثاء الماضي، جلسة حوارية حول "ثقافة التنوير"، ساهم فيها عدد من الأدباء والمهتمين في الشأن الثقافي.
الجلسة التي التأمت على "قاعة الشهيد هندال جادر" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، والتي شهدت حضور جمع من المثقفين والأدباء والإعلاميين والناشطين، أدارها الكاتب والإعلامي ياسر جاسم، واستهلها متناولا مسألة التنوير على اعتبارها تنبع من مختلف المجالات الثقافية والفكرية التي يشتغل بها المثقفون، كالأدب والسياسة والعلوم الانسانية، وانها تعني شكلا من أشكال الفكر الذي ينير الوعي وينتشله من الجهل، وينقيه من الأفكار الظلامية.
وأوضح ان هناك مساع من بعض الجهات لتحجيم أفكار المثقفين المتنورة وتشويهها، وتحريف مفردة "التنوير" بشكل عام، واعتبارها دعوة إلى "الكفر".
ثم تطرق مدير الجلسة إلى الخطاب التنويري لدى المعتزلة في القرن الثاني الهجري، وإلى الأفكار التنويرية التي أطلقها العديد من المفكرين المصريين والمغاربة، ومدى تأثيرها على المجتمعات، مضيفا ان الأصوات التحذيرية من "العلمانية" التي يطلقها البعض، تمثل وثيقة أو شهادة لتأثير التنويريين في المجتمع.
بعد ذلك قدم الشاعر والكاتب صبيح عمر، ورقة حول محور الجلسة، تحدث فيها عن أهمية الفصل بين السياسة والثقافة تلافيا للتشويهات التي يمكن أن تلحق بالطرفين، مشيرا إلى ان المثقف اليوم يتحمل العبء الأكبر من أجل تصحيح ما ينشر من تحريفات تطال الثقافة والإبداع والتنوير.
فيما قدم الكاتب ياسر جاسم مداخلة حول ما جاء في ورقة الشاعر صبيح عمر، عرّج فيها على الدور المهم للتطور العلمي والمعرفي في نشر ثقافة التنوير.
وكانت للكاتب والشاعر سالم محسن مداخلة تناول فيها التحديات التي تواجه عملية التنوير، من الناحية السياسية، وتطرق إلى مسألة الهوية الوطنية، وأهميتها. أعقبه القانوني كاظم محسن بالحديث عن التنوير من الناحيتين الفلسفية والعلمية، وعن بعض القوانين التي تشرعها السلطات في سبيل خدمتها وليس خدمة المجتمع. كما أشار إلى ان المجتمع الطائفي يولد ثقافة عنصرية لا تخدمه، مشددا على أهمية أن يسعى المثقف إلى توظيف طاقاته لخدمة أبناء شعبه.
ولفت محسن إلى ان المثقف المتنور، هو الذي يعكس الفكر التنويري بإبداعه الفني أو الأدبي من أجل خدمة المجتمع.
إلى ذلك تحدث الصحفي عسكر عبود، عن النهضة العلمية والثقافية والفنية خلال فترة الخلافة العباسية، على الرغم من وجود ثغرات سياسية في الحكم وانتهاكات إنسانية. تلاه الشاعر كريم جخيور، الذي طرح تساؤلات عن سبل إعادة قراءة التاريخ وكتابته، مشيرا إلى ان الكثير من القضايا التاريخية التي نقلت إلى الناس، جاءت متأثرة بأفكار السلطة التي كتبت في ظلها.
هذا وكانت للشاعر والإعلامي عبد السادة البصري والكاتب أحمد البزوني، ملاحظات أغنت موضوعة الجلسة.