غالي العطواني
نظمت اللجنة المحلية للمثقفين في الحزب الشيوعي العراقي بالتعاون مع "المركز الوطني العراقي لنقل الدم" في بغداد (مصرف الدم)، عصر الاثنين الماضي، حملة تبرع بالدم لجرحى تظاهرات مدينة البصرة وبقية المدن العراقية، الذين تعرضوا لإصابات بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع خلال تظاهراتهم السلمية.
الحملة التي احتضنتها قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الأندلس، شهدت إقبالا واسعا من الشيوعيين والمواطنين الآخرين، ذكورا وإناثا، الذين لبوا نداء الحزب بالتبرع بالدم لجرحى التظاهرات، بعد أن أطلقه عبر مكبرات الصوت.
وقد أعرب المتبرعون عن سعادتهم وهم يرفدون الجرحى بدمائهم "كشيء بسيط يقدمونه لرد الجميل إلى المتظاهرين الذين يطالبون بالحقوق المشروعة العادلة نيابة عن كل العراقيين" – على حد قول أحد المتبرعين.
وأعلن المتبرعون عن تضامنهم مع أبناء البصرة وبقية المحافظات، مطالبين الجهات الحكومية بعدم مواجهة التظاهرات السلمية بالقمع والعنف، على اعتبار ان التظاهر حق مشروع دستوريا.
وكان الفريق الصحي المشرف على عملية سحب الدم من المتبرعين، قد وصل إلى قاعة "بيتنا الثقافي" في الساعة الخامسة عصرا، جالبا معه مستلزمات نقل الدم كافة، فضلا عن سيارة إسعاف لنقل الحالات الطارئة إلى المستشفى.
ولفت الفريق المؤلف من 6 كوادر طبية وإعلامي وسائق في حديث لـ "طريق الشعب"، إلى انه استطاع أن يسحب الدم من قرابة 60 متبرعا خلال فترة الحملة التي استمرت ساعتين.
من جانبه قال مسؤول الفريق الصحي، المعاون الطبي الأقدم صادق محمد عكلة، انهم كفريق صحي جوال، شعروا بالسعادة بعد أن شاهدوا الإقبال الكبير للمتبرعين بالدم، الذين جاءوا ملبين نداء منظمي الحملة، معلنين عن تضامنهم مع أبناء شعبهم المتظاهرين.
أما الإعلامي في المركز يحيى قاسم، الذي رافق الفريق الصحي، فقد ذكر لـ "طريق الشعب" ان الحملة لاقت إقبالا واسعا من المتبرعين "وهذا يعود إلى الجهود التي بذلها الحزب الشيوعي العراقي في الترويج للحملة"، معربا عن شكره لكل المتبرعين على مساهمتهم في مساعدة أبناء شعبهم.
إلى ذلك عبّر المتبرع ثائر فاضل عن سعادته وهو يرفد جرحى تظاهرات البصرة وبقية المحافظات بدمائه، مشيرا إلى ان "مساعدة المتظاهرين والتضامن معهم، واجب وطني، وهو أقل ما يمكن أن نقدمه لهم وهم يطالبون بالحقوق العادلة نيابة عن بقية أبناء الشعب".
ودعا فاضل الحكومة إلى تنفيذ مطالب المتظاهرين عاجلا، وعدم مواجهة التظاهرات بالعنف والقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي.
فيما قال المتبرع محمد فاضل العبودي، ان حملة التبرع بالدم تمثل مبادرة احتجاجية ضد استخدام العنف في قمع التظاهرات السلمية، المطالبة بالحقوق المشروعة، وانها أيضا تمثل احتجاجا سلميا ضد الفساد، وتؤكد ان المواطن العراقي مستعد للتضحية بدمائه في سبيل شعبه ووطنه، وإنه في الوقت ذاته يرفض الفساد الإداري والمالي.
يشار إلى ان الحزب الشيوعي العراقي، كان قد نظم العام الماضي حملة تبرع بالدم في منتدى "بيتنا الثقافي" ذاته، لمساعدة جرحى القوات الأمنية الذين أصيبوا في الحرب ضد عصابات داعش الإرهابية. وقد استدعى وقتها فريقا طبيا من مصرف الدم ليشرف على الحملة.