تركيا والأكراد ... والمستقبل ، عنوان لكتاب وثائقي يؤرخ فيه مراقبون وموؤرخون غربيون نضال الشعب الكردي في كردستان المقسمة بين تركيا وايران والعراق وسوريا ، مع كل ما يتعلق بهذا النضال من تعقيد في الأجواء السياسية التي اختلط فيها حابل تطلعات شعوب الشرق الأوسط نحو الحرية والإستقلال والخلاص من سيطرة القوميات الكبيرة الشوفينية ، بنابل التهريج التجاري باسم الدين والتطرف الذي انجب الإرهاب المعادي لكل توجه ديمقراطي في المنطقة .

أعَدَّ الكتاب وترجمه الى العربية المركز الكردي للدراسات في مدينة بوخوم الألمانية الذي تأسس عام 2014 حيث شكل هذا الكتاب باكورة انتاجه الفكري الوثائقي . لقد شرفني المركز باهدائي النسخة الأولى من هذا الكتاب الغزير في معلوماته والذي كتب عنه مدير المركز الأستاذ المناضل نواف خليل بأن تأسيس هذا المركز " شَكَلَ تحدياً كبيراً بالنسبة لنا ، حيث ان الكرد في روج آفا وسوريا لم يكونوا يملكون مركزاً واحداً قبل بدء التحول الكبير بظهور الحرب في سوريا ".

تضم 320 صفحة من الحجم المتوسط في هذا الكتاب ابحاثاً علمية ووثائقية رصينة تناولت الكثير من المواضيع الآنية التي تعج بها منطقة الشرق الأوسط . إلا ان التوجه العام في طرح هذه المواضيع الكثيرة المعقدة إنصَّب بشكل مركز على التطورات التي رافقت بروز ظاهرة إرهاب المنظمات الإسلامية وشركاؤها من حكام المنطقة ، وخاصة العلاقة التي جمعت هذه المنظمات الإرهابية مع السلطة الإرهابية الشوفينية في تركيا ، ووحدتهما للوقوف بوجه التطلعات التحررية لنضال الشعب الكردي في سوريا وتركيا . لقد قدم الباحثون " تصوراً لحاضر القضية الكردية ومآلاتها المختلفة في ظل متغيرات جديدة على خريطة منطقة المشرق العربي ".

كثيراً ما يُطرح السؤال المشوب بالشكوك وعلامات الإستفهام حول العلاقة بين النظام العنصري التركي والتنظيم الإرهابي للدولة الإسلامية (داعش). وقد بدأ الكتاب بهذا السؤال فعلاً على لسان الباحث ديفيد فيليبس ، في 20 ينايرـ كانون الثاني 2015، واجاب عليه نفسه بأن " هناك إشارات عن تعاون عسكري ونقل للأسلحة ودعم لوجيستي ومساعدة تجارية ، بالإضافة الى توفير المعدات الطبية لعناصر التنظيم . كما توجد اشارات عن ان تركيا تغض الطرف عن الهجمات التي شنها تنظيم داعش ضد مدينة كوباني الكردية " ص 13.

ويضيف نفس الباحث على الصفحة التالية من الكتاب (14) ذاكراً انه " في حوار لصحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية في اغسطس ـ آب الماضي (2014) ، أقر قيادي في تنظيم داعش بان معظم المقاتلين الذين انضموا الينا في البداية قدموا عن طريق تركيا، وكذلك الأمر بالنسبة للأسلحة والمعدات وكل ما يلزم ".

لم يقتصر الأمر على دعم الحكومة العنصرية التركية لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابي ، بل شمل هذا الدعم منظمات ارهابية اسلاموية اخرى ايضاً كتنظيم القاعدة مثلاً ." فقد جاء في تقرير نُشر في صحيفة ( جمهوريات ) للصحفي البارز فؤاد افني في 17 يناير ـ كانون الثاني (2014) ، يكشف التقرير عن تحقيق فساد مرفق معه اشرطة صوتية بتاريخ 12 اكتوبر ـ تشرين الأول الماضي تؤكد ان تركيا  قدمت مساعدات مالية وعسكرية للمجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة " . " وفي 19 سبتمبر ـ ايلول الماضي ظهرت على الساحة وثائق تشير الى ان الأمير السعودي بندر بن سلطان قام بتمويل عملية نقل اسلحة الى تنظيم داعش عبر تركيا ، حيث غادرت شحنة الأسلحة المانيا وتم تفريغها في مطار Etimesgut  التركي ، وتم تقسيم الشحنة إلى ثلاث حاويات ، إثنتان منها أرسلتا الى تنظيم داعش والثالثة الى قطاع غزة " ص 15

وهكذا يستمر الباحث ديفيد فيليبس بكشف التعاون بين النظام العنصري في تركيا وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابي ويشير على الصفحات التالية من بحثه هذا الى كثير من الدعم اللوجستي الذي ناله هذا التنظيم من تركيا ، وإلى تدريب مقاتلي داعش بعد ان وفر النظام التركي مقرات تجمُع للإرهابين على اراضيه كمناطق  (دوزجة ـ آدابازاري ـ أومرلي) في قلب اسطنبول .وقد شمل الدعم علاج عناصر داعش في المستشفيات التركية . كما نوه الباحث في بحثه هذا الى قتال الجنود الأتراك جنباً الى جنب مع مقاتلي داعش ، خاصة اذا كان هذا القتال ضد الشعب الكردي . ويتجلى هذا النوع من القنتال المشترك وداعش ضد الكرد في الحرب التي شنها تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي على كوباني.

لم تختلف النتائج التي توصل اليها الباحثون الآخرون حول العلاقة العسكرية والمالية واللوجستية وكل انواع التعاون المشترك بين داعش والنظام التركي عن النتائج التي ادرجها ديفيد فيليبس في بحثه اعلاه. فقد جاء في تقرير البحث الطويل جداً (70) صفحة ، الصادر عن Bipartisan Policy Center  في 9 يونيو ـ حزيران 2015 ، والذي اشترك فيه اكثر من عشرة من كبار الباحثين الإستراتيجيين ، مثل مورتون ابراموفيتش سفير الولايات المتحدة في تركيا (1989 ـ 1991) ، اريك ستيفن إدلمان سفير الولايات المتحدة الأمريكية في تركيا (2003 ـ 2005) ، هنري باركي استاذ العلاقات الدولية في جامعة لي هاي LEHIGH  الأمريكية ومجموعة اخرى من الباحثين العسكريين والدبلوماسيين والناشطين في منظمات المجتمع المدني التي تضم الصفحات 39 ـ 40 اسماءهم وعناوينهم الكاملة ، " وقد غابت تركيا التي تربطها علاقات مع الجماعات المتطرفة في سوريا ، وهو ما تم توثيقه ، عن المشاركة في القضاء على تنظيم داعش ، كما امتنعت عن تأمين حدودها التي يبلغ طولها 560 ميلاً مع سوريا في وجه المتطرفين الذين كانوا يعبرون بحرية تامة ، وعندما اراد المقاتلون الكرد عبور الحدود الى الأراضي التركية للدفاع عن مناطقهم وملاحقة عناصر التنظيم وقفت الحكومة التركية عائقاً امامهم ومنعتهم من ذلك " .ص 43 . كما يتطرق البحث الى علاقات الحكومة التركية  مع المنظمات الإرهابية الأخرى " فقد حافظت على علاقتها  الدائمة والمنظمة مع جبهة النصرة عبر وكالة الإستخبارات المركزية التركية MIT ، كما حافظت على تلك العلاقة مع المجموعات الجهادية الأصغر " ص 53 .

ولم يقتصر دعم المنظمات الإرهابية  على الحكومة التركية فقط ، بل انه شمل الحزب الحاكم نفسه كتنظيم سياسي حزبي . فقد اشار هذا التقرير الى " بينما قام حزب العدالة والتنمية على نحو مكشوف بحظر المواقع المعارضة التي تنتقد وبحدة سياسات الحزب الحاكم ، فإنه في المقابل لم يقم بفرض اي قيود على الدعاية التي تروجها المواقع التابعة لتنظيم داعش التي تعمل على جذب الشباب الأتراك للقتال في صفوف التنظيم " ص 65 . كما أكد الباحثون في بحثهم الهام هذا على واقع " إعتماد الدعم الذي تقدمه تركيا للمجموعات المتطرفة في كل من سوريا والعراق على كل من الأيديولوجية والسياسة الواقعية ، حيث دفعت تطلعات الرئيس التركي اردوغان ورئيس وزراءه السابق  أوغلو للسيطرة على الشرق الأوسط إلى إقامة علاقات قوية مع تلك المجموعات في سوريا ، التي تعتبر بوابة الى العالم العربي وبقية دول المنطقة " ص 68 .

لا يمكننا في هذا المجال من سرد كافة الوقائع التي تثبت بما لا يقبل الشك ، ومن خلال النتائج التي توصل اليها باحثون متميزون من اصحاب الكفاءة والإختصاص مدى العمل المشترك بين الحكومة العنصرية التركية والمنظمات الإرهابية ، التي بررها حزب الحكومة الحاكم ، حزب العدالة والتنمية ، بأن دعمه لهذه المنظمات ينطلق من القاعدة الدينية الفكرية المشتركة بين المنظمات الإرهابية الإسلاموية والحزب .

إلا ان هذا التبرير لم يكن الوحيد في ذلك ، بل ان العداء العنصري المتخلف للشعب الكردي وحركته الثورية التحررية جمعت كل القوى المعادية لتحرير الشعوب من ربقة مستعبديها ، وفي مقدمتها الشعب الكردي المقسم الأوصال بين ثلاثة انظمة تميز مجمل تاريخها بسيطرة القومية الكبرى العربية والفارسية والتركية ، عبر حكومات  اتخذت مواقف  عنصرية عدائية طالما صبغتها بصبغة دينية للنيل من تطلعات القوميات الأخرى في التحرر والعيش الكريم . وهذا الموضوع ايضاً شكل الإهتمام الآخر في الأبحاث العلمية التي تناولها هذا الكتاب القيم .

جميع الذين اشتركوا في هذه الأبحاث شخصوا محطات كثيرة في ابحاثهم تناولت العداء العنصري التركي للشعب الكوردي وتطلعاته ، كبقية شعوب الأرض ، نحو التحرر وتقرير المصير، وذلك  منذ تأسيس الدولة التركية الحديثة على اعقاب سقوط الخلافة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى وحتى يومنا هذا . سوف اقتصر على بعض الصفحات الواردة في هذا الكتاب التي تشير الى بعض هذه المحطات، دون ذكر الكاتب او المصدر الذي يمكن مراجعته على صفحات المراجع والوثائق واسماء الباحثين الذي يتضمنها هذا الكتاب في نهاية كل بحث .

" قالت صحيفة راديكال التركية في 13 يونيوـ حزيران 2014 ، ان وزير الداخلية التركي السابق معمر غولر وقع على تعليمات عسكرية يقول فيها : انه انسجاماً مع مكاسبنا الإقليمية سوف نساعد تنظيم جبهة النصرة ضد حزب الإتحاد الديمقراطي PYD ، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني PKK "ص16.

ليس غريباً على نظام كالنظام التركي ان يسلك التعاون مع الشيطان ، وما اتباع جبهة النصرة مع كل اخوتهم في المنظمات الإسلاموية الإرهابية إلا شياطين هذه الحقبة التاريخية السوداء التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط برمتها . الحكومة التركية التي " تقدم مخابراتها المعلومات والصور الملتقطَة عبر الأقمار الصناعية الى تنظيم داعش " ص 17 ، لا تتوقف عن توظيف كافة طاقاتها العسكرية والفنية واللوجستية للنيل من الثورة التحررية التي يقودها الشعب الكوردي ، خاصة في كوردستان الشمالية ، ضد التسلط العنصري وضد الحرمان من ممارسة ابسط الحقوق التي تضمنها كل دساتير وتعليمات حقوق الإنسان .

الدولة التركية هذه ، التي ينعتها البعض اليوم بالحديثة والعلمانية وما شابه من هذه الصفات الكاذبة ، لم تعترف بابسط الحقوق للشعب الكردي حينما رفضت ، بقيادة مؤسسها مصطفى كمال اتاتورك ، وبشدة بنود معاهدة سيفر لعام 1920 والتي تمت بين الحلفاء والعثمانيين . وقد تجاوزت هذا الرفض الى نفي وجود القومية الكردية اصلاً على اراضيها ، القومية الكردية التي وضعتها الدولة التركية الحديثة تحت تسمية " اتراك الجبل " .

إن اردوغان الذي يسعى " إلى اعادة صياغة المجتمع التركي لتحقيق بناء دولة عثمانية إسلامية مأهولة ( بالجيل التقي ) قد شَرَع في ذلك بالفعل عبر الإعلان عن اصلاحات هامة تخص النظام التعليمي "ص46، إن اردوغان هذا الذي بدأ حياته السياسية بالدعوة الى ما يسمى بالإسلام المؤسساتي ، حيث خطط لأن يستعمل الطرق الديمقراطية للوصول الى السلطة التي تمكنه بعدئذ من التخلي عن كل الوساءل الديمقراطية هذه والتأسيس للدولة الدكتاتورية الدينية التي نرى ونسمع ونعيش سياستها العنصرية القمعية اليوم بكل وضوح . وهذا هو شأن الإسلام السياسي في كل مكان ، الخديعة ثم الخديعة.

الحكم العنصري في تركيا ظل دوماً يبرر لعداءه لتطلعات الشعب الكردي وحقوقه المشروعة في التحرر من ربقة وسيطرة القوميات الشوفينية التي تسيطر على اراضي كردستان باقسامها الأربعة في سوريا والعراق وتركيا وايران . ولم تنفع كل مناشدات السلام التي تقدم بها حزب العمال الكردستاني في تركيا لإحلال السلام والتخلي عن العنف حين التعامل مع الحقوق المشروعة للشعب الكردي . " ففي فبراير ـ شباط 2015 دعا زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله اوجلان الى مواصلة التقدم في محادثات عملية السلام بين حزبه والدولة التركية قائلاً : ادعو حزب العمال الكردستاني الى عقد مؤتمر استثنائي خلال اشهر الربيع القادم لإتخاذ القرار الإستراتيجي والتاريخي استناداً الى انهاء الكفاح المسلح ، وحسبما نقلت وسائل الإعلام كرر اوجلان دعوته مرة اخرى في رسالة علنية قُرأت خلال احتفالات عيد النوروز الكردي في مدينة ديار بكر الكردية جنوب شرق تركيا " ص 89 . إلا ان الحكومة العنصرية التركية لم تصغ الى هذه النداءات التي طبقها حزب العمال الكردستاني في بعض الحالات من جانبه فقط . لقد ظلت السياسة التركية تتجاهل حقوق الشعب الكردي الذي قال عنها اردوغان " لم تكن هناك اي قضية كردية داخل هذه البلاد " ص 90 .

ومع كل هذا التجاهل للقضية الكردية في تركيا على وجه الخصوص ، ظل حزب العمال الكردستاني يناضل من اجل السلام وإيقاف القتال بينه وبين الدولة التركية التي لم تأبه لكل نداءات السلام وطلبات حل القضية الكردية عبر الحوار ومحادثات السلام . وعلى هذا الأساس بدت " هناك اشارات متزايدة حول رفع حزب العمال الكردستاني من لائحة الإرهاب لدى الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي .... والجدير بالذكر ان الكردستاني يستحق الموافقة الغربية بعد المساعدة التي قدمها حين فتح ممرات آمنة لعشرات الآلاف من الكرد الإيزيديين المحاصرين على قمم جبال شنكال في كردستان العراق ، ولعكس الواقع الجديد يتعين على الولايات المتحدة فتح نقاشات حول الدور الذي لعبه حزب العمال الكردستاني في الصراع ضد تنظيم داعش وعملية السلام التي بدأها الحزب مع الدولة التركية ، بالإضافة الى موضوع بقاء الحزب على لائحة المنظمات الإرهابية " ص 102 ـ 103 .

وهذا الواقع الذي يجب عكسه عالمياً وليس اقليمياً او محلياً فقط ، يشير بكل وضوح كيف ناضل مقاتلو حزب العمال الكردستاني ضد إرهاب الجماعات الإسلامية المتطرفة . " لقد عرضت وسائل إعلام غربية علمانية التنظيم بشكل ايجابي ، مشيرة إلى ان النساء والرجال قاتلوا جنباً الى جنب ضمن صفوف حزب العمال الكردستاني ، وصورَت دور الجماعة المُصَنفة ارهابية ، كمعادية للتطرف وليست جماعة متطرفة " ص 103 .

ما يثير غضب وقلق العنصرية التركية في الوقت الحاضر هو تبلور الموقف في سوريا من خلال الأحداث الدامية التي يمر بها هذا البلد ، عن ظهور كيان كردي يمارس الإدارة الذاتية في ثلاث مقاطعات سورية تشمل الجزيرة وكوباني وعفرين تحمل اسم " روج آفا " ويعني غرب كردستان . ومما يزيد في حقد العنصرية التركية وغضبها هو تبني هذا الكيان الجديد في الإدارة الذاتية لأفكار المناضل الأممي عبد الله اوجالان ، السجين في زنزانات  الشوفينية التركية ، وداعي السلام لمرات عديدة تجاهلتها الحكومات التركية المتعاقبة ، خاصة حكومة الأخوان المسلمين الحالية. " ويتابع الكرد في تركيا وايران والعراق تقدم (روج آفا) ، حيث ان نجاح او فشل هذه التجربة موضع اهتمام خاص للكرد في تركيا لأن قاعدة واساس المشروع مستمد من افكار عبد الله اوجلان "ص 131 . ومن ابرز ما حققه هذا الكيان وافكاره الأممية يتمثل في تعزيز دور المرأة فيه التي برزت ليست كفاعلة اساسية في البناء والتطوير والقيادة ، بل كمقاتلة صلبة ابدت ضروباً من الشجاعة والبسالة والتضحية ، خاصة في الدفاع عن اسطورة القرن الحادي والعشرين " كوباني غراد ". وهذا مما دعانا الى الكتابة في حينه حول بسالة المرأة الكردية تحت عنوان " واعدوا لهم ما استطعتم من النساء " استهزاءً بقوى الظلام الإرهابية التي تنتقص دور المرأة ، ويمكن مراجعة ذلك تحت الرابط :

                                    http://al-nnas.com/ARTICLE/SAtemsh/27w.htm

او الإطلاع على بعض المواضيع الاخرى المشابهة عبر الروابط :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=577594

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=572384

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=550671

وغيرها الكثير في هذه المواقع ومواقع لكترونية اخرى.

الحقد العنصري على الكرد والقومية الكردية تبنته ، وبشدة ، حكومة دكتاتورية اخرى تمثلت بحكم الملالي في ايران الذي لم يبخل بالقمع المبرمج للشعب الكردي في كردستان ايران . " وبسبب امتعاضها من اعلان الإدارة الذاتية في روج آفا ، تشارك طهران المصالح مع انقرة في إبقاء الكرد مقسمين ، وإبقاء حالة التنافس بين اقليم كردستان العراق وحزب العمال الكردستاني امر يناسبها جيداً " ص147.

وما تبنته تركيا وايران من العداء والإضطهاد والقمع والتنكر للشعب الكردي ، مارسته الحكومات السورية المتعاقبة التي كان الكرد في ممارساتها السياسية اجانب لا قيد لهم في سجلات التعداد السكاني. "لا يوجد في سوريا اصدقاء للكرد ، حيث تعارض حكومة بشار الأسد ذات التوجه القومي العربي بشدة الإدارة الذاتية ولن تقف مكتوفة الأيدي اذا ما كانت قادرة على القيام بشيئ ما ضد روج آفا . اما المجموعات الإسلامية فقد تعهدت بتدمير روج آفا " ص 150 . إلا ان وحدات حماية الشعب الكردية تقف دوماً بالمرصاد لإجهاض اية قوة تحاول النيل من هذه التجربة الفريدة التي تعتبر مفخرة من مفاخر النضال البطولي الذي يخوضه الشعب الكردي على كل بقاع كردستان . " وما زالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني هي الأكثر فعالية في المنطقة ، إن لم تكن الوحيدة والقادرة على دحر تنظيم داعش " ص 235 .

بالإضافة الى هذين الموضوعين المهمين ، التنسيق المشترك بين تركيا وعصابات الإسلام السياسي الإرهابية ، والعداء العنصري التركي للكرد والقومية الكردية وانعكاساته على مجمل كردستان شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً ، يضم هذا الكتاب القيم بابحاثه المتعددة الموثقة بالعشرات من المصادر والوثائق كثيراً من المواضيع المتعلقة بالمسيرة الرجعية المتخلفة التي يمارسها نظام اخوان المسلمين في تركيا من خلال الحزب الحاكم ورئيسه الدكتاتور اردوغان .لذلك يصبح الإطلاع على كل تفاصيل هذه الأبحاث القيمة من ضرورات الإلمام بالقضية الكردية اولاً ، وثانياً بالمواقف التي يتبناها نضال الشعب الكردي على كل بروع كردستان ، وردود الفعل التي يُجابَه بها هذا النضال البطولي من الحكومات العنصرية او الطائفية الشوفينية في تركيا وسوريا وايران وحتى في العراق الذي اصبح فيه اقليم كردستان ذو الحكم الذاتي ، عرضة للسيطرة العشائرية والتمزقات الحزبية على حساب شعب كردستان الجنوبية.

وحبذا لو تتجه مؤسسات النشر العربية ، خاصة تلك التي تتبنى النهج التقدمي والوقوف في صف حق الشعوب في تحقيق مصيرها ، الى الإهتمام بنشر هذه المعلومات القيمة بين المواطنين العرب ليتعرفوا على بعض المواقف التي تسير بمنطقتهم نحو التدمير والخراب والتخلف.

الكتاب يقع في 320 صفحة من الحجم المتوسط ، ويمكن الحصول عليه إما من المركز الكردي للدراسات http://www.nlka.net/news/details/668 في مدينة بوخوم الألمانية ، او من دار الترجمان للترجمة والنشر ، 3 ممر بهلر ، ميدان طلعت حرب ، وسط القاهرة ، Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عرض مقالات: