طريق الشعب
اختتمت أول أمس السبت في مدينة البصرة، فعاليات ملتقى الرواية الثالثدورة الروائي محمود جنداري، التي انطلقت الجمعة الماضية تحت شعار "الرواية العراقية.. الراهن والتحولات"، بمشاركة جمع من الأدباء والكتاب من مختلف محافظات العراق.
تضمن الملتقى الذي نظمه اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة برعاية وزارة الثقافة والسياحة والآثار والاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، جلسات نقدية وتقديم دراسات وشهادات روائية.
افتتح الملتقى بكلمة ألقاها الشاعر كاظم الحجاج، أعقبتها كلمة باسم وزير الثقافة فرياد رواندزي، ألقاها مدير عام دار الثقافة والنشر الكردية آوات حسن أمين. فيما ألقى الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق، الشاعر إبراهيم الخياط كلمة خاطب فيها أبناء البصرة المتظاهرين ضد الفساد وتردي الخدمات قائلا "يا أهلنا.. أيها المكتوون والرافضون والمتظاهرون.. تمسكوا بمطالبكم الحقة المشروعة السلمية ولا طلب أحقّ وأكثر مشروعية وشرعية ودستورية من توفير الماء الصالح للشرب، تمسكوا ونحن معكم، والعراق كله معكم".
بعدها ألقيت كلمتان من قبل الناقد علي الفواز، ورئيس اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة د. سلمان كاصد.
الملتقى الذي انطلقت أعماله بافتتاح المعرض التشكيلي السادس للفنانة عادلة فاضل الإبراهيمي، ناقش خلال يوميه خمسة محاور نقدية، هي: واقع الرواية العراقية في راهنها وتحوّلاتها، وفاعلية الأجناس السردية، والرواية النسوية، ورواية الرحلات، والرواية والسينما. كما احتفى بسيرة ومنجز الروائي الراحل محمود جنداري.
كذلك تخللت أعمال الملتقى قراءة شهادات روائية من طرف عدد من الروائيين، الذين شكلت تجاربهم علامات بارزة على خارطة المشهد الروائي العراقي.
وفي البيان الختامي للملتقى، الذي ألقاه الروائي عبد الستار البيضاني، أكد المشاركون ان "انتظام أعمال الملتقى في هذه الظروف، يمثل وعياً عالياً بالمسؤولية الثقافية، وتحدياً لواقعها وتداعياتها، وإصراراً على أهمية حضور المثقف العراقي في اللحظة الوجودية الفارقة للتعبير عن الانتماء والوفاء والالتزام، وفي الدفاع عن الحق في الحرية والعيش الكريم".
كما أكدوا تضامنهم مع "أدباء محافظة البصرة الذين أصروا على انعقاد هذا الملتقى إيماناً منهم بأن المثقف البصري والمثقف العراقي بشكل عام، هما صنّاع أسئلة، وهما في الواجهة دائماً لاستشراف مستقبل عراقي يضع نصب العين الثقافة صناعة وإبداعاً وموقفاً وتأسيساً، لرفد مسيرة التقدم والبناء الديمقراطي، ودعماً لكل مطالب البصريين في تظاهراتهم السلمية، وفي سعيهم لحياة آمنة كريمة في مدينة كانت عنواناً تاريخياً للتطوّر والرقي والعمران والمعرفة".
نعم للبصرة وكلا للخراب

"أنت يا بصرتنا دليلُ بقائنا أمسِ واليومَ وغداً.. وباسم الجواهري واتحاده الكبير.. اتحاد أدباء العراق، أحييكِ يا سرّ بقائنا، وأنقلُ لكم تحياتِ قيادة اتحادنا وأعضائه كافة..
وباسمهم أحيي البصرة الهادرة التي مثلها لا عين رأت ولا أذن سمعت فبين المدائن هي الأحبّ الأحنّ الأرق الأطهر الأقرب، أحيي البصرة المترعة بالمراقد والمنائر والشناشيلات والثورات والانتفاضات والملاحم الوطنية والثقافية، أحيي البصرة الحيّة.
كما أحيي وأشكرُ اتحاد أدباء البصرة... له نقدّم تحية احترام وتقدير وامتنان، ولا غرو فَمَن غير البصرة تتجرأ وتعقد مهرجانات استثنائية، مرة للرواية ومرة لقصيدة النثر، ومرات بيافطة المربد العظيم، ونبارك للبصرة الكبيرة اهتمامها بالرواية لدرجة عقد ملتقيات متسلسلة عنها بعد أن صارت باستحقاق جنس العصر وبعد أن صارت الناس تجد متعتها في الرواية لأنها تصور واقعا - حقا وافتراضيا - مكتظا بالإثارة والتشويق والتخيل والسرد والصور والعلاقات واللغة الساحرة، وصار الروائي خالقا صديقا بعد أن فقدت الحياة الحقيقية حلاوتها.
أيها المحتفلون الأكارم..
يا أهلنا.. أيها المكتوون والرافضون والمتظاهرون..
تمسكوا بمطالبكم الحقة المشروعة السلمية ولا طلب أحقّ وأكثر مشروعية وشرعية ودستورية من توفير الماء الصالح للشرب، تمسكوا ونحن معكم، والعراق كله معكم.
( ... )
أيها الجمع البصري العراقي المثقف الحبيب المهيب..
نحييكم ونكرر القول الحقّ:
نعم للمطالب وكلا للحرق والحرائق
نعم للبصرة وكلا للخراب
نعم ونعم وسلامٌ على البصرة وعلى شهداء هبّتها الشعبية ومنتفضيها ومثقفيها وأدبائها وأهلها اللاأطيّب منهم ومن تمرها وحنائها وملحها حتى..
أنحني لجمالك ونضالك وصبرك الالهي يا بصرتنا يا لؤلؤة الخليج وبندقية العراق ومدرسة العراقيين..
بردا وسلاما عليك أمّنا البصرة..
وبردا وسلاما عليكم.."
ــــــــــــــــــــــــ
*
مقتطفات من كلمة الامين العام لاتحاد ادباء العراق في جلسة افتتاح ملتقى الرواية الثالث في البصرة.