ما يجري من صراع على الساحة السياسية العراقية يدعو للغرابة وربما للتشاؤم، فما يحصل اليوم يشكل صدمة كبيرة للمواطن العراقي، حين يرى القوى السياسية موزعة بين الولاء لهذه الدولة أو تلك، وعندما يستمع لتصريحات بعض مسؤولي تلك الدول وتدخلهم الفج في الشأن العراقي بشكل سافر، يتبين بأن البعض من ممثلي الشعب الذين أنتخبهم ووضع ثقته فيهم مثل بيادق الشطرنج تحركهم الدول الكبرى ودول الجوار، فلا رأي عراقي يعلو على الصوت الأجنبي الذي بدا واضحا جليا.
ولعل الأغرب من ذلك أن تجتمع بعض القوى السياسية في هذه الدولة المجاورة أو تلك متخذين من الخيمة الأجنبية جامعا يجمعهم، وصوتا يمثلهم، بل أن البعض يتباهى دون خجل أو وجل بارتباطه ألصميمي بأسياده هناك.
تحركهم من جانب الغرب آلة
فتصغي لها من جانب الشرق آذان
لذا من حق المواطن العراقي أن يتساءل؟ أين أنا من تفكيركم، وأنا من جاء بكم وجعل منكم شيئا مذكورا بعد أن كنتم في المنافي، وأصبحتم بقدرة صوتي الناخب من أولي الشأن تصولون وتجولون، وتمتلكون ملايين، بل مليارات الدولارات في البنوك الأجنبية، وتديرون شركات وعقارات، وربما قد تناسى البعض منهم ماضيه عندما كانوا لا يمتلكون غير "الچولة" لعمل الطعام ويسكنون في غرف ضيقة وأزقة نتنة.
"الا تعلمون بأن الأيام دول" ولو ظلت لغيرك ما وصلت اليك، وبان هناك يوما سيكون مصيركم مصير من سبقكم لتذهبوا كما ذهب إلى مزبلة التاريخ، الا تخشون لعنة التاريخ وغضبة الشعب يوم يحاسبكم على ما جنت أيديكم.
ضرب سوادي الناطور كفا بكف وقال: والله وسفه وألف وسفه عله هالتالي يصير بينه هالمصار، كلنه راح حسين، وكضه الشين تاليه طحنه بأتعسين، ولكم صايره دايره محد يكول وادمي وناسي، تاليتكم دحايس بين الأجناب، تاخذون الشور من الجيران، وعايفين وادمكم اللي همه أهل الشور، بس العتب مو عليكم العتب عله اللي أنتخبكم وخلاكم شيوخ وأنتم طول أعماركم بذيال المضيف!!