لا ادري لماذا ابتلي العراق بحكام السوء، هل هي لعنة السماء ام سوء تدبير البشر. فقد ابتلينا عبر عقود من السنين بحكام لا هم لهم الا اشباع نزواتهم في النهب والفساد واثارة الحروب وخلق المشاكل الداخلية والخارجية، وكأنهم وجدوا للتخريب والدمار لا للبناء والاعمار.
العراق ما زال ينوء بأعباء ما انزل بها من سلطان. ففي هذا الصيف تكالبت عليه المحن. المعركة الحامية حول نتائج الانتخابات وتشكيل الحكومة تأخذ بخناق الناس، يرافقها الانقطاع المتعمد للكهرباء، لتأتي ثالثة الاثافي من سد "اليسو". كان حلم العراقيين ان ينعموا بصوت "اليسا" وحركاتها التي تبعث البهجة في النفس، ولكن قدرهم الاعمى بعث لهم جنيا مخيفا دخل قاموسهم فجأة اسمه "اليسو"، واليسو هذا حمل بين جناحيه الخراب والدمار وبشّر بخراب الديار وفناء الاعمار!
في الذاكرة العراقية ان هناك اتفاقا بين حكومات تركيا وسوريا والعراق على انشاء سدود في هذه البلدان لخزن المياه وترشيد الصرف المائي. وقد قامت حكومتا سوريا وتركيا بإنشاء السدود الكفيلة بتلافي المشكلة. فيما انصرف العراق لخوض الحروب بالنيابة، ليبدد ثرواته في معارك لا مصلحة فيها الا لأعدائه ممن دفعوه لحروب فاشلة، عادت عليه بالخراب والدمار. فكان النظام السابق يتلهى بحروبه الداخلية والخارجية غير عابئ بما يخبئه المستقبل من مآس وويلات.
وما أن اطل القرن الجديد وعاش العراقيون احلامهم في دولة رشيدة، حتى ابتلينا من جديد بحكام لا هم لهم الا زيادة ارصدتهم الشخصية في بنوك العالم، وليس أمامهم سوى جعل بلدهم ساحة لحروب عبثية بين دول متصارعة وجدت في العراق مكانا لإدارة صراعاتها، ليبتلي العراقيون بالقاعدة وداعش وماعش والادارات الفاسدة التي تربعت على العرش لتزيد الخراب خرابا.
واليوم ما العمل لانقاد "دجلة الخير" الذي قد يصبح ملعبا للأطفال أو ساحة لسباق الخيل، او يمنح لإنشاء مولات ومعارض لبيع السيارات، او فلل لكبار المسؤولين ليحيوا على انقاضها لياليهم الغبراء!؟
كل هذا وسوادي الناطور مطرق براسه يعبث بمسبحته وكأنه يعيش في عالم آخر. لكزته منبها فصاح: "عمي شنحچي شنگول "العضه بالجلال" ومثل "تفال السمه" و"يم حسين چنتي بوحده صرتي باثنين" الصوچ بينه والغلط منه. اسنين وربعنه يلعبون بالفلوس لعب ومحد فكر يسويله شغله بيها خير. صدام چان يوميه يستقبل عشرين رئيس دولة محد يندلهه عالخريطه، وينطيهم الملايين، والجماعة ما همهم غير ارواحهم، نهبوا بلدهم وسلموا لحاياهم لغيرهم. واحد يصيح واتركياه والثاني يصيح وايراناه وثالثهم يگول انا وعشيرتي سيوف مشرعه بيد السعوديه، وما واحد منهم گال "يا عراق". واذا وادمنه هيچ، نتأمل يجينه البنغالي يبني العراق؟ وعله التالي صرنه بآخر العربان ونترجه اليسوه والما يسوه، وصرنه بتالي الضعن والوادم تاكل چمه وأحنه ردينه عله الگوگله؟!".