كررَ جَلِيل وبصوتٍ عال، غيضه واِعتراضه على التعديلاتِ المُجحفةِ في قانونِ الإنتخابات التي أقرها مجلس النواب مؤخراً، والتي اشترطت ان يكونَ المرشح لعضوية البرلمان حاصلاً على شهادة البكالوريوس على أقل تقدير، والتغيير في طريقةِ سانت ليغو المعدل لتوزيع المقاعد بإعتماد تقسيم الأصوات بدءاً من (1,7) بخلافِ ما كانَ في القانونِ السابق حيث يبدأ التقسيم بالرقم واحد.
قالَ جَلِيل: كشفت القوى المتنفذة عن وجهها الحقيقي عبر صياغة قوانين تُديم وجودها وتكرس نفوذها ومصالحها بالضدِ من مصالحِ الشعب.
قالت زَوجّتي : أينَ صراخ بعضهم عبرَ الفضائيات والمنابر ومطالبتهم بالاصلاح، كل ذلك تبخرَ في يومٍ وليلة؟!
عقبت سُكينْة: يعتقدون أنهم بهذه الإجراءات يقطعون الطريق أمام القوى السياسية التي تساند الحراك الإحتجاجي الجماهيري وعارضت الفساد وتريد التغيير الحقيقي.
ومساهمة مني في الحديث ،أعربتُ عن إتفاقي معَ وجهات النظر المعترضة وأضفتُ: ومع هذه التعديلات المجحفة يسعى بعض الساسة لخداع الناس بالحديثِ بدِيماغوجِيَّة مكشوفة ضد الفساد والفاسدين، وإستخدام شعارات براقة، بقميص مَدَنِيّ، لا بل وأستخدام كلمة " مَدَنِيّ" أحيانا بشكلٍ يفرغها من محتواها الحقيقي، بل ان بعض القوائم الإنتخابية التي ...
وهنا قاطعني صدّيقي الصَدّوق أَبُو سُكينْة ليقول بصوتٍ مليء بالسخرية: هل تقصد بحديثك قوائم إنتخابية عَلَى الطَّرِيقَةِ ألإيِطالّية ؟
وضحكتُ كثيراً قبلَ ان أفسرَ للحاضرين ما يَرمي اليه أَبُو سُكينْة، فهو يذكرني بأيام الدراسة الجامعية في البصرة في سبعينات القرن الماضي، يوم كان لدي قميص سماه أصدقائي ومن يعيشون معي في بيت الطلبة تندراً "القميص الايطالي". فبسبب من ضيقِ الحال، وإذ تعودنا على إستعارة ملابس بعضنا البعض صارت للقميص الإيطالي حضوة طيبة بين اصحابي وصار يستعيره ويلبسه أكثر من صديق. وفي أول يوم لبسته سألتني أحد الزميلات في الكلية: من أين لك هذا القميص الجميل؟ وعنّ لي ان أجيبها وبثقة بانه وصلني هدية من إيطاليا. وحقيقة الأمرــ عزيزي القاريء ـــ، التي يعرفها اصدقائي المقربين، هي اني أشتريته بثمن بخسٍ جداً من سوقِ "البالات"، وكانت أكْواعه مثقبّة، ويَاقَتة واكمامه مهترئة. وأعطيته لصديقة وزميلة خياطة شاطره، كانت تساعدنا دائما في مثل هذا الحالات، فقامت مثل كل مرة، باعادة إنتاج القميص القديم، وتغيير أزراره، وخاطت أجزاء منه من جديد، وقلبت ياقة القميص المهترئة ودعمتها بقطعة قماش قريبة اللون وقصت أكواعه وأكمامه المهترئة. وبخبرتها حولته الى قميص نص ردن،مودرن .. و... صدّق البعض كونه من إيطاليا!