كثيرة هي الشعوب التي مرت بأوضاع استثنائية من حروب ودمار وتشريد وجوع. وقد استطاعت بعد مضي فترات ان تقف على اقدامها وتعيد عجلة البناء الى اوضاعها الطبيعية، وتعزز التماسك المجتمعي ونبذ التكتلات والصراعات.  وهذا يعود بلا شك الى جهد ذوي العقول السمحاء، والعقلاء الذين لا يهمهم سوى مصالح اوطانهم.  ومما لا شك فيه ان عراقنا مر بزوبعة من الدمار والحروب التي عصفت به خلال دخول داعش وحتى ما قبله، والتي ادت الى العبث بممتلكات الدولة والاهالي وهدم البناء المجتمعي وبث الفرقة والتضليل والفكر الظلامي القسري الذي ينعكس في استخدام العنف الجسدي والنفسي. ولكن بعد تحرير اراضينا من دنس داعش وارهابه، بات لزاما علينا ان نفكر بكيفية إشاعة ثقافة العقل والمواطنة والتسامح في مؤسساتنا وفي ميادين عملنا وفي علاقاتنا الاجتماعية، سيما ان جزءا من ظلال افكار داعش تسرب الى شبابنا، بدءا من شيوع العنف بكافة انواعه والجرائم المتمثلة بالخطف والقتل والسلب واشهار السلاح في اقل الخلافات.

نريد هنا مطالبة الجهات الرسمية بأن تقف حائلا دون انتشار اي من الافكار التي تدعو إلى العنف والقتل والفرقة، بما فيها البستنا وكمالياتنا ومقتنياتنا اليومية. ونشير في ها الصدد الى بعض محال كماليات السيارات، التي تعرض ملصقات تثير وتشجع العنف والارهاب، وهو ما يستسيغه البعض من شبابنا حينما يعلقون تلك الملصقات على عجلاتهم. والا ما معنى ان يلصق بوستر بالاسود والابيض لرجل جالس على ركبتيه مكبل اليدين الى الخلف ورجل آخر يقف إلى جانبه شاهرا سلاحه ومصوبا إياه نحو رأسه. وقد كتب تحت الملصقdont  touch  my  car  وهي اشارة واضحة الى انه في حال أي تعرض لعجلتي سيكون الفيصل هو السلاح!

فما مغزى هذه الملصقات التي تشيع ثقافة القتل لدى الشباب. وهل من رقابة على استيرادها؟ ولربما هناك ملصقات وبوسترات اكثر وقاحة وتحديا وقتلا تخترق افكارنا دون شعور. لذا يجب تفعيل الرقابة الصارمة، سيما اننا نتجه الى بناء دولة يسودها السلم والتعايش بين المواطنين.

عرض مقالات: