منذ سبعينيات القرن الماضي، وبجهود المعلمين ونقابتهم، تم افتتاح نادي نقابة المعلمين في قضاء النعمانية بمحافظة واسط. وقد تميز النادي بحدائقه الجميلة وقاعاته الواسعة ونشاطاته المتعددة في المجالات الثقافية والأكاديمية والإنسانية كافة. وكان المعلمون وأبناء القضاء، يقضون أماسي جميلة في النادي، وكان أبناؤهم يزاولون فيه نشاطاتهم الرياضية، فأصبح هذا المكان ملاذا مهما بالنسبة للمعلمين وأبنائهم، باعتباره تابعا إلى مؤسسة رسمية، ويحتل موقعا مهما وسط المدينة، ويقع بالقرب منه مركز شرطة النعمانية، ليصبح مكانا ترفيهيا آمنا.

في الصيف الماضي أصبح هذا النادي ملاذا للشباب يقضون فيه أوقات فراغهم. كما استغل لإقامة حفلات الأفراح من قبل المواطنين، لا سيما الفقراء منهم الذين لا يمتلكون أماكن واسعة في منازلهم لهذا الغرض. فبات هذا المكان يخدم شرائح واسعة من المجتمع، وفي الوقت ذاته يضفي على المنطقة بأنواره الساطعة، أجواء من البهجة، وجمالا وبهاء.

لكن يظهر ان بعض اعضاء هيئة قطاع النعمانية لا يروق لهم الفرح والأمسيات الجميلة التي يقضي فيها الشباب أوقات فراغهم، فسارعوا إلى إغلاق النادي.

كان يفترض بالنقابة أن تجعل من هذا النادي مركز إشعاع فكري تنويري مجابها للأفكار الداعشية المتعصبة، من خلال استغلاله في تنظيم المحاضرات الثقافية، وعرض الأفلام التثقيفية وإقامة الفعاليات الأكاديمية التي تخص المدارس وهيئات التدريس. وكان يمكن أن تستخدم قاعته لغرض إقامة حفلات تكريم الطلبة المتميزين والتربويين المتقاعدين، أو لتنظيم دورات تقوية للتلاميذ، أو غير ذلك مما يخدم العملية التربوية بمختلف النواحي. لكن للأسف، أصبح النادي اليوم عبارة عن بناية خاوية، لا تنفع معها ترميمات، وأبوابها مغلقة بالأقفال الكبيرة. فبات أشبه بسجن مغلق يلفه الظلام. 

ان اغلاق النادي يؤشر عجز نقابة المعلمين عن اداء جانب مهم من دورها في تنشيط العمل التربوي والعلمي، ويبرهن على عدم قدرتها على تحمل مسؤوليتها في تحويل هذا المكان إلى مركز ثقافي علمي.

لا يسعنا إلا ان ندعو نقابة المعلمين إلى إعادة النظر في موضوع إغلاق النادي، ونشد في الوقت ذاته على أيدي كل الجهود التي تعمل من أجل عراق متمدن حافل بالثقافة والفكر المتنور، وخال من الأفكار المتعصبة المتطرفة.