لا نحتاج الى كثير من العقل والتروي لنفهم ونتأكد حد الترسخ الذهني، مدى الضحالة الفنية والادارية التي بلغتها كرة القدم العراقية ، بعد دروس الاختبار المتكررة والتجريبية التي مررنا بها وخسرنا فيها الكثير وتجرعت الجماهير واهل الاختصاص مواجعها اكثر، عبر مشاركات عديدة ولفئات عمرية عدة، دون ان يستفيد اهل السلطة الكروية في الاتحاد والاندية وبقية المؤسسات المعنية، من هذه التجارب بشكل علمي، يمكن ان يمهد لهم الطريق لخوض الانتخابات بحال مستقر مطمئن، على مواقع مهما ترسخت وتأمنت بالكونكريت المسلح ومصادر القوة المتنوعة، سوف يبقى هشا امام حقيقة الواقع، ما لم يدعم ويسند بالتخطيط العلمي والاستراتيجي والانفتاح على اهل الشأن والافادة من الاختصاص والكفاءة والمهنية ، والا فان الامور تسير نحو الهاوية ومن سيئ الى أسوأ وسوف لن يرحم التاريخ ومداد الأقلام اولئك الذين سنحت لهم المقدرات فرصة التربع على كراسي السلطة الكروية لسنوات طويلة وامكانيات واموال اكبر، دون تقديم ما يساعد كرتنا على الثبات والنجاح والتطور.
في بطولة اسيا الاخيرة في الصين، دون سن (23سنة رقما ودون سن 26سنة فعلا )، كما تراها بعض المنتخبات العربية -للأسف الشديد- تلك التي تبحث عن الانجاز الوهمي على حساب تأريخ و مستقبل الكرة واجيالها وسمعة بلدانها ، ظهرت الكثير من الدروس والعبر التي ينبغي ان نستفيد منها اذا ما اردنا البقاء والترحم، والا فان الموج اكبر من أن يصبر على سوء الحال المدقع للكرة حد الامتهان .. فقد ظهرت بعض الفرق العربية وهي تلعب بلاعبي التفوق البدني الواضح جدا ولا يحتاج الى دليل اثبات، ان هؤلاء اللاعبين هم فوق السن المقررة وخارج الضوابط الصحيحة والمقررة، مع ان ذلك لم يفدهم بشيء، اذ خرجت الفرق المزورة مبكرا لتسجل نقطة سوداء في تاريخ التخطيط وفشل الرؤى والرؤية لمستقبل كروي يسعى اليه اهل الالباب.
وفي جانب اخر مضيء وجدنا فرقا مثل اليابان وماليزيا وفيتنام ... تقدم أنموذجا راقيا للتخطيط والرؤية بعيدة المدى، اذ ظهرت الفرق بلاعبين دون السن المقرر فعلا - حتى بدت اليابان - على سبيل المثال - كأنها تشترك ببطولة اسيا للشباب دون سن 19 سنة، على النقيض من بعض اللاعبين العرب الذين كانت اجسامهم واذقانهم وصلعاتهم وقواهم البدنية العامة تفضح (الجنسية والبسبورت) وتكشف زيف ادعياء التخطيط، الذي يريد تحقيق انجاز وهمي على حساب اجيال ومستقبل كرة ، لا يمكن ان تنهض الا بالشفافية والوضوح والتفاني ونكران الذات والاعتراف بقدرات الاخر وامكانية الافادة منه، بعيدا عن اي منافع شخصية محددة بقوى معينة وعمر محدود جدا مهما طال انتخابيا.. فان اصحاب الانجازات الحقيقية لا يموتون ولا ينتهون والناس تعرفهم في الامس واليوم وغدا يا هند .. والحر تكفيه الاشارة.

عرض مقالات: