بعد ساعات سنودّع عاماً ونستقبل آخر، ونودّع أياماً مليئة بالحكايات الحزينة والسعيدة، ونستقبل أياماً نتمنى أن تتكلل بالسعادة والنصر!.

في كل عام مثل هذا اليوم نجلس، لنقلّب كلّ ما مرّ في أيامنا المنصرمة والتي توشك على الرحيل، نستعرض الشريط لقطة لقطة ومشهدا مشهداً!.

اليوم وأنا أستعرض شريط هذه السنة، تنزل دمعة من بين جفني لتستقر ابتسامة أمل وأحلام وردية على شفتي، وتصعد الابتسامة لتستقر دمعة حزن على فقد عزيز!.

في شريط العام الموشك على الرحيل وقفت أتأمل بألمٍ فقدان أعز صديق مرّ في حياتي، انه شهيد الثقافة العراقية صاحبي الأحب إبراهيم الخياط، كما استذكرت أياماً قضيناها نحلم بغد مليء بالأفراح والمسرات ولكن انفرطت من بين أصابعنا كالماء!.

كما توقفت وبفخر واعتزاز عند بطولات شبابنا الذين أعادوا الى الروح الوطنية معناها، ونفخوا فيها الشجاعة والإقدام ليطيحوا بكل أحلام الفاسدين بثورة مازالت تتلألأ في سماوات العراق، وتمنيت تحقيق النصر النهائي واقتلاع كل جذور الفساد، وإعادة بناء الوطن لترفرف في سمائه عصافير المحبة والعمران والازدهار!.

ولأن الساعات المقبلة حبلى بالكثير من التباشير حتماً، تعالوا نفتح صندوق الأمنيات، ونفترش الأرض بالأحلام، لنكتب على صفحة الماء ما نريد!.

هل تحقق حلم منها في الماضي ؟! بالتأكيد نعم !

وهل نتمنى تحقيق ما تبقى منها ؟! بالتأكيد نعم !

ولكن بين التحقيق والتمنّي تظلّ هناك هواجس شتّى، وبين هذه الهواجس يطلّ هاجس النصر الذي يدور في خواطر الجميع، والجميع بانتظاره، وسيتحقق حتما!.

تباشير السنة الجديدة قناديل فرح تتلألأ في ساحة التحرير، ونجوم تضيء سماوات العراق بالمحبة والتآخي والعمل!.

ولأننا ننتظر هذه التباشير كل لحظة على بوابة العام القادم، نقول للساعات المقبلة: تعالي بكل ما فيك من حكايات نتمناها أن تكون أفضل وأجمل وأبهى وأحلى من كل ما مرّ من أيام!.

في السنة المقبلة بالتأكيد سنفتح صناديق جديدة وحكايات جديدة وأعمالا جديدة وأحلاما جديدة ولكن..؟!

سيبقى الحلم الأكبر هو انتصار الشباب وثورتهم التي عبّدوا دروبها بدمائهم الزكية التي لوّنت ساحات التحرير والحبوبي والبحرية والصدرين والساعة والتربية والجسر، ونوقد الشموع لهم في كل بيت، لأنهم الأمل والحلم والانتصار، وهم الأمنيات كلها والفخر!.

سنظل نترقب الساعات المقبلة، ونعدد أحلامنا التي افترشناها لنقول للجميع: كل عام والعراق وشعبه وأرضه وسماؤه وهواؤه وماؤه وعصافيره وحماماته وأنهاره وسهوله وجباله واهواره وتراثه بألف خير وسعادة!.