لا يختلف اثنان على أن الفساد المستشري في العراق بلغ أقصى مدياته خلال الاعوام الماضية، ولا يلوح في الافق ان هناك نية لمحاسبة الفاسدين ومحاربة الفساد رغم الاعلانات الملونة والكلمات الرنانة التي صدّعوا بها رؤوسنا. فما زال عتاة الفاسدين ينعمون بامتيازاتهم وما كسبت ايديهم من المال الحرام، وما زالت قصورهم شاهقة تناطح السماء. والانكى من ذلك ان الحكومة أصدرت العديد من قوانين العفو التي شملت كبار الفاسدين - كما صرح بذلك القضاء العراقي وهيئة النزاهة والجهات الرقابية الاخرى. وما زاد الطين بلة ان الطبقة السياسية في محاولة منها لتدوير نفسها، سمحت لهؤلاء الفاسدين بالمشاركة مجددا في الانتخابات رغم صدور عشرات الاحكام القضائية بحقهم، لشمولهم بقوانين العفو. وكان على البرلمان المحترم تضمين قانون الانتخابات قرارا بعدم جواز ترشح من صدر بحقه حكم قضائي، او لديه قضايا فساد في النزاهة لم يتم حسمها، لما يتمتع به من حصانة برلمانية. وبدلا من حرمان العمال والفلاحين والكادحين من الترشيح باشتراط الحصول على البكالوريوس، كان على البرلمان أن يفسح المجال لهذه الطبقة بالتمثيل فيه. فبينهم من يمتلك من النزاهة والثقافة والامكانات ما يفوق ما يتمتع به كثير من حاملي الشهادات العليا، التي حصلوا عليها بالطرق الملتوية، او أصحاب الشهادات المزورة الذين صدر قانون خاص بإعفائهم من جرائم التزوير!
تبسم سوادي الناطور بغيظ مكتوم وقال: "هاي اطلابه الجماعه اذا اتفقوا نهبونه واذا اختلفوا كتلونه، ومثل ما يكول ابو المثل "طحنه بين حافرها والنعل" والجماعة فشلو بكل شي وهاي خمسطعش سنه وهمه غركانين بالفشل والفساد وضالين مچلبين حسبالك ورث مال الخلفوهم. و"لا أغنيك ولا أخليك اجدي"، وفوكهه يوميه مبدلين وجوههم، والوادم ما أدري شجاهه، وهي تعرف ذوله أشسووا بيهم، لكن تنتخبهم من جديد. وسالفتهم مثل ما كال الراوي: صارت وياي عندي واحد صاحبي وآني وياه دهن ودبس وچان صاحبي يكعد يكوم يسب أنعل أبو"فلان" لا أبو الجابه، محد دمر العراق غيره وذوله الحراميه ما ادري منين الله جابهم علينه، وانعل أبو الينتخبهم. وبيوم الانتخابات صاح عله أبنه "بويه تعال أخذني وياك حتى أنتخب"، ابنه كله بويه أنته اربع وعشرين ساعة تسب بيهم المن راح تنتخب، كله "هو أكو غير الـ.. أبن ... الفلان!".