لم تكن انت (المجرد) السائر بين جموع الرابضين في قلعة التحرير، ثمة (انات) واختلاجات وذكريات ترافق روحك المنشطرة بين وجل الافول العصي وزهو المشاركة الناصعة الأمل، كوكبة من خيام الاحبة، هنا تصدح ندوة تبشر بالغد الجديد وهناك على الضفة الأخرى مسعفة شابة تسامر جريح يسخر من الموت، خيمة تتقافز منها النكات والاهزوجات تجاورها خيمة تصدح بدعاء أنيق يرتقي لرب يحب الكادحين!
صاحبي الذي فقدت أثره منذ عدة حروب يناديني مبتهجا بصدفة اللقاء الساحر ويودعني بقبلة امتنان، شبح البدلة العسكرية التي رافقت أولى انكساراتي تلوح لي من محال سوق إلبالات قرب نفق باب الشرقي، خيمة جواد سليم تبيع الحب والفكر المجاني وتحتض نفوسا معتقة بالمواطنة واقتراف اثم الجدل الذي لاينثني، صاحبي الشيوعي يعيش نصره بطريقته حاملا كاميرته وبعض من كدمات الروح لكنه يبحث مع عائلته عن زوايا التقاط تليق بعرس الثورة ، كتب تفترش الأرصفة ، ومتاحف لمخلفات قنابل ودخانيات الاخوة الأعداء رسم بها الشباب خارطة للوطن الذي سيعود !؟ ساريات تعانق السماء التي تؤجل دموعها خشية أن تفتك بسحر هذا النسيج! حتى الشتاء بدا حنينا هذا المساء!