واحدة من أعظم الانجازات الانسانية هو اختراع الكهرباء، الاختراع الذي فجر وفتح الطريق واسعا امام ابداع البشرية والمجتمعات والعلوم لتنطلق وتقدم كل شيء، لكن البعض لا يعي مقدار هذه النعمة ولا يقدر عطاءها ولا يسعى الى استثمارها بشكل يخدم الانسان ويطور حياته. وكانت وما زالت وستبقى القوى الخيرة الحريصة كل الحرص على بناء الوطن واسعاد شعبه تدافع وتطالب بتحسين هذا القطاع والاهتمام بخدماته لانه يهم الشعب كله ويساهم في انتقال الوطن الى واقع جديد ومتطور.

 وتدور هذه الايام مشاكل بسبب الخدمات واولها الكهرباء التي اكتوى بها وبفقدانها الفقراء وذوي الدخل المحدود وحكومتنا عاجزة ولاهية عن حل هذه الازمة المستعصية والتي نعيشها منذ سنوات طويلة بسبب انشغالها بالصراعات والتحالفات والمصالح والاشكالات العالقة بين خصوصياتهم اما مطالب الجماهير وخدماتهم فلها (رب يحميها).

في ظل هذا الحال ظهر الكثير من المفسدين وهم يتلاعبون بمقدرات الجماهير ويستغلون الفرص دون حساب او كتاب، وقد نفذت الحكومة استثمار الكهرباء بإدخال القطاع الخاص في مجال الجباية بعد ان وعدتنا بتوفير الكهرباء والجباية لمساعدة إنعاش هذا القطاع. وفعلاً بدأت خطواتها على الرغم من الاعتراضات والمطالب لكنها نفذت الخطة، وفي وقتها انتهت العلاقة مع المولدات واصحابها خاصة في الكثير من مناطق بغداد لكن لفترة محدودة جدا، اذ لعب الفساد دورا بمعية رجاله وخططه ومع طلائع ايام الحر بدأ القطع الجريء وبدأ الناس يعانون مما دفعهم للتفاوض واعادة بناء الجسور مع المولدات  واصحابها وتحديد سعر الامبير بعشرة الاف ،  وتزايدت ساعات القطع بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة فارتفع سعر الامبير الى خمسة عشر،  والتهب الصيف وحره فكان القرار خمسة وعشرون الف للامبير الواحد، بحجة عدم استلام اصحاب المولدات حصة الكاز الشهرية (وعادت حليمة لعادتها القديمة).

كثر الحديث عن جود تواطؤ واتفاقات سرية بين اصحاب المولدات وبين العاملين في محطات توزيع الكهرباء باطفاء الكهرباء لابقاء الناس خائفة من صعوبة توفير الطاقة الكهربائية فانعدمت الثقة بين الحكومة وابناء الشعب خاصة في الايام الحالية بسبب التردي الحاصل في مختلف القطاعات الخدمية ومنها الكهرباء.

حكومتنا ومؤسساتها مطالبة بالاهتمام بقطاع الكهرباء والعمل على تطهيره من العصابات والمتنفذين واصحاب المصالح الخاصة، والابتعاد عن التلاعب والمزايدة واستغلالها بشكل لا انساني ولا اخلاقي لانه يتعارض مع قيم السماء التي حاول الكثير التبجح بها. لان الكهرباء هبة الحضارة للناس.

وعلى الجهات الحكومية الايفاء بالتزاماتها في توفير الكهرباء اولاً وتوفير الكاز (الوقود) لتشغيل المولدات ساعات الانقطاع والحرص على تحديد اجور المولدات بما يتناسب ودخول العوائل الفقيرة التي بدأت تدفع للحكومة قوائمها ولاصحاب المولدات اجورهم الشهرية (الملتهبة) مثلما هو حر الصيف.