مرت علينا ذكرى قيام ثورة 14 تموز عام 1958 تلك الثورة التي نقلت البلاد من الحكم المرتبط ارتباطأ وثيقاً بالاستعمار الى الحكم الجمهوري المستقل بسياسته. الثورة التي اطلقت العنان للجماهير لتعبر عن تطلعاتها واهدافها وامانيها واحلامها بكل حرية لاول مرة في تاريخ العراق الحديث. الثورة التي استهدفت تحقيق العدالة الاجتماعية وحل المسألة القومية في العراق على اساس المساواة التامة في الحقوق والواجبات للقوميات المتآخية في البلد. الثورة التي جعلت العامل العراقي يعي بانه لولا جهده ولولا عرقه لما كان هناك انتاج وما كان هناك ثروة وان من حقه ان يقبض ثمن جهده وعرقه دون (منية) من احد وجعلته يطالب بحقوقه التي اقرتها المواثيق والقوانين الدولية. الثورة التي جعلت الفلاح العراقي يمتلك ارضاً ويحرثها ويزرعها ويحصد ناتجها بعيداً عن أعين الاقطاعيين. الثورة التي جعلت من المنجل والمطرقة والعلم الاحمر من مفردات اغاني الاطفال والاهازيج الشعبية. الثورة التي اعطتنا درساً بليغاَ جداً وهو ان الثورة قد اغتيلت عندما تفرق وانقسم واختلف اخيار العراق وعندما توحد وتجمع اشرار العراق حيث تمكن اشرار العراق من تجاوز خلافاتهم واتفقوا على اغتيال الثورة وعجز اخيار العراق عن تجاوز خلافاتهم فانقسموا وتفرقوا وهكذا اغتيلت الثورة، اغتيل الامل واغتيل وسجن وعذب حتى الموت اخيار العراق. وبهذه المناسبة عبر الشاعر الاستاذ قيس مجيد علي عن مشاعره ومشاعر المثقفين بهذه الابيات الشعرية الرائعة:
ثورة الاحرار تمــوز النضـال
يا خلاصاً جاء من صُلب المحال
كلما مـر زمـان صــرت فينـا
ذكــر امجــادٍ وذكـــرى للرجــال
كم وكم نامت امانينا وضاعت
بين ظلـــم وحماقــــات الـــزوال
فانفجرت مثــل بركـــان كبير
ينهــي مأســــاة ويحيي الانتقــال
فليكن عيدُكِ رمــزاً للتصـافي
وخلــوداً بين شـــعب لا يــــزال

عرض مقالات: