تقع منطقة الطالبية شرقي العاصمة بغداد، وهي من المناطق الحديثة المميزة بجماليتها ونظافتها وحسن تنظيمها، اذ انشئت في نهاية السبعينات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي، على اساس منطقة سكنية فيما اليوم تحولت الى منطقة تجارية صناعية، والقادم من شارع فلسطين باتجاه جسر القناة سيفاجأ بمنظر محال وورش بيع قطع غيار السيارات على امتداد الشارع وصولا الى ساحة 83، كما سيندهش بروائح الدهون والزيوت العفنة التي تملا الاجواء.

في الجانب الموازي لشارع الطالبية وبالنظر لعدم مبالاة اصحاب محال (التفصيخ) ومحال بيع قطع غيار السيارات بالإضافة الى اهمال الجهات المعنية بالأمر ستشاهد تلول هياكل السيارات فوق بعضها البعض وعلى شكل طوابق وبالتحديد قبالة المحال على الارصفة تلك التي خصصت لسير المشاة تجنبا للأذى الذي يلحق بهم بسبب سيارات الحمل والستوتات والتوكتك التي يكتظ بهم جانبا الشارع، بل ان بعض اصحاب المحال استغلوا ارصفة الجسر والتي لا يتجاوز عرضها متر ونصف المتر، مما يجعل المرور صعبا جدا، اضف الى ذلك وقوف الستوتات والسيارات التى تحمل السكراب مما تسبب ازدحاما لا مبرر له.

وبعد ان تتجاوز منطقة الجسر ستلاحظ رصيف شارع الطالبية وعلى طوله وعلى كلتا جهتيه حيث يبلغ عرضه اكثر من عشرة امتار قد تناثرت عليه قطع غيار لانواع مختلفة من السيارات وباختلاف موديلاتها، فالكثير من المحال الموجودة في تلك المنطقة تغيرت لتكون ورشاً لتصليح السيارات وتبديل الدهون، ولهذا تلف الرصيف بشكل تام مما ادى الى قطع سبل المشاة والمارة وتلوث الاماكن المواجهة للمحال بالدهون وزيوت المحركات، وادى الى حرمان المواطنين من استخدام تلك الارصفة الواسعة،  اما مداخل الفروع والازقة المنتشرة على جانبي الشارع الرئيس فقد تكدست فيها الركائز الكونكريتية والتي رفعت من المناطق المغلقة وتلك الاماكن صارت مكبات للنفايات والازبال والانقاض وعندما ترفع البلدية الازبال والاوساخ بواسطة الشفلات يؤدي الى احداث اضرار كبيرة  وحفر في الشارع بسبب احتكك (كيلات ) الشفل بالارض، فضلا عن الاضرار التي يسببها مرور مئات العجلات الصغيرة والكبيرة التي تنقل حاويات المواد الاحتياطية للسيارات ومواد زراعية ومواد غذائية الى علاوي جميلة.

لذا نطالب الجهات المعنية بالالتفات الى هذه الاوضاع المزرية التي يعاني منها اهالي منطقة الطالبية والاهتمام بنظافة المنطقة، كما نناشد الجهات المسؤولة المتعلقة بعمل تلك الورش والمحال الصناعية العمل على وضع حل جذري لحالة الدمار التي تخلفها على الارصفة والبيئة، حيث يعاني الكثيرون من سكنة المنطقة جراء ذلك التلوث والسكراب المتناثر على الارصفة خاصة الذين تقع منازلهم على امتداد الشارع وقريبا من تلك الورش.

عرض مقالات: