للمرأة دور كبير في تدعيم وبناء اقتصاد البلاد، وهذا يتطلب وضع آليات للاستفادة القصوى من طاقات النساء وتعزيز مساهمتهن في تنفيذ خطط وبرامج التنمية بما يطور وينمي الاقتصاد الوطني. لو أخذنا بالحسبان الوظيفة الطبيعية للمرأة (الامومة) كونها لا تقل اهمية عن باقي المهن الاخرى، بل تتفوق عليها، فتربية الطفل من اجل تنشئته ليكون انسانا واعيا منتجا ومثمرا في المجتمع، لأدركنا أهمية إزالة العقبات التي تقف عائقا أمام مساهمتها في بناء الاقتصاد.

ولكي تكون مشاركة المرأة العراقية (الأم) فاعلة في عملية الإنتاج وتطوير المجتمع والاقتصاد والتنمية، يتطلب من مؤسسات الدولة العمل على توفير الأجواء المناسبة لهذا الأداء من خلال فتح دور حضانة مناسبة لاحتضان الاطفال خلال ساعات عمل الأم، ليكون قريبا أو جزءاً من موقع عمل الأم المنتجة والعاملة والموظفة، ولتمارس عملها الانتاجي وامومتها وهي مطمئنة على سلامة طفلها. كذلك من الممكن ان يساعد في تقليص إجازاتها التي كثيرا ما تتهم المرأة الأم انها تلجأ اليها لتتهرب من اداء واجبها الوظيفي الإنتاجي، وبالتالي سيكون عذرا لتهميشها والتقليل من قيمة عملها خارج مؤسسة العائلة واضعاف دورها الاجتماعي والسياسي، بعدها سترتفع الاصوات (النشاز) لإبقاء مكانها في البيت للإنجاب وتربية الاطفال وحصر دورها كأم فقط.

عدم الاهتمام بالمرأة وإبعادها عن دائرة العمل الانتاجي يعتبر هدرا للقوى العاملة ويؤدي إلى أضعاف دور المرأة في رفع المستوى الاقتصادي للبلد، ولكي نساعد المرأة في أن تأخذ دورها الطبيعي كفرد من افراد المجتمع وكائن قادر على تحمل المسؤولية في التنمية، هذا الاسناد لا يتم بشكل عفوي وبدون دعم المؤسسات الحكومية، لذا علينا ان ندرك أننا أمام مشكلة حقيقية، تجعل المرأة تخرج من مواقع العمل وتركن في البيت، اذن الامر يحتاج الى دراسة وافية لوضع حلول تشارك فيها المؤسسات المختصة بتوفير الاحصائيات عن مدى أهمية إنتاج المرأة العاملة برصد معدلات الإنتاج والتقدم في مؤسسات وفرت دور حضانة ملائمة لاستقبال الأطفال ليكونوا قرب أمهاتهم العاملات،  ولكي يشعرن بالأمان لقربهن من أولادهن، وبالتالي لتكون اكثر إنتاجية من الام القلقة على وليدها في مؤسسات أخرى لم تعط الموضوع الأهمية اللازمة ولم تبادر لمعالجته، دعونا نفكر معا في توفير مساحات امنة للام العاملة والطفل بهدف إنساني واقتصادي.

عرض مقالات: