الهندية (طويريج).. المدينة الحالمة تمسي وتصبح على نهر الفرات، الذي يشطرها بدوره إلى نصفين: "الطنبي" و"الصوب الكبير".
تقع الهندية في المنتصف، بين محافظتي كربلاء وبابل، وعرفت بتاريخها المشرف الحافل بالبطولات في مقارعة الاحتلال والحكومات الدكتاتورية البغيضة. وقدمت كوكبة من الشهداء على طريق الاستقلال والحرية.
هذه المدينة تضم شارعين رئيسين فقط، هما الشارع العام الذي يربط بين محافظتي بابل وكربلاء، والشارع المحاذي لنهر الفرات (كورنيش الهندية)، الممتد من شمال المدينة حتى الجسر الجديد.
ويعد هذان الشارعان، القلب النابض للمدينة وواجهتها الحضارية. حيث تنتشر فيهما المحال التجارية والمطاعم والكازينوهات، لا سيما الشارع المحاذي لنهر الفرات، الذي يكتظ يوميا بالمارة.
وقد حظي "كورنيش الهندية" ببعض الاهتمام، من خلال نصب شبكة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية، وإنشاء سياج حديدي عند حدود ضفة النهر، حفاظا على سلامة المواطنين وأطفالهم، إلا انه وبعد فترة ليست بالطويلة، لاحظنا ان الشارع وضفاف النهر، امتلآ بالنفايات والعلب البلاستيكية الفارغة، التي معظمها من مخلفات الكازينوهات والمطاعم. كما انتشرت على ضفاف النهر إطارات وبراميل بلاستيكية متهالكة، أصبحت مصدر تشويه للمكان، وتعطلت الإنارة تماما، وباتت الأجهزة الكهربائية أشبه بهياكل خاوية.
فيما السياج الحديدي الذي يفصل بين رصيف الشارع والنهر، قد تهالك هو الآخر، ونهب العديد من أصحاب النفوس الضعيفة قطعا منه، في الوقت الذي بقيت فيه أقسام أخرى منه، مترامية على الشاطئ.
إن ما جرى ذكره يتطلب وقفة جادة ومتابعة حقيقية من قبل المسؤولين. إذ يتوجب أن يجري الاهتمام بهذين الشارعين بصورة كبيرة، باعتبارهما أهم واجهة حضارية في المدينة، فضلا عن محاسبة كل من يرمي النفايات في النهر، وتشديد الرقابة على المكان لمنع أي حالات عبث أو نهب، وتأهيل السياج الحديدي، وإعادة النور إلى الشارع الذي صار مظلما.
كما يتوجب أن تخصص كوادر وآليات من البلدية وبقية الدوائر المعنية، تقوم بمتابعة الشارع بشكل منتظم، لكي لا تتراكم المشكلات، فيكون علاجها صعبا.
نأمل من الجهات المعنية، أخذ ما أشرنا إليه على محمل الجد، والاستجابة لمقترحاتنا، من أجل إعادة الحياة إلى مدينة الهندية وكورنيشها.