المجالس العليا كثيرة وما أكثرها في العراق، اذ كثرت المجالس فيه حتى أصبح حديث المجالس، فهناك مجالس لرعاية الفنون وأخرى للآداب وغيرها للزراعة ومجلس للصناعة ولكل شيء في الحياة مجلس، وإن كان لمحاربة الجراد، لذلك لم أستغرب عندما أضيف الى القاموس مصطلح المجلس الأعلى لمكافحة الفساد، فالبلد بحاجة إلى هذا المجلس لينام بجوار أشقائه هيئة النزاهة، ولجنة النزاهة، وديوان الرقابة المالية والمفتش العام وغيرها من المؤسسات التي لم نجد لها تأثيراً في محاربة الفساد وإيقافه طيلة سنوات من عمر الدولة العراقية بعد التغيير، ومعظم قضايا الفساد التي أثيرت في الفضائيات أما يتم "طمطمتها" والتستر عليها، أو تجير باسم هارب خارج العراق يتمتع بما أنعم الله عليه من المال الحرام كما هو حال السامرائي والسوداني، أو تنام في دهاليز تحت أسماء ومسميات كثيرة، أو يحتفظ بها البعض؟؟؟ كورقة ضغط لابتزاز السياسيين، ومنها والحق يقال بحق سراق صغار منهم من سرق علبة "كلينكس" أو معلبات غذائية أو أمسك متلبسا بأخذ "كارت موبايل" أو موظف مسكين تجرأ لمساواة الكبار وأخذ من مراجع (25000) الف دينار، صُير نجم الأعلام وأحدوثة الجماهير، ولعمري لم اسمع باعتقال كبير أو محاكمة أمير إنما المصائب تقع برأس الموظف الصغير والمواطن الفقير.
وهنا اتساءل هل يلغي المجلس الجديد دور لجان وهيئات النزاهة وديوان الرقابة والمفتش العام ليكون بديلا عنهم أو مسؤولا عليهم، أم هو مؤسسة جديدة تضيف عبئا جديدا على ميزانية الدولة، او هل يستطيع المجلس الأعلى مواجهة الحيتان الكبار، ومحاسبة المافيات التي تعمل في رابعة النهار ..
ضحك سوادي الناطور وقال: يـﮔولون أكو شقي من أشقيائية ذيـﭺ الايام يسموه "دولمه" من يتهزون عليه، وﭼان كلمن يـﮔله "دولمه" يدﭼـه بالخنجر ويبدي مصارينه، وﭼـانت الناس تخاف منه وتحسبله ألف حساب، ويوم من الايام التموا مجموعة من شباب المحلة واتفقوا بيناتهم أن يـﮔلوله دولمه لكن بالتقسيط ، فراحوا لـﮔهوة المحلة اللي يـﮔـعد بيها وﮔـعدوا ﮔباله وصاح واحد منهم"تمن" وصاح الثاني"بصل" وصاح الثالث لحم وصاح الرابع سلـﮔ وصاح الخامس ملح، والسادس صاح بهارات ، والشقاوة يسمع وساكت لمن خلصوا طلع الشقاوة خنجره من أحزامه وضرب الميز ﭼـلاق وﮔـاللهم أني أعرف كلشي كمل حتى تصير دولمه بس أريد أشوف يا رجال اللي راح يلفها!