كأس العالم بينها وبيننا تاريخ بعيد حتى صارت من الماضي العتيق جدا حيث نسيناها حد اليأس ولا يأس من رحمة الله، فيما بطولات آسيا لم تعد في متناول اليد بعد ان تطورت المنتخبات الأخرى فيما تراجعنا نحن عن خط الشروع كثيرا، لدرجة ستكون المنافسة في بطولة آسيا المقبلة شرسة بين انياب كروية جديدة لا يمكن ان تركن وتستقر على العمالقة الكبار المعتادين فايران واليابان والسعودية وكوريا الجنوبية وأستراليا لم تعد وحدها في الميدان هناك دئما زحف متألق جديد مثابر مصر على التطور المنهجي والتنافس الشريف وفقا لرؤية استراتيجية وتخطيط ووعي لا عشوائية ولا شخصانية ولا أمية فيه، أسه العلم وسدنته العلماء وأهل الاختصاص المعبئة بروح الوطن والبحث عن نتاجات وطنية جديدة ترفع من شأن المواطن والوطن بين جموع العالم الاخر قبل ان تكن لعبة هنا او هدف هناك .
الخروج من كأس العالم روتيني من بطولات آسيا متكرر من الاولمبياد متكرر بلا أوسمة برغم الفوارق البدنية الوضحة بين منتخباتنا الوطنية المشاركة تحت عنوان الأولمبي وبين شباب البلدان الأخرى التي تعمل وفق الأسس المنطقية المنهجية والتخطيط والعقلية الاستراتيجية .. لقد انكشف الغطاء وانفضح الأداء ولم يعد هناك حل إلا عبر الحل .. فالساكت عن الحق شيطان أخرس .. ومن لم يؤد دوره في تغيير المعادلة القائمة منذ خمس عشرة سنة لا يمكن ان يحمل حبا كرويا فضلا عن روح رياضية ..
الحلول الترقيعية والبحث عن كبش فداء جديد أمور ولّت، لم يعد العقل يقبلها ومن أخذ فرصته عليه ان يعترف بالخطأ ويتنحى جانبا لمن هم أجدر منه بالقيادة الكروية .. والقادرون على تصحيح المسار حقا .. المدرب اخطأ والتعاقد معه بهذه الطريقة كان خطأ والأمور تسير بأجواء الخطأ بل من خطأ الى آخر .. كل العلاجات وقتية ترقيعية توافقية مصلحية محاصصاتية للكرة العراقية، لم يعد هناك امل في تحقيق بطولة حقيقية بلا تزوير وبلا تلاعب فأجيالنا معطلة ومدربونا يبحثون عن مواهب متكاملين لا يجدون في الساحات فيضطر مدرب الناشئين او الشباب او الأولمبي اما الى البحث خارج العراق او إيجاد لاعب سبق له اللعب في الدوري الممتاز من اربع او خمس سنوات الأهم جوازه وعمره وهويته بلا تلاعب ولا تدخل ضمن نطاق التداول الإعلامي .. هكذا تدار رحى الكرة عندنا .
آن الأوان للتغيير من عملية الانتخابات التي نضمن من خلالها تأهيل العناصر القادرة على القيادة الى البحث عن مخططين لتنفيذ الخطط من خلال السكن والعمل والاستقرار في العراق وليس السفر الدائم الذي هو الهم الأول والأخير للبعض ممن يبحثون عن فوائد شخصية على حساب كرتنا العليلة التي دمرت وهدمت برغم تاريخها وانجازها وملاعبها ومواهبها وأموالها الكثيرة المبددة هنا وهناك .. فيما الكثير من أبنائنا اصبحوا خارج النص خارج السياق خارج العمل خارج المنظومة وان وجدوا لهم موقعا ما فهو مجرد رقم تكميلي لا يهشّون ولا ينشّون فيه مجرد عنوان لاستلام الراتب وذرّ الرماد في العيون .. كفى يا أهل الحكمة من بيتنا الكروي ... آن لنا التصحيح على طريقة شلع قلع .. فإنها الاصلح والأنجع ليس على المسميات والعناوين بل على المفاهيم والاسس والمعايير المحيطية المعشعشة التي بنيت عليها مؤسساتنا الكروية وان لنا ان نحطمها نقلعها من الأساس ونعيد البناء الأمثل من جديد .. ان الترقيع واسكات البعض بمصالح شخصية لم يعد يغطي على الفشل المتكرر ثم الى متى الترقيع وكل البطولات أصبحت محجوزة والتنافس عليها مشروع الا من قبل منتخباتنا التي أصبحت خارج المشروع ..

عرض مقالات: