لا تزال بعض القيادات السياسية تتصارع على المكاسب والامتيازات، فالبعض منها يصر على التشبث بالمناصب للحفاظ على مكاسبهم ومغانمهم، بل ويسعون بشكل محموم الى الحفاظ على مصالح أسيادهم، غير عابئين ببلد منحهم الجاه والسلطة.
الصراع اليوم واضح بين جبهتين، جبهة تنشد خير العراق وشعبه وتريد قرارا عراقيا وطنيا خالصا، وأخرى تعمل بإرادات خارجية تحقيقا لمصالح من أوصلوا العراق إلى ما هو عليه من تخلف ودمار، وتتجلى مظاهر الصراع في مساعي البعض للاستحواذ على الوزارات الأمنية وذلك لأهميتها الكبرى في تقرير مصير البلد وإيصاله إلى شاطئ الأمان.
ما يجري اليوم خلف الكواليس وفي الغرف المغلقة، لا يخفى على العراقيين، والسواد الأعظم من الناس يعرفون خلفيات الصراع وأسبابه ومن يقف وراءه، ويمكن أن نقرأ ما خلف السطور، وما بين الكلمات ، ومن ركام التصريحات يتجلى إن هذا الصراع صراع إرادات ومكاسب، لان وزارة الداخلية مثلا لها سلطتها على المنافذ الحدودية، حيث كشف رئيس هيئتها كاظم العقابي عن وجود مافيات فساد وعصابات خارجة عن القانون "مازالت تعبث بمنافذ البلد دون رادع ".وصرح لإحدى الإذاعات المحلية، بان "الهيئة وعلى الرغم من مساهمتها في الحد من الفساد وتخفيفه عند المنافذ، إلا انها لم تستطع القضاء عليه بالكامل كون ذلك يتطلب توفير جهد دولة لفرض سيادة القانون في تلك المنافذ" وقد نوه الى ان مشاكل المنافذ الحدودية تختلف حسب طبيعتها كمنافذ بحرية او برية او جوية.
وفي تصريح سابق آخر لنائب عن البصرة "عدي عواد" بيّن إن "هناك أحزاباً سياسية ومليشيات معروفة تسيطر على المنافذ الحدودية وتتقاسم إيراداتها وهي تقف وراء تهريب المخدرات ودخولها إلى العراق"، وبالمعنى إن وزارة الداخلية هي الجهة المعنية في ايقاف تجاوزات كهذه، ولها السهم الوافر بالسيطرة على المنافذ الحدودية، وستجعل الطريق سالكا لمن يروم محاربة الفساد أو أنمائه وتطويره، وهنا يظهر لنا سر التكالب المحموم على هذه الوزارة التي من أولوياتها حصر السلاح بيد الدولة وإيقاف النهب المنظم لمنافذ الدولة وإيقاف التلاعب والتهريب مما سيؤثر بشكل كبير على موارد القوى المستفيدة منها.
كان سوادي الناطور مطرقا برأسه فرفعه وقال: أشوف شغلتنه وجعانه ما ترهملها چاره، اذا واحد يجر بالطول أواحد يجر بالعرض، وكلمن منتچي على عمامه لو خواله، ويدورون على مصالحهم وناسين العراق وأهل العراق، وكلمن يكلك أيصير تغيير لا تصدك، لأن اليردوها تظل عالاولية طالت ايديهم ولعبوها بعقل لكن يبقى الامل بـ "سائرون" ولبس العواري ما يدوم!