يحتار المواطن العراقي في تفسير ظاهرة غريبة، لم تحدث في تاريخ العراق المعاصر او العراق قديما، اللهم الا في بلاد العم سام عندما كانت عبارة عن ولايات متصارعة تحكمها شريعة الغاب ، ومبدأ القوي يأكل الضعيف، والبقاء للأقوى، اذ كانت العصابات تتحكم بمقدرات المدن الامريكية، الى ان توحدت الولايات وخضعت للقانون.
ويبدو أن الاحتلال الأمريكي صدر الينا فلسفته القديمة في الفوضى بعد أن أضاف اليها الخلافة لتكون الأساس في أنهاء المرتكزات الاجتماعية والاخلاقية التي كان عليها العراقيون، فقد كان من العار والمعيب ان يوسم شخص او مجموعة بالفساد المالي، بل ان الفاسدين يعاملون باستهانة واحتقار ممن يعرفهم أو يطلع على حقيقتهم، ولا مكان لهم بين الناس الأسوياء، فيما انقلبت الآية هذه الايام وأصبح الفاسد والمرتشي من وجوه المجتمع وأعيان البلاد.
وما يخص ملفات الفساد في العراق فهي أكثر مما نستطيع بيانه بهذه العجالة، لكن ما ترشح قبل أيام عن وجود فساد كبير بمباركة قوى نافذة في سلطة القرار، يدفعنا للتساؤل عن الوعود بمحاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين، وماذا تنفع إذا كانت أبواب الهروب مفتوحة على مصاريعها في تهريبهم رغم قرارات القضاء العراقي.
وقد أوردت وكالات الانباء عن خبر هروب "حسين بركة الشامي" رئيس ديوان الوقف الشيعي السابق، الى خارج العراق، بتدخل مباشر من قبل مسؤول نافذ، رغم إن ديوان الوقف الشيعي سبق وتقدم بطلب رسمي الى وزارة الداخلية / شؤون الجوازات لمنعه من السفر خارج البلاد لصدور احكام قضائية تلزمه بأداء مبالغ مالية للديوان وإخلاء موقع عائد للوقف الشيعي". وان الشامي" قد منع من مغادرة مطار بغداد يوم 30-9- 2018 الا انه سمح له بالمغادرة بِعد ساعات وبتدخل جهات عليا متنفذة".
ونتساءل هل هناك قوة فوق سلطة القانون وإلى من تستند هذه القوة ومن يقف وراءها، وما هي طبيعة هذه القوة التي تتحكم بالقرار العراقي من وراء ستار.
ضحك سوادي الناطور وقال: ولكم ما صايره، حكومة أبطن حكومة، إذا الحكومة منعته من السفر اللي طلعه منو يا حكومة، وسالفتنه ما ترهم إلهه چاره إذا يظلون الفاسدين محصنين بـ"الحصانة النيابية" والحصانه الحزبية والحصانه الما أدري شني هيه، ولكم شنو مهروش وطاح بكروش ما تشبعون من الفلوس، وهذه بلع " أكاديمية العلوم العسكرية" وعين تضحك وعين تبچي ومحد كله عله عينك حاجب، واللي تفوتله بوكه أيسوي الثانية ومثل ما يكولون "اللي ما يخاف من العقاب يسيء الأدب" وچماله أله من يغطي عليه، وخلي نشوف حكومتنه الجديدة مثل الكبلها لو راح أتسوي شي!!!