كُتب في هذا العمود يوم 7 كانون الثاني 2015 تحت عنوان (عطال بطال) ما يلي: العجيب في امر بلادنا الحبيبة بلاد العجائب والغرائب ان درجة مستشار قبل سقوط النظام الدكتاتوري السابق كانت تمنح في كثير من الاحيان الى الحزبي حتى وان لم يكمل دراسته الجامعية تكريماً لخدماته الحزبية بكتابة التقارير عن زملائه في العمل وعن جيرانه بل وحتى عن اقرب اقربائه. وفي احيان اخرى تعطى درجة مستشار لشخص قد وصل الحد الاعلى للراتب في درجته الوظيفية، لتمكينه من الحصول على العلاوة والترفيع بغض النظر عن علمه وفهمه. وبعد سقوط النظام السابق عادت حليمة الى عادتها القديمة مع الاسف الشديد فجرى تعيين المئات من المستشارين لاسباب لا علاقة لها اطلاقاً بالخبرة والكفاءة ولم ينعكس عملهم على ارض الواقع في القضايا الحساسة التي تهم المواطنين وخاصة في القضايا الامنية والاقتصادية والصناعية والزراعية والتعليمية والثقافية وفي مجال توفير الخدمات كتوفير الطاقة الكهربائية وحل مشكلة البطالة والسكن.
يا سادة يا كرام في العالم المتحضر يلعب المستشارون دوراً رئيساً في اتخاذ اخطر القرارات لانه اختير فعلاً لخبرته الطويلة في مجال عمله ولكفاءته، لذكائه، لابداعه، لحرصه الشديد على المصلحة العامة. اما في بلادنا الحبيبة فان معظم المستشارين لا يملكون الحد الادنى من المواصفات التي تؤهلهم لتقديم الاستشارة مع الاسف الشديد حتى اصبحت قناعة عند المواطنين العراقيين بان من يحمل درجة مستشار هو في الحقيقة والواقع (عطال بطال) عمله الوحيد استنزاف اموال الدولة.
يا سادة يا كرام بلادنا تمر بازمة مالية خانقة وخطيرة لا بد من تقليص العدد الخرافي للمستشارين وخاصة في الرئاسات الثلاث وعدم تعيين المزيد لايقاف الهدر الهائل في الاموال وتعيين مستشارين حقيقيين وليس وهميين يمتلكون الكفاءة والخبرة والذكاء والابداع بعيداً عن المحاصصة المقيتة والمحسوبية والمنسوبية والعلاقات الحزبية والشخصية وهذا ما يأمله من الحكومة الجديدة كل احرار وشرفاء الشعب العراقي.
هذا ما جاء في هذا العمود بتاريخ 7 كانون الثاني 2015، ولكن وآه من ولكن، لم يقلص احد عدد المستشارين الوهميين ولم يعين احد مستشارين حقيقيين يمتلكون الكفاءة والخبرة والذكاء والابداع بعيداً عن المحاصصة المقيتة والمحسوبية والمنسوبية وبقينا بنفس الطاس ونفس الحمام ما ادى الى عدم حل اي مشكلة من المشاكل بل تحولت المشاكل الى أزمات والازمات الى كوارث ومع ذلك ما زالت بعض القوى السياسية لا تريد مغادرة مركب المحاصصة المقيتة حتى بعد خراب البصرة مع الاسف الشديد.

عرض مقالات: