كم كنا سعداء ونحن نشاهد مدربا عالميا محترفا يحضر في الملاعب العراقية من جديد بعد غياب لسنوات طويلة ، حيث فوجئ مشجعو مباراة النفط واربيل على ملعب الصناعة بدخول مدرب منتخبنا الوطني العراقي بكرة القدم السيد كاتنيش الى المقصورة بمعية المدرب المساعد احمد خلف والمدير الإداري باسل كوركيس وقد تابع الشوط الثاني من المباراة بعد ان حضر قبل ذاك مباراة القوة الجوية والصناعات الكهربائية على ملعب الكرخ ، في خطوات إيجابية ننتظر منها الكثير بضرورة حضور المدرب ومشاهدة ومتابعة الفرق واللاعبين لتكوين صورة جديدة بطرق وعيون احدث واكثر احترافية ومن ثم إمكانية اكتشاف مواهب جديدة لكرتنا التي نعدها برازيل اسيا ونعتقد بان أجيال كروية عديدة ظلمت خلال سنوات خلت  جراء ظروف خاصة ، منها التلاعب بالاعمار وسياسة التزوير، وعدم انتظام الدوري ودوري الفئات العمرية والرديف .. وغير ذلك الكثير مما يجعل من خطوة كاتنيش ضرورية ومشجعة وتبعث الامل لدى المواهب والجيل الجديد الذي ينظر الى متابعته من قبل مدرب اوربي عالمي كخطوة متقدمة محفزة  جدا  وخلاقة ومشجعة لاظهار المهارات وكل ما عنده ، لغرض الحصول على شرف فرصة تمثيل المنتخبات الوطنية التي ظلت عصية على أجيال سابقة وبهذا يكون حضور المدرب كاتنيش الى الملاعب العراقية بصورة تعد صحية وحديثة وهذا ما كنا نحرص ونؤكد عليه لغرض التخلص من تداعيات حصر المنتخبات بمجموعة واحدة من اللاعبين التي كان معمول بها وادت الى قتل عدد من الامال والتطلعات لدى جيل من اللاعبين.

للأسف ان الكثير من العقبات والأزمات تخلق في الواقع العراقي الجديد جراء غياب المراقبة والمحاسبة وضعف المركزية ، مما يعني ان الساحة مليئة بالمفاجآت هنا وهناك وكل يوم تظهر لنا قضية قد تؤثر على سير المنتخب وادءا المدرب الجديد الذي تنتظره الكثير من العقبات التي نحتاج من الاتحاد وبقية المؤسسات والزملاء الإعلاميين على ضرورة حلها ومساعدته للنهوض بواقعنا الكروي ليس فقط من اجل اختيار التشكيلة وخوض المباريات كما يعتقد البعض ، بل الأهم ان تكون له نظرة قريبة عن طريقة اداء الفرق والأندية والاتحاد وكيفية التعاطي مع الواقع العالمي  الكروي وإدارة الملف الكروي ، بما يتعلق بالجانب الفني بصورة تخدم كرتنا وتمني النفس بنهضة كروية تليق بتاريخنا وقدراتنا ومواهبنا وما ينتظرنا من بطولات مهمة ، ليس آخرها بطولة آسيا التي يتطلع اليها  الجمهور بلهفة ولا يقبل بغير الظهور المشرف وتحقيق انجاز ما للكرة العراقية .

نتمنى من الجميع ممن يريدون خير كرتنا ورياضتنا ان يكونوا عونا للمدرب السيد كاتنيش بمهمته الجديدة الصعبة وكذلك الاخوة في الاتحاد بضرورة المساعدة وتهدئة الأجواء وتطييبها وترطيب العلاقات الكروية العامة بين مؤسساتنا وانديتنا واعلامنا ونجومنا وجماهيرنا بما يضمن ويتيح فسحة الأجواء المساعدة على حسن الأداء وتحقيق المطلوب  بعيدا عن التشنج والتدافع المحموم الذي سيضر الجميع وخاصة كرتنا التي عانت اكثر مما ينبغي وآن لها ان تستقر والله ولي التوفيق ..

عرض مقالات: