البصرة تعيش اليوم كارثة صحية وبيئية لانعدام الخدمات واخرها الماء الغير صالح للشرب  من جراء ملوحته وتسممه ، مما ادى هذا بالكثير من ابناء البصرة دخول المستشفيات ، هذه المعاناة  والازمات التي تفتك بالبصريين خصوصا وبابناء الشعب عموما ، سببها نهج المحاصصة الطائفي القومي المقيت ،وما انتجه من مؤسسات تعتمد الفساد ونهب المال العام طريقا في ادارتها للدولة ، شخصتها القوى المدنية والديمقراطية ،مؤكدة ان الخروج من هذا الوضع المزري لابناء الشعب لايتم الا بتجاوز نهج المحاصصة المقيت وعبور الطائفية .

و جاءت نتائج الانتخابات منسجمة  ولو بشكل ليس حاسما ، لكنه يحمل رسائل بهذا الاتجاه ،ارعب الحيتان الكبيرة وافزعها ، وتشكل على ضوءذلك ( تيارا ) بعنوان ( تيار المقاطعة ) مثل صرخة استياء للجياع والمحرومين طيلة الخمسة عشر سنة بوجه المتنفذين والفاسدين ، يتجسد اليوم في التظاهرات والاحتجاجات الشعبية السلمية .

فالاحتجاجات التي بدأها المتظاهرون في البصرة وبقية مدن الوطن ، كانت منطلقاتها سلمية طرحت من خلالها مطاليب مشروعة وملحة ، وكانت رسائل المتظاهرين هي تنبيه المسؤولين وتحذيرهم في نفس الوقت ، لكن هذه المطاليب المشروعة لم تجد لها  صدى لدى هؤلاء المتنفذين ، بل استغفلوا المحتجين ، و انشغلوا بكيفية تشكيل كتلة كبيرة !! حتى وان كانت هذه الكتلة (لملمة) لبعض ممن لايستحق ان يمثل ابناء الوطن في مجلس النواب لاحقا ، لصفحته السوداء وموقفه المعادي للوطن في السابق!! ،لكن كان تشكيل الكتلة الاكبر !! همهم الاول والاخير !يقابله اهمال متعمد واغفال واضح لمطاليب ابناء البصرة المشروعة ،مما دعى ابناء البصرة الطيبين الى تصعيد تظاهراتهم واحتجاجاتهم لقناعتهم بان المتنفذين بعيدون عن معاناة الجماهير وهمومها ، علما ان القوى المخلصة  المعروفة بمواقفها الوطنية  وكذلك المرجعية ، قد اعلنت عن موقفها مع المطاليب المشروعة للمتظاهرين والاسراع بتلبيتها عمليا ،(بتشكيل خلية ازمة)  لان اغلب المطاليب هي محقة وواجب تنفيذها،و لانها  تمس بالصميم حاجات ابناء البصرة ،اماالتمادي في تجاهلها سيقود حتما الى مالا يحمد عقباه ، وهذا مانشاهده حيث سارت التظاهرات الى ابعاد اكثر اتساعا وتحديا ، خاصة اذا علمنا ان الغضب قد خيم على المشهد ولم يعد السيطرة عليه من قبل لجان التنسيق لللمتظاهرين  التي تلعب دائما دور الضابط لايقاع التظاهرات والاحتجاجات السلمية وتوجهها الى الاهداف الحقيقية التي تخرج من اجلها ، خاصة اذا علمنا ان هناك من الفاسدين مايجد في الاحتجاجات والتظاهرات( فضحا وكشفا) لفساده  ، لذلك يحاولون بشتى الوسائل والدسائس والخداع  حرف بوصلة التظاهرات السلمية واحداث منفذ في جدارها الصلب  ، ليستطيعوا من خلاله تنفيذ اجندتهم المعادية للمتظاهرين وحقوقهم المشروعة ، اي محاولة شق صفوف المتظاهرين لاضعافهم .لكن هذا الجدارللشباب المحتج المنتفض ظل عصيا عليهم ، فاستخدموا الرصاص الحي والغازات السامة لايقاف غضب الشباب المشروع ، مما ادى الى استشهاد كوكبة من الشباب الرائعين بناة المستقبل ، لتروي دماءهم الطاهرة تربة البصرة الفيحاء .

ان الحراك الشعبي السلمي وتظاهراته التي تصدى فيها للمتنفذين الفاسدين لم تكن وليدة اليوم بل كانت مستمرة ومنذ اكثر من ثلاث سنوات كان للتيار المدني الديمقراطي والقوى الديمقراطية والتقدمية والدينية الوطنية المتنورة دور فاعل فيها، مما قاد الى تشكيل لجان تنسيقية مشتركة ، اخذت على عاتقها تقريب وجهات هذه القوى الوطنية الديمقراطية ، لتخرج بمشروع وطني ديمقراطي يجسد مطاليب الكادحين والمهمشين والعاطلين عن العمل ، وتوفير الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء  والماء الصالح للشرب  وايجاد فرص عمل للعاطلين .والتي تسبب في وجودها وبروزها على هذا الشكل الكارثي  نهج المحاصصة وحيتانها التي تكرشت من خلال السحت الحرام .

ان المتظاهرين المحتجين السلميين بحاجة الى  وقفة فاحصة تستلزم اليقضةوالحذر، لان هناك قوى بوجوه( مستترة) لكنها معروفة تقف وراءها جهات فاسدة ، سواءا من قبل القوى الامنية او من بعض عصابات تنتمي الى ميليشيات  تريد احداث فوضى وارباك للوضع وخلط الاوراق وتعطيل تشكيل حكومة وطنية جديدة تاخذ على عاتقها  حل الازمات ومحاربة الفساد ووضع السلاح المنفلت بيد الدولة .

  ان ابناء البصرة المحتجين ضد الفساد ومن اجل تحقيق مطاليبهم المشروعة ، مدعوون الى التكاتف والوحدة اكثر وفرز المخلصين الملتصقين قلبا وقالبا مع حقوقهم ومعاناتهم  ، فأحزاب متنفذي السلطة قد شخُصت واشرت الجماهير المحتجة على مسؤوليتها في كل ماحصل ويحصل من تدهور في كل مناهي الحياة ، حتى وصل الى تهديد مباشر لحياة الانسان العراقي  والبصري خاصة ، يقابله  جهود مخلصة  لقوى واحزاب وطنية مخلصة ساندت ووقفت مع حقوق المتظاهرين  ولذلك اي اغفال لتجسيد وحدتكم  سيستغله الفاسدون وقوى الردة .

لذلك على شباب البصرة المتظاهرين من اجل تحقيق حقوقهم المشروعة الاستفادة من كل المخلصين من الشباب واستيعابهم في هبة تموز ،و من هنا يتم عزل المتربصين لركب الموجه الجماهيرية والساعين الى قطاف ثمارها في زعزعة الثقة بين المتظاهرين المحتجين .وعلى تنسيقيات التظاهرات الجماهيرية السلمية ان تفعٌل دورها في ضبط ايقاع اتجاه سير المتظاهرين نحو اهدافهم المشروعة فهم اصحاب حق ، وما عليهم الا سد الطريق على باعثي الاشاعات ورص صفوفهم ففي ذلك قوة.

عرض مقالات: