
مراجعة لكتاب
John Bellamy Foster (ed), Albert Einstein’s “Why Socialism?”: The Enduring Relevance of His Classic Essay
Monthly Review Press, New York, 2025. 104pp., $19.95 hb. ISBN 9781685900991
في العصر الحالي الذي تُستغل فيه الأيديولوجية المعادية للعلم، والتضليل، و"تدمير العقل" بشكل متزايد كعناصر أساسية في نزعة أوسع مناهضة للمادية، تُعزز الانتقال من الليبرالية الجديدة إلى الفاشية الجديدة استجابةً لأزمات الرأسمالية، يأتي كتاب ألبرت أينشتاين "لماذا الاشتراكية؟": الأهمية الدائمة لمقالته الكلاسيكية، في وقته المناسب. فهو يُبرز الروابط بين العلم والنضال من أجل العدالة، والحياة الكريمة ذات المعنى، والاستدامة البيئية للبشرية والكائنات الحية الأخرى.
يتألف الكتاب من مقدمة مطولة بقلم جون بيلامي فوستر John Bellamy Foster بعنوان "لماذا الاشتراكية عند أينشتاين؟" و"مقدمة تاريخية في مجلة مونثلي ريفيو"، ومقال ألبرت أينشتاين "لماذا الاشتراكية؟"، ومقال آخر بقلم جون ج. سيمون بعنوان "ألبرت أينشتاين، الراديكالي: لمحة سياسية" نُشر سابقًا في مجلة مونثلي ريفيو في مايو 2005. وبينما يُعتبر أينشتاين عالميًا أحد ألمع عقول القرن العشرين، فقد طُمست اشتراكيته عمدًا. يُسهم هذا الكتاب في تصحيح هذا الغموض، مُبينًا أنه كان اشتراكيًا طوال حياته، وأنه أعلن عن مفهومه الاشتراكي، واتخذ خطوات للدفاع عن الاشتراكية.
يقدّم الكتاب للقارئ عرضًا دقيقًا يبيّن أن الاشتراكية عمومًا، واشتراكية أينشتاين على وجه الخصوص، تنظر إلى العلاقة بين العقل والجسد mind and body، وبين الفرد والجماعة، وبين الإنسان وبقية الطبيعة بوصفها علاقات جدلية مترابطة. وتُظهر مقالات الكتاب مجتمعةً أنه، رغم تركّز عمل أينشتاين العلمي على مادية الكون ووحدة الطاقة والمادة بوصفها وحدة جدلية، فقد كان يدرك أيضًا العلاقات الجدلية التي تربط البشر، وعملهم الفردي والجماعي، وأنماط تفكيرهم، وبقية عناصر الطبيعة (وإن لم يستخدم هذه المصطلحات تحديدًا). كما تُبيّن المقالات بثراء أن أينشتاين كان يفهم العلم بوصفه كعملية متكاملة مع العلاقات الاجتماعية، لا كشيء مُجرّد منها.
في المقدمة، يقدم فوستر نبذة تاريخية عن إيمان آينشتاين بالاشتراكية وانخراطه فيها منذ عام 1911. وتُعدّ هذه المناقشة قيّمة في توضيح إمكانية وجود روابط إيجابية بين العلم والعلماء والدعوة إلى التغيير الاجتماعي التقدمي. ويضع فوستر هروب آينشتاين من ألمانيا النازية وهجرته إلى الولايات المتحدة في سياق "الخوف الأحمر" الذي ساد الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية (والذي استهدف، من بين أمور أخرى، التعليم العالي)، وانتشار معاداة السامية والعنصرية ضد السود، و"الفصل العنصري" القانوني (أي نظام الأبارتايد). ويُبيّن فوستر كيف رأى آينشتاين التعليم "مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بتقدّم القضية الاشتراكية" (18)، وأنه بينما كان منخرطًا في أبحاث علمية رائدة لا يفهمها إلا القليل، كان آينشتاين أيضًا منخرطًا بنشاط في جهود إتاحة فرص التعليم بشكل عادل للجميع، بما في ذلك الفئات المضطهدة التي استُبعدت تاريخيًا من هذه الفرص. من خلال تسليط الضوء على هذا، يوجه الكتاب رسالة قوية إلى العلماء، وبالتالي إلى جميع الباحثين، مفادها أن أدوارهم كعلماء وباحثين يمكن وينبغي أن تتجاوز إجراء أبحاثهم الخاصة.
يناقش فوستر مشاركة أينشتاين الفعّالة في تأسيس جامعة (برانديز Brandeis) التي كان يأمل أن يقودها أعضاء هيئة التدريس، وأن تشجع البحث العلمي المستقل، وأن تكون مفتوحة ومتاحة للجميع (بما في ذلك من خلال المنح الدراسية). ويستعرض فوستر أدوار اشتراكيين آخرين، من بينهم الخبير الاقتصادي والمؤسس المشارك لمجلة "مونثلي ريفيو"، بول إم. سويزي، في محاولتهم إنشاء مثل هذه المؤسسة التعليمية، والقيود التي فرضها على هذه الجهود المدراء التنفيذيون في مجالس الإدارة الذين كانوا يدعمون أو يستجيبون للمكارثية في ذلك الوقت. ويُظهر هذا النقاش بوضوح أن "إبداع أينشتاين كعالم ونزعته العالمية لم ينفصلا قط عن التزامه بمجتمع أكثر مساواة." (15). علاوة على ذلك، فإن هذه المناقشة بمثابة تذكير قوي وفي الوقت المناسب بأن الصراعات حول المحتوى التعليمي وإمكانية الوصول إليه، وحول تركيز ونتائج البحث، والتي تمثل محورًا رئيسيًا لمحاولات "الدمج" (Gleichschaltung) في الولايات المتحدة في ظل نظام ترامب وفي أماكن أخرى في ظل أنظمة فاشية جديدة متزايدة، وبالتالي أيضًا الجهود التقدمية لمواجهة ذلك، لها تاريخ طويل، وأن العلماء والباحثين ما زالوا يضطلعون بأدوار مهمة في النضال من أجل الاشتراكية.
بعد تلخيص مقال أينشتاين واعتماده على مفكرين من بينهم كارل ماركس وثورستين ﭭيبلن Thorstein Veblen، ينخرط فوستر بإيجاز وفاعلية في مناقشة الأدبيات المنشورة التي تجاهلت أو قلّلت من شأن اشتراكية أينشتاين أو أنكرتها تمامًا. ويركّز جانبًا كبيرًا من نقده على مجموعة المقالات أينشتاين والسلام التي حرّرها ديفيد إي. روو وروبرت شولمان David E. Rowe and Robert Shulman، والتي يصفها – على نحو دقيق – بأنها تسعى بشكل مضلِّل إلى "تحويل أينشتاين من اشتراكي إلى ليبرالي." (ص 38). ويُظهر فوستر بشكل مقنع ضعف محاولات روو وشولمان (ومن يُفهم ضمناً آخرون) لإعادة تقديم أينشتاين بوصفه ليبراليًا تقليديًا و"فيلسوفًا أخلاقيًا ساذجًا،" ولتخفيف حدّة نقده للرأسمالية عبر ما يصفانه بـ«إعادة السياق الملائمة." (38-40).
يُبيّن فوستر أن رو وشولمان، مع إشادتهما بجهود أينشتاين في مكافحة معاداة السامية، يُقلّلان من شأن جهوده في مواجهة العنصرية ضد السود، ودعم الناشطين الاشتراكيين السود. فهما لا يناقشان، على سبيل المثل، أن عرض أينشتاين الإدلاء بشهادته في محاكمة دبليو إي بي دو بوي W.E.B. DuBois عام 1951 بتهمة الدعوة إلى حظر كامل للأسلحة النووية قد ساهم في إسقاط القضية ضد دي بوي. ويشير فوستر إلى أن كتاب أينشتاين والسلام لم يُسلّط الضوء على مقال أينشتاين الموجز ولكن المهم الذي نُشر عام 1932 في مجلة دو بوي "الأزمة" The Crisis. في ذلك المقال، انتقد أينشتاين العنصرية في الولايات المتحدة وكيف دفعت هذه العنصرية العديد من المضطهدين إلى اعتبار أنفسهم "أدنى"، مما يعكس ما يُمكن تسميته اليوم بالوصم الداخلي internalized stigma. توضح هذه المناقشة بشكل فعال للغاية الطرق التي يخدم بها بعض الباحثين، سواء عن قصد أو من خلال استيعابهم للطبقة أو العرق أو غيرها من العوامل التي تعيق رؤيتهم، مصالح رأس المال من خلال محو جوانب من التاريخ والمساهمات والأعمال العلمية للاشتراكيين.
يُشير فوستر إلى أن آينشتاين، بدلاً من كتابة مقالٍ يُفسّر فيه أسباب اعتناقه الاشتراكية، قدّم تبريراً عاماً للاشتراكية. يتناول آينشتاين في مقاله الجوانب الجوهرية للاشتراكية بأسلوبٍ دقيقٍ ومُقنع. فهو يُناقش بإيجاز الدور المحوري للعنف في التراكم الأولي (دون استخدام هذا المصطلح أو التسمية المُضللة "التراكم البدائي"). في مقاله، تبنّى آينشتاين نبرة العقلانية الهادئة، فكتب ربما ليس للاشتراكيين المُقتنعين أو الباحثين الماركسيين، بل للآخرين الذين قد يكونون أقل اقتناعاً أو وعياً. يُصنّف فوستر مقال آينشتاين ببراعةٍ لا كسيرةٍ ذاتية ولا كاستكشافٍ لآفاقٍ جديدة في الدراسات الماركسية، بل كـ"حجةٍ موضوعيةٍ واضحة لاختيار المسار الاشتراكي." (33) مُؤطّرةً على مستوىً عالٍ من التجريد. من خلال هذا التوصيف، يُجسّد فوستر جوهر مقال آينشتاين وقيمته الأساسية. علاوة على ذلك، يشير فوستر بشكل مناسب إلى أن المقال "اتخذ طابعًا علميًا" (29)، وهي نقطة مهمة تؤكد مرة أخرى على إمكانية مساهمة العقل العلمي، والتواصل الواضح من قبل العلماء، بشكل فعال في النضال من أجل عالم عادل ومنصف وذي معنى.
يوظف أينشتاين ببراعة مفهوم ﭭيبلين عن "المرحلة الافتراسية" predatory phase للتطور البشري ليؤكد على جوهر الرأسمالية الاستغلالي، ويقوّض فكرة أزلية الرأسمالية، ويسلط الضوء على عجز "العلم الاقتصادي" الرأسمالي عن توجيه أو التحرك نحو تنمية بشرية أكثر ثراءً. وينفي أينشتاين أن العلم وحده قادر على أن يشكل الطريق إلى الأمام، قائلاً: "لا يستطيع العلم... أن يخلق غايات، فضلاً عن غرسها في البشر؛ بل إن العلم، في أحسن الأحوال، لا يستطيع إلا توفير الوسائل اللازمة لتحقيق غايات معينة." (52) وقد دعا أينشتاين إلى إشراك غير المتخصصين في صنع القرار المجتمعي، مؤيداً عملية تشاركية غير نخبوية، تنطلق من القاعدة إلى القمة. ومرة أخرى، وبأسلوب تحليلي واضح يتيح الوصول إلى جمهور واسع، يقدّم أينشتاين حجّة رصينة لدورٍ للعلم في النضال الاشتراكي، دورٍ يتجنب الوقوع بين قطبي "سيلّا وكاريبديس[1] Scylla and Charybdis المتمثلين، من جهة، في النخبوية العلمية والتصوّرات الأحادية التي تُعلي من شأن الحلول التكنولوجية لمشكلات ذات منشأ اجتماعي (ومنها التدمير البيئي الملازم للرأسمالية)، ومن جهة أخرى، في النزعات اللاعقلانية والاتجاهات اللامادية التي ترفض العلم والعقلانية رفضًا مطلقًا.
تتناول مقالة سيمون معارضة أينشتاين لمنح ألمانيا اعتمادات مالية لدعم دخولها الحرب العالمية الأولى. فقد رفض أينشتاين (على عكس العديد من العلماء الآخرين) التوقيع على بيان موجه إلى العالم المتحضر[2] الذي اعتمد على خطاب عنصري وقومي عرقي وشبه فاشي لتبرير النزعة العسكرية الألمانية، وانضم بدلاً من ذلك إلى ثلاثة علماء آخرين فقط في التوقيع على بيان بديل يعارض الحرب. يوضح سيمون أن موقف أينشتاين لم يكن موقف الليبرالية السائدة، ولا حتى موقف الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، بل كان في الواقع أقرب إلى موقف روزا لوكسمبورغ وفلاديمير لينين.
يناقش كل من فوستر وسيمون بإيجاز كيف دعم أينشتاين بنشاط النضالات من أجل تعليم مجاني وإنساني وتقدمي. ويشير كلاهما إلى أن أينشتاين، إلى جانب عمله في التدريس الجامعي، قدّم أيضًا دروسًا مجانية في الفيزياء بعد ساعات الدوام في مدرسة العمال الماركسية في برلين في ثلاثينيات القرن العشرين. ويروي سيمون كيف رفض أينشتاين رفضًا قاطعًا قبول شهادات الدكتوراه الفخرية، باستثناء واحدة من جامعة ذات تاريخ عريق في خدمة المجتمع الأسود. وقد أدان خطاب قبول أينشتاين لهذه الشهادة العنصرية الأمريكية التي "تقتصر فيها المساواة والكرامة الإنسانية على ذوي البشرة البيضاء" (72). ويشير سيمون إلى أن هذا الخطاب قوبل بتجاهل معظم وسائل الإعلام، مما يُظهر بوضوح كيف يتم غالبًا طمس الاشتراكية ومناهضة العنصرية لدى العلماء وغيرهم من قِبل وسائل الإعلام النخبوية خدمةً لرأس المال.
تُبرز مقالة سايمون التزام أينشتاين العميق، شأنه شأن عدد من علماء اليسار الآخرين، بالتعليم الجماهيري للعلوم كأداة لمكافحة الغموض والعلوم الزائفة الغامضة، التي كانت تُستخدم آنذاك — ولا تزال تُستخدم اليوم — في خدمة ردود الفعل السياسية والاجتماعية (80). ويُعدّ التركيز الذي تُوليه هذه المقالات لدور العلم والتعليم العلمي بالغ الأهمية الآن، في ظل سعي قوى الفاشية الجديدة لتقويض العقلانية من خلال تقليص تمويل البحوث، والسيطرة على المناهج الدراسية، والترويج لأشكال مختلفة من اللاعقلانية.
تُبرز المقالات في هذا الكتاب تواضع آينشتاين العميق، ومناهضته للعنصرية، والتزامه بالاشتراكية. يروي مقال سيمون لقاءً جمع آينشتاين بالمغني والممثل والناشط الاشتراكي بول روبسون. عندما علّق أحد مرافقي روبسون على اللقاء قائلاً إنه لشرفٌ عظيمٌ أن يكون المرء بصحبة رجلٍ عظيم، أجاب آينشتاين: "لكن أنتم من أحضرتم هذا الرجل العظيم." (79) من خلال تسليط الضوء على هذا اللقاء المؤثر، يُشير الكتاب بأسلوبٍ غير مباشر إلى أن إنجازات العلماء تستحق، ربما، نفس القدر من الاحترام، ولكن بالتأكيد ليس أكثر، من مساهمات أولئك الذين يعملون بشكلٍ بنّاء في مجالاتٍ أخرى.
بالطبع، ثمة أسئلة أخلاقية جوهرية حول العلم، وتطبيقاته في الإنتاج الرأسمالي والعسكري (مثل تطوير الأسلحة النووية)، وتزامن التفجيرات النووية مع بداية عصر الأنثروبوسين[3] Anthropocene، وهي أسئلة بالغة الأهمية لم يتناولها هذا الكتاب الموجز بعمق. كما لم يتطرق الكتاب إلى الروابط الفلسفية والتاريخية بين فيزياء أينشتاين وكتابات إرنست ماخ Ernest Mach [1838-1916]، وألكسندر بوغدانوف [1873-1928]، وفلاديمير لينين. ومن الاعتبارات الأخرى المتعلقة بجدلية العلم، نقد كريستوفر كودويل Christopher Caudwell لفيزياء[4] أينشتاين باعتبارها لا تزال برجوازية وآلية، وربما لا تُركز على تحول إبيقور[5] Epicurus’s swerve. مع ذلك، فقد نوقشت هذه القضايا باستفاضة في مواضع أخرى لهيلينا شيهان[6] Helena Sheehan وآخرين. كان من شأن التعمق في هذه القضايا أن يُضيف قيمة للباحثين، ولكنه كان سيُضعف هدف أينشتاين المتمثل في إيصال أهمية الحركة نحو الاشتراكية إلى جمهور واسع بإيجاز، وهو الهدف الذي يُركز عليه هذا الكتاب بفعالية كبيرة.
بوجه عام، يُوضح هذا الكتاب أن أينشتاين كان يمتلك تصورًا بالغ الاتساع مكّنه، من جهة، من البرهنة على الوحدة الجدلية بين المادة والطاقة (وهي جدلية طبيعية مستقلة عن الفعل البشري)، ومن جهة أخرى، من فهم الوحدة الجدلية بين العلوم "الطبيعية" والعلوم الاجتماعية والعمل بمقتضاها، بوصفها تتجسّد — عبر الفعل البشري والاحتمالات التاريخية — في أنظمة الإنتاج والعلاقات الاجتماعية وعمليات التبادل الأيضي الاجتماعي social metabolism مع الطبيعة.
في عصرنا الحالي، تُشكل مقالة أينشتاين، واتساع نطاق عمله الشامل، والمقالات الواردة في هذا الكتاب المقنع، دعوة قوية لكل من أصوات العلماء، وللعلم والأدلة والعقل، باعتبارها أوزاناً مضادة حيوية ومكونات أساسية لجبهة موحدة في مواجهة صعود الفاشية الجديدة وتدمير العقل، ودعماً للحاجة الأساسية للانتقال إلى الاشتراكية.
* ديفيد سي. ﭘيرلمان طبيب وباحث في مدينة نيويورك. درس في كلية ألبرت أينشتاين للطب، وهي المؤسسة التعليمية العليا الوحيدة التي سُميت باسم أينشتاين. يعمل على توفير الرعاية الصحية والوقاية للمجتمعات المهمشة، وهو عضو في منظمة "الدفاع عن الصحة العامة". (
David C. Perlman is a physician-scientist in New York City. He attended the Albert Einstein College of Medicine, the only higher educational institution to which Einstein lent his name. He works to bring health care and prevention to oppressed communities and is member of Defend Public Health. (
نشرت المراجعة في الأصل على موقع مجلة ماركس والفلسفة بتاريخ 8 ديسمبر 2025.
يمكن قراءة النص الإنجليزي بالنقر على أحد هذين الرابطين:
https://marxandphilosophy.org.uk/reviewer/20971_david-c-perlman/
جميع الهوامش من وضع المترجم.
[1] سيلّا وكاريبديس شخصيتان من الأساطير الإغريقية، وردتا في الأوديسة لهوميروس: سيلّا (Scylla): وحش بحري بستة رؤوس، يلتهم البحّارة من السفن المارّة قربه. كاريبديس (Charybdis): دوّامة بحرية هائلة تبتلع السفن بأكملها. كان على السفن أن تمرّ بينهما في مضيق ضيّق، بحيث إن الابتعاد عن أحد الخطرين يعني الاقتراب من الآخر. (منقول)
[2] دعا هذا البيان إلى رفض القومية المتطرفة، إدانة الحرب بوصفها فعلًا غير عقلاني وغير أخلاقي، التأكيد على وحدة المصير الأوروبي، الدفاع عن التعاون الثقافي والعلمي بين الشعوب، رفض تصوير الحرب كصراع بين "حضارة" و"بربرية". لقد كان البيان محاولة جريئة لكسر الإجماع القومي، لكنه لم يلقَ سوى عدد ضئيل جدًا من التوقيعات بسبب الضغط السياسي والاجتماعي الهائل. ويعد هذا البيان من أول المواقف العلنية المناهضة للحرب العالمية الأولى داخل ألمانيا، ويكشف عن شجاعة أخلاقية في لحظة كان فيها الاعتراض يُعد خيانة، ويوضح جذور نزعة أينشتاين السلمية والإنسانية التي ستتطور لاحقًا، كما يمثل بداية تشكّل تيار المثقفين المناهضين للعسكرة في أوروبا. (منقول)
[3] عصر الأنثروبوسين هو مفهوم علمي‑فلسفي يشير إلى حقبة جيولوجية جديدة يكون فيها الإنسان — وليس القوى الطبيعية وحدها — هو العامل الرئيسي في تغيير كوكب الأرض على مستوى جيولوجي ومناخي وبيئي. الفكرة بسيطة في ظاهرها، لكنها عميقة في دلالاتها، فقد أصبح تأثير البشر على الأرض قوة جيولوجية تضاهي البراكين، والزلازل، والدورات المناخية الكبرى. وتقترن بداية هذا العصر الجيولوجي بالثورة الصناعية في أواسط القرن الثامن عشر. (منقول)
[4] Christopher Caudwell, The Crisis in Physics (Verso, 2017). First published in 1939.
[5] الانحراف عند أبيقور: يكسر الحتمية الميكانيكية، يفتح المجال لوجود الحرية البشرية، يقدّم تفسيرًا لكيفية نشوء الفعل الإرادي في عالم مادي. وقد أصبح لاحقًا موضوعًا لنقاشات فلسفية حول الاحتمال، السببية، والحرية.
ناقش مارك أفكار ابيقور في اطرحته للدكتوراه (1841). قراءة ماركس للانحراف عند أبيقور أنه ليس مجرد حركة فيزيائية، بل تعبير عن استقلال الذرّة، ورفض للحتمية الميكانيكية، وأساس رمزي لفكرة الحرية. وهذا ما جعل ماركس يعتبر أبيقور أكثر تحررًا وفلسفية من ديموقريطس.
في كتابه Breaking the Bonds of Fate: Epicurus and Marx (Monthly Review Press, 2025)يشرح John Bellamy Foster أن ماركس لم يدرس أبيقور عرضًا، بل استوعب من خلاله الأساس الفلسفي الذي مكّنه من كسر الحتمية







