قبل عدة سنوات وبالتحديد في 2016 كان الشيخ جلال الدين الصغير، بعد اهتمام قل مثيله، مهموما بشأن مصير المواطن العراقي، وكان يسعى بكل ما وفرت له قدراته الفكرية والذهنية وتنبؤاته وقراءته للواقع والمستقبل، لكي يستخلص حلا أو ربما حلولا تجنبه  (المواطن العراقي) أزمات قاسية، كانت تترائ له بوضوح، ارتباطا بتلك القدرات والتنبؤات طبعا.

فبعد هذا الجهد الذي امتد لعدة سنوات مضنية وعديدة ومتواصلة والحمد لله، توصل الشيخ الفاضل إلى نتيجة مبهرة، أفصح عنها أمام جمع من الناس من خيرة أتباعه. مفادها إن شراء النستلة وتناولها ليس ضروريا للمواطنين العراقيين، وذلك بقوله يا أخوان تستطيعون صرف 30 أو 40 ألفا من 100 ألف والأحتفاظ بالباقي، مؤكدا أن النستلة غير ضرورية. نعم النستلة التي أحدى مكوناتها الأساسية هي الشكولادا، فبالرغم من إنها لذيدة ومذاقها لا يقاوم، فإن تناولها والإكثار منها قد يعرض المواطن لمشاكل صحية، وتوصل الشيخ إلى أن أضرار الشوكولادا وخاصة تلك تصنع على شكل النساتل، متعددة وكثيرة لاحتواء بعض أنواعها على مستويات عالية من السكر والدهون، ومواد أخرى يمكنها التأثير على الصحة، ولاشك إن الشيخ استطاع التوصل إلى أن الشوكولادا تؤدي إلى زيادة الوزن والتأثير على العظام وتحفيز الحساسية ونوبات الصداع النصفي والتسمم بالمعادن الثقيلة ومشاكل الولادة والعدوى بالبكتيريا ومشاكل في الهضم وحرقة المعدة وألخ .

هذا يعني إن الشيخ الفاضل كان يعرف تمام المعرفة إن النستلة اللعينة تسبب كل هذه الأمراض الخبيثة والبغيضة، وحرصا منه على صحة مواطني العراق، فإنه دعا مخلصا إلى عدم تناولها، عندما قال إنها غير ضرورية .

لم تتوقف تنبؤات الشيخ الصغير في ذلك اليوم التاريخي عند هذا الحد، بل أشار بوضوح إلى إن الـ 60 ألف أو الـ 70 ألف دينار المتبقية بعد الاستغناء عن تناول النستلة العدوة. ستساعد المواطن العراقي عند حدوث الأزمات التي لابد أن تحدث يوما ما، وهذا التنبأ هو الآخر بدأ يتحقق و يظهر في الواقع وخصوصا في إقليم كوردستان، الذي لا يحصل مواطنوه على رواتبهم إلا كل 90 يوما أو ربما أكثر، وما يدور من حديث صاخب، خلال هذه الأيام الأخيرة من إمكانية تعرض العراق إلى أزمة سياسية غير مسبوقة قد تؤدي إلى حرمان بقية العراقيين من رواتبهم، وهنا كانت تكمن حكمة ودراية الشيخ الصغير، والتصاقه بهموم الجماهير المعذبة وتطلعاتها.

الشيخ الصغير في نفس المحاضرة أمام أتباعه كان يتحدث عن الأزمات، وقدم معالجات ثورية لغالبيتها، ولكنه حذر مواطنو العراق من رفع شعارات زائفة، وأهمية الترفع عنها وأستهزأ بضحالتها وعدم واقعيتها، عندما أشار إلى أن هناك من يسعى إلى دعوة الناس لرفع شعارات بإسقاط الرئيس السابق والرئيس الحالي والرئيس القادم، أهها إذن وصل الشيخ، فقد كان يتنبأ بكل وضوح إلى تبوأ شخصية حريصة مثله تماما على العراق ومصالح العراقيين، لاشائبة له وعليه لرئاسة الجمهورية، وهذا ماتحقق أخيرا عند مجيئ الشخصية الفكرية الفذة عبد اللطيف رشيد كرئيس لجمهوريتنا، وهو أيضا ومن منطلق الشيخ الصغير صار يتحدث وينبش في مشاكل الناس والأزمة التي تحيط بالعراق وكيفية معالجتها، ولكن هذه المرة ركز على أزمة المياة ، نعم هذه الأزمة العميقة التي كنا نجهل أسبابها الحقيقية.

ففي هذا السياق لم يتوقف السيد الرئيس، عند الأسباب التافهة المتعلقة بتلك الأزمة ولا عند أضرارها ولم يرغب في أبراز دورها في ذلك الشأن، مثل انخفاظ منسوب المياة الواصلة إلى العراق في مجرى نهري دجلة والفرات، وقلة جودتها وتأثيراتها على صحة المواطن العراقي وكذلك على البيئة العراقية، والجفاف الذي يصيب العراق في العادة، وانخفاض السعة التخزينية لسدود العراق وإهمال البحث في الحلول والمعالجات، مثل أنشاء خزانات المياه في جوف الأرض للأستفادة من مياه الأمطار وخزنها، أعتبرها كلها أسباب ثانوية ولا تؤثر كثيرا في شحة المياه، ولكنه بعد تأني وتفكير عميقين توصلت سيادته إلى سبب جوهري وهو (الحنفية) التي وصلت حتى إلى غرفة نوم المواطن العراقي، فحمله مسؤولية ذلك بسبب تماديه في ربط أو تركيب المزيد من الحنفيات، التي أثرت وتؤثر بشكل مخيف على خفض مستوى منسوب المياه بسبب الإسراف المتزايد والغير ضروري لها، الأمر الذي يؤدي إلى تقليص المساحات الخضراء وهذه بدورها تؤدي إلى استفحال الأمراض بين الأفراد وفي وسط البيئة أيضا، وفي الوقع هذه سابقة خطيرة لم يرتكبها أي مواطن على مستوى كل العالم، حتى الذين يسكنون في قلب البحار، أو ربما حتى الأسماك نفسها.

إذن أيها المواطنون العراقيون، بودي هنا أن أذكركم، بمدى حرص المسؤولين العراقيين على مستقبلكم المياهي والصحي النستلاوي، ولعل أهم الشخصيات البارزة في هذا المجال هم السيدين الصغير وسيادة رئيس جمهوريتنا، الذين أثبتا وبجدارة وعلى مستوى نظريتي النستلة والحنفية حجم الخدمات التي يقدمانها لكم .            

عرض مقالات: