النقابي ناصر عبود
النقابي أبو خالد (1921- 20 تموز 2015) ولد في محافظة البصرة في عائلة فلاحية تعمل في منطقة جبيلة قرب المسفن البحري.. دخل المدرسة في سن متأخر.. وبسبب الظروف الاقتصادية لم يكمل الثانوية حيث تركها لسد رمق العيش. ومن خلال عمله شاهد الظروف القاسية التي يعيشها مع زملائه في العمل اضافة إلى اطلاعه على احوال العمال في الميناء جعله يتصدى للعمل النقابي وقيادة الجماهير من خلال الاضرابات المتعددة من اجل تحسين تلك الاوضاع.
عندما عمل في الموانئ عام 1942 نشط نقابيا في محطة كهرباء جبيلة وهي المحطة الوحيدة التي تغذي مدينة البصرة بالكهرباء، ويذكر النقابي ابو خالد كنا نعمل على توعية العمال بحقوقهم واهدافنا، ولكننا كنا نلاقي صعوبة في ايصال المعلومات إلى زملاءنا في العمل بسبب امية غالبيتهم.
حضور الشاعر السياب
في عام 1948 تم تحشيد جميع عمال الموانئ وحضر إلى مكان الأضراب الشاعر بدر السياب مؤازرا العمال المضربين حيث ألقى قصيدة حماسيه أسماها (سل الميناء) حيث حُمل السياب على الاكتاف وهو يقرأ القصيدة التي تشيد بالعمال المضربين ومشروعية مطالبهم العادلة. وقد وافق المدير الانكليزي (هاريسون) على جميع المطالب وكانت 14 مطلبا لعمال الفاو وعمال بواخر الحفر ومطالب ميناء المعقل والموافقة على زيادة الراتب 50 فلسا لكل عامل.
وحوله عمله السياسي يقول ابو خالد" بعد ان سجنت أكثر من مرة بسبب نشاطي النقابي ورحلت إلى سجن الكوت التقيت بالرفيق الخالد فهد وقادة الحزب الاخرين وشكلنا حلقة من العمال يقودها الرفيق ويتحدث فيها عن الاوضاع الاقتصادية والفكرية والثقافية والفلسفية.. الخ. وبعد إعدام قادة الحزب اصبحت الظروف السياسية صعبة". في ايلول عام 1956 حضر الكونفرنس الثاني للحزب وأصبح سكرتير الحزب الشهيد سلام عادل وزادت لقاءته معه ومع حميد عثمان وكريم أحمد وقادة آخرين.
رسالة من البرزاني إلى الزعيم
ويروي في حادثة مهمة: كنت في موسكو لإجراء عملية جراحية وفي طريق العودة عن طريق براغ، التقيت الرفيق خالد بكداش قائد الحزب الشيوعي السوري الذي سألني عن موعد عودتي إلى بغداد؟ فأجبته صباح غد، حينها أخبرني بان الملا مصطفى البرزاني لديه رسالة إلى عبد الكريم قاسم ما هو رأيك في ايصالها اليه؟ فقلت نعم لا يوجد مانع. وأخبر خالد بكداش الملا مصطفى بوجود رفيق عراقي سيحمل رسالتك إلى الزعيم. المهم التقينا وتعارفنا وطلب مني تسليم الرسالة. وعند عودتي التقيت الشهيد سلام عادل وأخبرته بالموضوع، وقال بسيطة جدا لدينا من يوصلها اليوم إلى الزعيم. وفعلا ليلا اذيع خبر موافقة الحكومة على عودة الملا مصطفى البرزاني إلى وطنه العراق. وبعد فترة جاء الملا إلى العراق عن طريق البصرة ووصل بغداد وسكن في فندق في شارع الرشيد وبعد يومين زرته بصحبة الشهيد سلام عادل ثم تم تخصيص بيت نوري السعيد مقرا للبارزاني وانتقل للسكن اليه.
النقابي قادر رشيد عبد الرحمن
( 1929- 13/1/ 2014 ) ولد في مدينة السليمانية. من المؤسسين لنقابة السواق في السليمانية في عام 1953 وانتخب في اجتماعها رئيسا لها.
في عام 1959 أصبح رئيسا لاتحاد النقابات في السليمانية وشارك في لقاءات مندوبي الاتحاد العالمي لنقابات العمال في بلغاريا. حصل على منحه للدارسة في المجال النقابي في المانيا الديمقراطية 1962. وهناك اطلع على تاريخ الطبقة العاملة العالمية، إضافة إلى الاطلاع على قوانين العمل والأنظمة الداخلية وكيفية التعامل معها وعكس تلك القوانين في المجال المهني والنقابي في بلدانهم.
وعندما عاد للوطن عمل بنشاط مع زملائه العمال النقابيين من أجل الدفاع عن مصالحهم وتحسين ظروف معيشتهم الاقتصادية من خلال تحسين الأجور وكذلك من أجل وحدة الطبقة العاملة والنضال الوطني والطبقي وتوفير أفضل الظروف لحياة العمال.
في الجانب السياسي، انتمى للحزب الشيوعي العراقي عام 1947 وعمل في مجالات التنظيم في بغداد والسليمانية. اعتقل في عام 1948 لمشاركته في إضراب تنقيح التبغ في السليمانية كما اعتقل مرتين أخريين بحجة مشاركته في تدبير آلة الطابعة للحزب. أصبح عضوا في لجنة اقليم كردستان للحزب. وقف ضد انشقاق جماعة عزيز الحاج عام 1967 واستطاع حماية مطبعة الحزب كي لا تقع في يد المنشقين. تولى ادارة مقر الحزب في بغداد.
بين عامي 1979 و1980 قام بنقل الأسلحة والاعتدة والرفاق العائدين من الخارج إلى كردستان عن طريق الشريط الحدودي بين العراق وتركيا للمساهمة في الكفاح المسلح الذي أعلنه الحزب على النظام الدكتاتوري مع بقية الاحزاب الكردية. وقع في أسر مسلحي الاتحاد الوطني في بشتاشان أيار عام 1983.
توفي قادر رشيد (ابو شوان) في أحد مستشفيات ستوكهولم في السويد.
المصادر
طريق الشعب العدد 236 26 تموز 2015 عن مجلة الغد البصرية 17 ايلول 2011
قادر رشيد - كتاب بشتاشان بين الالام والصمت دار فيشون ميديا السويد 2008
الصفحات الالكترونية