النقابي (محسن ملا علي)
ولد بمدينة البصرة في 1/ 7/ 1930وهو أخ المناضل والشخصية الشيوعية المعروفة (سلطان ملا علي). منذ صباه كان ملتصقا بالحركة العمالية في مدينته البصرة وكان مولعا بتأسيس نقابات عمالية قادرة على النهوض بالواقع المتردي لحياة الآلاف من أبنائها ولرص صفوفهم لمواجهة حكومات الحكم الملكي من أجل بناء غد عراقي وطني مشرق. إلا أن الحكومات كانت تقف بخندق المعاداة لدور هذه الطبقة في البناء والرقي والعيش برفاهية ولو بالشيء البسيط حيث بدأ الحس الوطني لديه يتفاعل مع الاحداث اليومية. وكانت وثبة كانون 1948 حافزاً آخر له للانضمام إلى حزب (التحرر الوطني) واجهة الحزب الشيوعي العراقي لكون الاخير غير مجاز للعمل ولرغبته الشديدة بالانتماء إلى الحزب الشيوعي العراقي ولما يتمتع به وعائلته وأخوه الاكبر (حسين ملا علي) الذي انتمى إلى حزب الشعب سنة 1945. شارك في أغلب التظاهرات التي يقودها الحزب الشيوعي العراقي من أجل الخلاص من الحكم الملكي والقضاء على الرجعية والمطالبة بالحريات والتنظيم النقابي وتحسين أجور العمال كما شارك في التظاهرة التي كانت تنادي باطلاق سراح قيادة الحزب الشيوعي العراقي (فهد وصارم وحازم) الذين تم اعتقالهم سنة 1947 وقد تصدت الشرطة لهذه التظاهرة. سنه 1949 عمل في مصلحة الموانىء العراقية (المسفن البحري) بصفة كاتب وبنفس الفترة انخرط بالتنظيمات العمالية. بعد ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958 نشط النقابي محسن ملا علي في النقابات العمالية وفي اول مؤتمر في 8 تموز عام 1959 انتخب عضوا في المجلس المركزي لاتحاد النقابات العمال في العراق وفاز ب 211 صوتا من أصل عدد الحاضرين 221 عضوا حيث مكانته وشخصيته وعطائه كان لها دورا في تبوء هذا المركز.
- في 6/ كانون الثاني /1959 وهو اول عيد للجيش العراقي تحتفل به الجماهير العراقية مع جيشها الذي قام بثورته ضد الحكم الملكي حيث قامت الوفود من اطياف الشعب بتقديم الهدايا للجيش. اما عمال الموانىء فقد اتفقوا على اهداء رتبة (اللواء) إلى الزعيم عبد الكريم قاسم بمناسبة ترفيعه لهذه الرتبة وكانت مصنوعة من الذهب حيث تم تشكيل وفد من (22) شخصاً وكان النقابي محسن ملا علي يقود الوفد وقد التقى بالزعيم في وزارة الدفاع وقام بتسليم الهدية إليه معبرين عن ارتياحهم إلى شخصه الكريم وما قام به من بطولة وتضحية من أجل الشعب لكن هذه الأوضاع ايضا لم تدم طويلا حيث يذكر (محسن ملا علي) بعد مرور عام واحد من الثورة وخاصة بعد تظاهرة الأول من ايار بدأ عبد الكريم قاسم بمحاربة الحزب الشيوعي العراقي وبدأت التهم الكيدية على نشطاء الحزب مما اصابت احدى هذه التهم (محسن ملا علي) وعلى اثرها فصل من العمل في اوائل عام 1960. وعندما حدث انقلاب 8 شباط الاسود 1963 دافع عن الجمهورية في منطقة الكاظمية /بغداد حيث ساهم في قيادة التظاهرة التي احتلت مركز شرطة الكاظمية. كان مندفعا إلى حد كبير لحبه لوطنه وشعبه.
أحمد حمد فقي ( أحمد بيكه س)(1930-2007)
الصورة الاولى عام 2000 الصورة الثانية عام 1972
ولد عام ١٩٣٠ في محافظة أربيل الابن البكر لأسرة فلاحية، فقد والديه عام ١٩٤٤ مما اجبر على الاعتماد على نفسه والدخول في معترك ألحياة لتأمين متطلبات المعيشية له ولإخوانه الصغار من جهة والتعليم والدراسة المسائية من جهة أخرى.
هذه البداية الصعبة والقاسية خلقت منه شخصية كفاحية صلبة تحس بالفارق الطبقيّ والحرمان من الحقوق رغم سنه الصغير وبداية نشوء الوعي السياسي له، لذا دخل معترك السياسة والنضال في صفوف تنظيمات الحركة الوطنية الكوردية مبكرا كما هو حال معظم شباب الكوردستاني الواعي في سنوات منتصف القرن الماضي ووجد ضالته النضالية في صفوف تنظيمات الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومن خلال حضور النشاطات الثقافية والسياسية مع نخبة من الوطنيين الكورد في تلك الفترة، وحضر لأول مرة حفل إحياء عيد نوروز عام ١٩٤٦ ولم يبلغ عمره ١٦ سنة رغم التبليغات المعادية لهذه الاحتفالية وتكفير المشاركين من قبل بعض رجال الدين الكورد والرجعيّة والمناوئين، هذه المشاركة كانت بداية لمسيرة نضالية امتدّت لسنوات طويلة من الزمن. بعد إبرام اتفاقية آذار ١٩٧٠ بين الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكوردستاني وتشريع قانون الحكم الذاتي لكوردستان، بدأ عهد جديد للعراق ومنطقة كوردستان من خلال الخطوات نحو نظام اشتراكي وتشريع القوانين الجديدة لهذه المرحلة ومنها ما تخص الطبقة العاملة من حقوقهم وحمايتهم وتفعيل مؤسسات الحركة النقابيّة. في هذه المرحلة من حياته السياسية استطاع ان ينقل جهوده إلى ساحة نضال الحركات النقابيّة العمالية وبطلب من حزب الديمقراطي الكوردستاني رشح في قائمتهم الانتخابية في أولى انتخابات من نوعها عام ١٩٧٠ بعد اتفاقية آذار، فازت القائمة بالتزكية لعدم وجود قائمة منافسة لها في محافظة أربيل وهكذا تولى رئاسة نقابة المواد الغذائية والسكائر في 15/12/1970 ولغاية 11/3/1974.
ورد في كتاب مذكراته ( كوردايه تي ) وبشكل مختصر عن تجربة العمل النقابي لهذه السنوت وكتب:
(( رغم ان التجربة النقابيّة كانت بالنسبة لنا حديثة وقصيرة نسبيا إلا أننا استطعنا خلال هذه الفترة وعلى رأس الهيئة النقابيّة لعمال المواد الغذائية والسكائر ان نحقق مكتسبات جيدة للعمال والبالغة عددهم ١٤٠٠ عامل، حيث نجحنا في نشر الثقافة النقابيّة في جميع ساحات العمل وتعريف العمال بحقوقهم، كذلك محاولة الاستفادة القصوى من قانون العمل رقم ١٥١ لعام ١٩٧٠ وقانون تقاعد العمل رقم ١٥٠ لضمان الحقوق التقاعدية للعمال. دخلنا في كثير من الصراعات القانونية مع اصحاب العمل ورؤساء الدوائر ورفع العديد من الدعاوى القانونية إلى محكمة العمل وكسبها لصالح العمال، وشكلنا في دوائر الدولة (لجنة العمل المشترك) مع اداراتها والذي كان يجتمع اسبوعياً لمتابعة مشاكل العمال ومعالجتهم. خلال سنوات العمل النقابي شاركت في العديد من المؤتمرات للاتحاد العام لنقابات العمال العامة في بغداد والتقينا العديد من نظرائنا في النقابات العراقية لنتبادل الإراءة حول العمل النقابي.
ساهمنا وشاركنا في العديد من نشاطات التوعية والفعاليات محليا ومنها احياء مناسبة يوم العمال العالمي والاحتفال بها في واحد أيار لكل عام من خلال المسيرات والاجتماعات والشعارات التي تدعو لتطوير وحماية حقوق الطبقة العاملة )).
المصادر
المواقع الالكترونية
ماجد قاسم جابر- سيرة شيوعي محسن ملا علي
فيصل الفؤادي - ثلاثة عقود من النضال النقابي 1960-1990
رسالة من عائلة النقابي احمد حمد فقي