قلما يجري الحديث عن قرة باغ ومأساة شعبها الأرمني. وبشكل عام تعرض الأرمن طوال تاريخهم إلى الإبادة الجماعية، والأرمن يسمونها " بالجريمة العظمى" خاصة على يد الأتراك العثمانيين عام 1915 – 1923 والتي راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف أرمني. وجرت الإبادة في ست ولايات أرمنية كانت واقعة تحت سيطرة الامبراطورية العثمانية، ونفذها اساسا قادة "الأتراك الشباب" محمد طلعت باشا وأحمد جمال باشا وأنور باشا، وكذلك رئيس "المنظمة الخاصة" بهاء الدين شاكر. وإلى جانب إبادة الأرمن تعرض الآثوريون واليونانيون من الأصل البونتي إلى هذه الإبادة. وتعتبر عملية إبادة الأرمن الثانية من نوعها في التاريخ بعد إبادة اليهود في " هولوكوستا" على يد النازيين الألمان. (وبالمناسبة كان والدي أحد الذين تعرضوا إلى هذه الإبادة لكنه فلت بقدرة قادر وعمره 10 سنوات وشاهد كيف قتل الأتراك والده ووالدته في قريتهم وهرب مع الذين بقوا على قيد الحياة إلى إيران ومن ثم استقر في خانقين بمحافظة ديالى).
واليوم تعاد هذه المأساة في قرة باغ.
وقرة باغ تسمية تركية سموها في فترة غزو الأتراك لهذه المنطقة وتعني " البستان او الحديقة السوداء" وذلك لطبيعتها الخلابة وكثافة غطائها النباتي. أما اسمها الأرمني الأصلي القديم فهو "أرتساخ" المحافظة العاشرة من محافظات أرمينيا العظمى القديمة (عام 190 قبل الميلاد – 387 ميلادي) وهي منطقة تاريخية فيما وراء القفقاس وتتناسب مع أراضي "ناغورني قرة باغ" الحالية.
ولسنا اليوم بصدد تاريخها فهو معقد للغاية ولكن نحاول الحديث عن تطور الأحداث الأخيرة في هذه المنطقة من خلال المناقشات التي دارت في "منتدى فالداي الدولي للحوار" في مدينة سوتشي الروسية (2 -5 / 10 / 2023) والذي شارك فيه الرئيس بوتين في جلسته الموسعة المكرسة للذكرى اليوبيلية العشرين للمنتدى (كان بوتين حتى الفترة الأخيرة على اتصال دائم مع رئيس الوزراء الأرمني نيقول باشينيان والرئيس الأذربيجاني الهام علييف لتقريب وجهات نظر الطرفين حول قرة باغ وتوقيع معاهدة سلام بين البلدين).
وحول سؤال عن تطورات قضية "قرة باغ" الأخيرة قال بوتين (نورد بالنص ترجمة ما أفاد به بوتين عن احداث قرة باغ:
ألا تعلمون ماذا جرى وما حدث في الفترة الأخيرة؟ بعد الأحداث المعروفة وانهيار الاتحاد السوفيتي كانت هناك ازمة حين بدأت الاشتباكات العرقية بين الأرمن والأذربيجانيين في مدينة " سومغايت" الأذربيجانية ثم امتدت إلى قرة باغ. كل هذا أدى إلى أن أرمينيا، وليس قرة باغ، قد وضعت تحت سيطرتها كل قرة باغ وسبعة أقاليم مجاورة من أذربيجان. وهذا برأيي ما يقارب من 20% من أراضي أذربيجان، واستمر كل هذا الوضع لعدة عقود.
ويجب القول، ولن أكشف هنا عن أي سر، اننا اقترحنا على أصدقائنا الأرمن عدة مرات خلال الخمسة عشر عاما الماضية تسوية المشكلة. ولكن أية تسوية؟ اقترحنا إعادة خمس مناطق حول قرة باغ إلى أذربيجان والاحتفاظ بمنطقتين لأرمينيا، وبالتالي الحفاظ على الارتباط الاقليمي بين أرمينيا وقرة باغ.
لكن أصدقاءنا في قرة باغ رفضوا مرارا وتكرارا وقالوا إن هذا سيخلق لنا تهديدات معينة. قلنا بدورنا اسمعوا، أذربيجان تنمو واقتصادها يتطور وأنها دولة منتجة للنفط والغاز وهناك بالفعل أكثر من 10 ملايين شخص، دعونا نقارن الامكانات. وبينما توجد مثل هذه الفرصة فأننا بحاجة إلى إيجاد هذا الحل الوسط. ومن جانبنا نحن واثقون من أننا سننفذ القرارات ذات الصلة في إطار مجلس الأمن للأمم المتحدة ونضمن أمن ممر "لاتشين" الناشيء بشكل طبيعي بين أرمينيا وقرة باغ، ونضمن أيضا أمن الأرمن الذين يعيشون في هذه المنطقة.
ولكن رفضوا ثانية وقالوا لا يمكننا فعل ذلك. قلنا وماذا ستفعلون؟ قالوا سوف نحارب. قلنا ليكن ما تشاؤن. وصلت الأمور في النهاية إلى حد الاشتباكات المسلحة عام 2020، وآنذاك اقترحت على أصدقائنا – وبالمناسبة وربما لن يستاء مني الرئيس الهام علييف، ولكن في مرحلة ما تم التوصل إلى اتفاق بان القوات الأذربيجانية ستتوقف عن هجومها.
بصراحة اعتقدت ان المشكلة قد تم حلها. اتصلت بيريفان وسمعت فجأة: كلا دعهم يغادرون ذلك الجزء الضئيل من قرة باغ حيث دخلت القوات الأذربيجانية. هذا كل ما حصل. قلت وماذا ستفعلون؟ كرروا ثانية نفس العبارة: سنقاتل. قلت بعد أيام قليلة ستصل قواتهم إلى مؤخرة تحصيناتكم في منطقة أغدام وسينتهي كل شيء، ألا تفهمون؟ وماذا ستفعلون؟ قالوا سنحارب. هكذا جرت الأمور.
وفي نهاية المطاف اتفقنا مع أذربيجان على انه بعد الوصول إلى خط شوشا وداخل شوشا نفسها سيتم وقف الأعمال العسكرية. بهذا الصدد تم التوقيع على بيان في نوفمبر 2020 بشأن وقف الأعمال العسكرية ونشر قوات حفظ السلام الروسية في المنطقة. والنقطة التالية المهمة للغاية: كان الوضع القانوني لقوات حفظ السلام الروسية يستند فقط إلى هذا البيان الصادر في نوفمبر 2020. ولكن لم يظهر لاحقا أي وضع لقوات حفظ السلام على الاطلاق. واليوم لن أقول لماذا. كانت أذربيجان تعتقد انه ليس هناك حاجة لذلك، والتوقيع بدون أذربيجان لا معنى له. لذلك كان الوضع برمته، أكرر، استند إلى بيان نوفمبر 2020 فقط، وكانت حقوق قوات حفظ السلام تنحصر في شيء واحد فقط – مراقبة مراعاة نظام وقف إطلاق النار. هذا كل ما حصل، لم تكن لدى قواتنا لحفظ السلام هناك أية حقوق أخرى. مجرد مراقبة نظام وقف إطلاق النار. لكن هذه الحالة غير المستقرة استمرت لبعض الوقت.
والآن تحدثتم عن رئيس المجلس الأوروبي السيد شارل ميشيل، الذي احترمه، حيث اجتمع في براغ في خريف 2022 تحت رعاية السيد ميشيل والرئيس الفرنسي ماكرون والسيد شولتز مستشار ألمانيا مع قادة أرمينيا وأذربيجان وهناك وقعوا بيانا ينص على ان أرمينيا اعترفت بقرة باغ كجزء من جمهورية أذربيجان.
بالإضافة إلى ذلك قام رؤساء الوفود وقادة أرمينيا (في براغ) بتسمية أذربيجان بالكيلومترات المربعة مباشرة والتي تشمل بالطبع قرة باغ ايضا، وأكدوا أنهم يعترفون بسيادة أذربيجان في إطار جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية، والتي كانت آنذاك جزءا من اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية. وكما هو معروف كانت قرة باغ ايضا جزءا من جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية. أي من حيث الجوهر تم حل القضية الرئيسية والأساسية تماما، والتي انحصرت في وضع قرة باغ. وعندما أعلنت قرة باغ عن استقلالها لم يعترف أحد بهذا الاستقلال ولا حتى أرمينيا، وهو أمر غريب لي بصراحة، ولكن مع ذلك كان هذا هو القرار – لم يعترفوا باستقلال قرة باغ. ولكن هنا في براغ اعترفوا بأن قرة باغ تابعة لأذربيجان. ومن ثم في بداية عام 2023 كرروا نفس الشيء ثانية في اجتماع مماثل في بروكسل.
ومع ذلك، إذا كانوا قد توصلوا إلى (اتفاق) ..... بالمناسبة لم يخبرنا أحد عن ذلك، علمت شخصيا من الصحافة. كانت أذربيجان تعتقد دائما أن قرة باغ جزء من أراضيها، ولكن من خلال تحديد وضع قرة باغ كجزء من أذربيجان أحدثت أرمينيا تغييرا نوعيا في موقفها.
بعد ذلك في أحد الاجتماعات اقترب مني الرئيس الهام علييف وقال: حسنا كما ترون لقد اعترف الجميع بأن قرة باغ تابعة لنا، وقوات حفظ السلام الروسية موجودة على أراضينا. وتابع بوتين، كما ترون حتى وضع قوات حفظ السلام الروسية قد شهد على الفور تغييرا نوعيا بعد تحديد وضع قرة باغ كجزء من أذربيجان. ويقول علييف: قواتكم موجودة على أراضينا ودعونا الآن نتفق على وضعهم على أساس ثنائي. أما رئيس الوزراء الأرمني باشينيان فقد أكد: نعم أنتم الآن بحاجة إلى التفاوض على أساس ثنائي. أي ان قرة باغ قد ولت! هنا يمكنك ان تقول ما تريد بشأن هذا الوضع، ولكن كانت هذه القضية الأساسية – وضع قرة باغ. كل شيء كان يدور حول هذا الأمر طوال العقود الماضية: كيف ومتى ومن وأين سيتم تحديد هذا الوضع. هذا كل ما حصل، أرمينيا حلت ذلك – أصبحت قرة باغ رسميا جزءا من أذربيجان. وهذا هو موقف الدولة الأرمنية الحديثة.
اذن ماذا علينا أن نفعل؟ كل ما حدث في الماضي القريب – قبل اسبوع او اسبوعين او ثلاثة، واغلاق ممر لاتشين وما إلى ذلك – كل هذا كان لا مفر منه بعد الاعتراف بسيادة أذربيجان على قرة باغ. وهذا كان مسألة وقت فقط: متى وبأية طريقة ستقيم أذربيجان النظام الدستوري هناك في إطار دستور الدولة الأذربيجانية. ماذا تستطيع ان تقول؟ وكيف يمكن الرد على ذلك؟ أرمينيا اعترفت بذلك، وماذا علينا أن نفعل؟ نقول كلا نحن لا نعترف بذلك؟ هذا هراء، أليس كذلك؟ هذا نوع من الهراء.
لن اتحدث الآن – اعتقد ان هذا غير صحيح - عن الفروق الدقيقة في مناقشاتنا، لكن ما حدث في الأيام الأخيرة او في الأسابيع الأخيرة كان نتيجة حتمية لما فعلوه في بروكسل. لذلك كان ينبغي على السيد ميشيل وزملائه ان يفكروا حينها عندما أقنعوا على ما يبدو – لا اعرف، يجب ان تسألهم بأنفسهم - في مكان ما خلف الكواليس، في أروقة الاجتماع رئيس وزراء أرمينيا السيد باشينيان لقبول هذه الخطوة، كان عليهم جميعا ان يفكروا معا في مصير أرمن قرة باغ، كان عليهم على الأقل ان يكتبوا شيئا ما عما ينتظرهم في هذه الحالة، على الأقل نوع من النظام لدمج قرة باغ في الدولة الأذربيجانية. أي نظام ما يتعلق بضمان أمنهم واحترام حقوقهم. لا يوجد شيء من هذا القبيل هناك. لا يوجد سوى بيان بأن قرة باغ جزء من أذربيجان، وليس اي شيء آخر. اذن ماذا علينا ان نفعل؟ إذا كانت أرمينيا قد قررت ذلك بنفسها، فماذا يجب ان نفعل؟
ماذا فعلنا؟ استخدمنا كل ما لدينا من الناحية القانونية لتوفير العنصر الانساني. وكما تعلمون بالمناسبة وقعت ضحايا وقتلى في صفوف قواتنا لحفظ السلام خلال حماية أرمن قرة باغ، قدمنا لهم المساعدات الانسانية والطبية وأمننا خروجهم.
إذا عدنا ثانية إلى ما يسمون بزملائنا الأوروبيين، دعهم على الأقل يرسلون مساعدات انسانية لدعم هؤلاء الأشخاص البائسين، ولا أستطيع ان أقول شيئا خلاف ذلك، والذين تركوا وطنهم الأصلي من ناغورني قرة باغ. أعتقد أنهم سيفعلون ذلك. وبشكل عام نحتاج بالطبع إلى التفكير في مصيرهم على المدى الطويل.
وخلال الاجتماع في "منتدى فالداي" وجه سرغي كاراغانوف السياسي والاقتصادي السوفيتي والروسي، دكتور العلوم التاريخية والمدير العلمي لكلية الاقتصاد العالمي التابعة للمدرسة العليا للاقتصاد السؤال التالي إلى بوتين: ألا تعتقدون ان عقيدتنا بشأن استخدام الأسلحة النووية قد فات أوانها؟ يبدو لي انه بالتأكيد عفا عليها الزمن، بل وتبدو غير مدروسة بعمق وتم انشاؤها في أوقات اخرى، وربما في ظرف مختلف، بل وتتبع النظريات القديمة. موضوع "الردع" لم يعد يعمل. ألا آن الآوان لنا لتغيير عقيدة استخدام الأسلحة النووية باتجاه خفض العتبة النووية والتحرك طبعا بحزم، ولكن بسرعة كافية على طول سلم تصعيد الردع لإيقاظ شركائنا؟ لقد أصبحوا وقحين ويقولون مباشرة: بما ان لديكم مثل هذه العقيدة التي تقضي بعدم استخدام الأسلحة النووية أبدا، وبالتالي نسمح لهم عن غير قصد بتوسيع وتنفيذ عدوان وحشي تماما.
هذا سؤال، ولكن يشمل على سؤال آخر. العالم في السنوات المقبلة – حتى عندما ننتصر بطريقة او اخرى في أوكرانيا او حول اوكرانيا – سيظل الغرب يمر رغم كل شيء بأوقات عصيبة للغاية: ستظهر مراكز جديدة وستنشأ صعوبات جديدة. علينا في نهاية المطاف أن نغير نفس فتيل الردع النووي الذي حافظ على سلامة العالم طوال سبعين عاما. والآن يحاول هذا الغرب، بعد ان نسى التاريخ والخوف، ازالة هذا الفتيل. الا يجب ان نغير سياستنا في هذا المجال؟
جواب بوتين: موقفك معروف لدي، قرأت بعض الوثائق ومقالاتك وملاحظاتك. وانا أفهم مشاعرك.
اسمحوا لي أن اذكركم انه يوجد في العقيدة العسكرية الروسية سببان لاحتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية. الأول هو استخدام هذه الأسلحة ضدنا، اي ما يسمى "الرد على ذلك بالمثل" (او الضربة الانتقامية). ولكن ماذا يعني هذا في الممارسة العملية؟ لنفترض ان الصواريخ انطلقت وان نظام الانذار المبكر الروسي اكتشف وسجل وتأكد من أن هدف هذه الصواريخ ضرب أراضي روسيا الاتحادية – وكل هذا يجري خلال ثوان حتى يفهم الجميع – وعندما نفهم ونتأكد من المعلومات التي تفيد بأن الضربة موجهة ضد روسيا فنحن من جهتنا نرد على هذا العدوان.
أود أن أؤكد للجميع أن الرد اليوم غير مقبول على الاطلاق لأي معتد محتمل، لأنه منذ لحظة اكتشاف إطلاق الصواريخ، بغض النظر عن مصدرها من اي مكان في المحيط العالمي او من اي منطقة كانت، فستظهر في الجو ردا على الهجوم المضاد المئات من صواريخنا بعدة اتجاهات في آن واحد بحيث لن تبقي لأي عدو اية فرصة للبقاء.
السبب الثاني لاستخدام هذا السلاح هو تهديد وجود الدولة الروسية، وحتى إذا استخدمت الأسلحة التقليدية ضد روسيا، ولكن يجري تهديد وجود روسيا كدولة بحد ذاتها.
هذان هما سببان محتملان للاستخدام الأسلحة التي ذكرتها.
فهل نحن بحاجة لتغيير ذلك؟ ولأي غرض؟ يمكن تغيير كل شيء، لكنني لا أرى ضرورة لذلك. لا يوجد هناك اليوم وضع من شأنه، على سبيل المثال، أن يهدد الدولة الروسية ووجودها. لا يوجد هناك مثل هذا الوضع. أعتقد انه لا يمكن لأي شخص بكامل قواه العقلية وذاكرته الواضحة ان يفكر في استخدام الأسلحة النووية ضد روسيا.
ومع ذلك فان وجهة نظركم والخبراء الآخرين والأشخاص الوطنيين قلقون للغاية بشأن ما يحدث داخل البلاد ومن حولنا، قلقون مما يجري على خطوط الجبهة بالاتجاه الأوكراني – انا افهم كل شيء. نحن نراقب الوضع بعناية، وصدقني نحن نحترم وجهة نظرك، لكنني لا أرى مثل هذه الحاجة لتغيير مفهومنا. العدو المحتمل يعرف كل شيء، يعرف عن قدراتنا.
والشيء الآخر، على سبيل المثال، انني اسمع بالفعل دعوات، لنفترض، لاستئناف تجارب الأسلحة النووية، للعودة إلى التجارب، وهنا الشيء الذي بودي قوله: وقعت الولايات المتحدة على الوثيقة الخاصة باتفاقية حظر تجارب الأسلحة النووية. لكن روسيا وقعت عليها وصدقتها، ووقعت عليها الولايات المتحدة لكنها لم يجر تصديقها.
واليوم اوشكنا على الانتهاء من العمل على الأنواع الحديثة من الأسلحة الاستراتيجية التي تحدثت واعلنت عنها منذ عدة سنوات.
تم اجراء تجربة أخيرة ناجحة على صاروخ "بوريفيسنيك" وهو صاروخ مجنح ذو مدى عالمي مزود بنظام دفع نووي. كما وانتهينا بالفعل من العمل على صاروخ” سارمات" وهو صاروخ ثقيل للغاية. والسؤال هو اننا نحتاج فقط إلى استكمال بعض الاجراءات والانتقال إلى انتاجها بكميات كبيرة ووضعها في الخدمة العسكرية. سوف نعمل ذلك قريبا.
وكقاعدة يقول الخبراء ان هذا سلاح جديد ومن الضروري التأكد من أن الرأس النووي الخاص سيعمل بدقة وبحاجة إلى اختبار. ولست مستعدا للقول الآن ما إذا كنا نحتاج إلى اجراء التجارب ام لا. ولكن لكي نتصرف بطريقة مماثلة في العلاقات مع الولايات المتحدة، اكرر ثانية، عندما وقعت الولايات المتحدة على وثيقة الحظر ولكن لم يجر تصديقها، في حين اننا وقعنا وصدقنا الوثيقة – ومن حيث المبدأ من الممكن ان نتصرف بطريقة مماثلة لطريقة الولايات المتحدة. ولكن هذا سؤال يتعلق بنواب مجلس الدوما الروسي. ويمكن من الناحية النظرية الغاء هذا التصديق. فاذا ألغينا هذا التصديق سيكون ذلك كافيا.