اعود مرة ثانية ليوميات القبطان بعد استراحة اجبارية بسبب ظروف قاهرة ولكنني كنت متابعاً لاحداث العراق اليومية لاسيما الاحداث فوق نار اقرب الى الملتهبة منها واهمها الانتخابات وازمة المياه الى ازمة الخدمات .

ومن الجانب التركي لا يريد السماح بما كان متفق عليه من السابق بالاطلاقات المائية الا اذا تنازل العراق عن 1و5 مليار دولار الذي اقرته المحكمة الدولية في باريس لصالح العراق، تركيا تضرب كل القرارات الدولية عاصية معصية دون ان يرفع العراق ورقته الاقتصادية بوجه من يضر عمدا بمصالح العراق واهمها المياه بينما تركيا وايران تواصل ارسال وزرائها للعراق مرة تناسيا لطلبات العراق ومرة لزيادة ارسال الشركات من قبل الدولتين للاستثمار ولابتزاز العراق  بينما كل الروافد والانهر من ايران اقفلت ماعدا نهرالكارون وسوف يغلق متى ما يرون ضرورة لذلك  شأنه شأن الغازللضغط على العراق وتركيا تُقطّر المياه الى العراق... سوف تكون الحكومة الحالية مسؤولة بالكامل بسبب ترددها من اجبار الدولتين الاسلاميتين للسماح بالاطلاقات المائية للعراق من المنبع. الشعب لا ينتظر كثيراً اذا ما استمر تردد الحكومة في هذه الامر.

اما الخدمات فهي في اسوأ مستوياتها الا ما قلّ منها ومعظم ما ينجز الان بسبب قرب انتخابات مجالس المحافظات فيتم تبليط بعض الشوارع والتي مرّ عليها سنين من الاهمال وبطرق سريعة لايهام المواطنين بانجازخدمات مستمرة لهم وسوف تتوقف معظمها بعد الانتخابات ويظهر سوء عملها.

واخيرا اين اموال العراق التي سُرِقت وآخرها سرقة القرن وان هذه السرقة ليست الاكبر في تاريخ الفاسدين لكن نور زهير استردت منه 10% فقط من المليارات الدولارات كما اعفي هيثم الجبوري هو الاخر من استرجاع المبالغ المهولة التي سرقها وهو المتدين الوقور الهادئ ما عدا 4 مليار دينار من مجموع ما سرقه وادين به .

ما ان اعلن عن موعد انتخابات مجالس المحافظات حتى بدأ الحراك الانتخابي عبر تكوين احزاب وتحالفات وأئتلافات قلَ نظيرها في العالم من حيث العدد، وكما تعودنا من آخر انتخابات برلمانية ان (انسلخ)ت بعض الجماعات عن احزابها وكتلها لايهام المواطنين بانهم تشرينيون او مستقلون وما ان انتهت الانتخابات رجعت معظم تلك الجماعات والافراد(المستقلة) الى حواضنها الاصلية مما يشكل خدعة للناخب لاسيما البسطاء منهم. الان وصل العدد الى قرابة 300 حزب وكتلة مسجلة وتم تميد فترة تسجيل هـذه الكتل لاكثر من مرة عسى ولعلى ان تصل الأرقام الى رقم قياسي للمسابقة امام العالم لوجه الديمقراطية في العراق! الآن وبعد انتفاضة تشرين 2019 الباسلة اصبح (لزاماً) على بعض الكتل ان تسرق اسم التشرينيين والديمقراطيين الحقيقيين لتتنافس مع شباب تشرين الاصلاء والاحزاب الوطنية الديقراطية والجمع المدني الديمقراطي.ومن هنا جاء البعض المُغرض ليلصق التهم بمن هم الاكثر وطنية واخلاصا ونزاهة في محاولة لحرف توجه الناخبين لبوصلتهم.لكن الشمس لا تحجب بغربال.

المياه وندرتها اصبحت مشكلة ونقاش يكاد ان يكون يوميا اسبابه والحلول لهذه المعظلة والتي تنذر بجفاف وتصحر مهول ونزوح سكان الاهوار والقرى الى المدن وبدون حل لمشاكلهم . الموقف من تركيا وايران متذبذب منذ عقود وعلى مرّ الاعوام لاسيما منذ 2003 بينما توسع العلاقات الاقتصادية مع الدولتين الجارتين الاسلاميتين وصلت الى قرابة 40 مليار دولار سنوياً  ودون ان تلبي هاتين الدولتين طلبات العراق بحصته المتفق عليها من المياه، بل بالعكس تمارس ايران بقطع الغاز في عِزّ الحر مرة بحجة صيانة الانابيب ومرة تطالب العراق بدفع المليارات من خارج العقوبات الامريكية المفروضة على ايران والعراق مليار دينار والانكى ان هذين المدانين سافرا بحرية تامة للخارج ورفع عنهم حجز اموالهم المنقولة والغير منقولة وذهبت اموال الشعب  لهم دون ان يحرك القضاء مذكرة اعتقال ضدهم.وهذه القضية سوف تفجر مع ما سبق انتفاضة اكبر من انتفاضة تشرين 2019. فهل الحكومة واحزابها مستعدة لهذا النازال القادم والهادر؟

عرض مقالات: